تم تمديد الشراكة المعرفية التي تأسست قبل عقدين من الزمن بين مؤسسة قطر وجامعة كارنيجي ميلون، إحدى أبرز الجامعات في العالم، لعشر سنوات إضافية. يأتي هذا الإعلان في نهاية عام أكاديمي احتفلت فيه جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، بالذكرى العشرين لتأسيسها، وذلك بالتزامن مع احتفال مؤسسة قطر بمرور 30 عامًا على إنشائها.
وقد وقّع الاتفاقية كلٌ من سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، وفارنام جاهانيان، رئيس جامعة كارنيجي ميلون، خلال احتفالية أقيمت في المدينة التعليمية، حضرها أيضًا سعادة السيد تيمي ديفيس، سفير الولايات المتحدة لدى دولة قطر.
جامعة كارنيجي ميلون في قطر هي جامعة شريكة لمؤسسة قطر، تتمحور مهمتها حول التعليم والبحوث في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد تخرّج فيها أكثر من 1400 طالب وطالبة من برامجها الجامعية في العلوم البيولوجية، وإدارة الأعمال، وعلوم الحاسوب، ونظم المعلومات.
في العام الأكاديمي الماضي، استقبلت جامعة كارنيجي ميلون في قطر أكثر من 450 طالبًا ينتمون لأكثر من 61 جنسية، 39 بالمائة منهم من المواطنين القطريين، 56 بالمائة من الإناث. وقد تقلّد العديد من خريجي الجامعة مناصب قيادية في مجالات الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال التكنولوجية، والعلوم، والتمويل، في قطر وحول العالم، في شركات مثل أمازون، وجوجل، وآي بي إم، ومايكروسوفت.
يُعد تجديد هذه الشراكة الثالثة بين مؤسسة قطر وجامعاتها الشريكة الدولية خلال ستة أشهر، حيث جددت مؤسسة قطر شراكتها الإستراتيجية مع جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في نوفمبر 2024، وجامعة جورجتاون في أبريل 2025، مما يؤكّد حقيقة أن منظومة مؤسسة قطر التعليمية الفريدة من نوعها في العالم تواصل تقدّمها وازدهارها.
قالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني: «أَرْسَتْ مؤسسة قطر- منذ ثلاثة عقود- نموذجاً فريداً للتعلم، نموذجٌ جَذَبْنا لأجله شركاء دوليين في مجال التعليم دعماً لرسالتنا، فلم نزل- بهذه الشراكات- نُعْطِي أعلى مستويات الجودة في مجالات حيوية لتنمية وطننا ومنطقتنا؛ وترسيخ قيمنا. أَتَتْ جامعة (كارنيجي ميلون) ضمن هؤلاء الشركاء، فجلبت إلى قطر برامجها الأكاديمية بأرفع مستوى، وزرع الفضول المعرفيّ الّذي يُستَشْرَفُ به المستقبل، فجاوَزَتْ المعرفة حدّ طلّابها إلى المجتمع كافّة. الآن- بعد أكثر من 20 عامًا على مجيئها وتأسيسها في قطر- أصبح تميّز جامعة (كارنيجي ميلون في قطر) في البحث العلميّ جزءًا راسخاً في نسيج المعرفة في وطننا؛ فهي ترعى ركائز التقدّم، وتلهم روّاد الأعمال، وتشجّع الابتكار.
تابعت سعادتها: «في عالمٍ يزداد تأثّرًا بالذكاء الاصطناعي، نجتهد في تسخير هذه الوسيلة لفائدتنا، وخبرة جامعة كارنيجي ميلون في قطر في هذا المجال إحدى السبل العديدة التي سنواصل من خلالها إعداد القادة الوطنيّين والإقليميّين من جيلنا القادم. نواصل بهم طريق التنمية المستدامة لقطر وشعبها. نفخر بشراكتنا مع جامعة كارنيجي ميلون، آملين لمزيد من الإنجازاتٍ نُثري معاً بها المعرفة في مُقبِل الأعوام».
قال فرنام جاهانيان، رئيس جامعة كارنيجي ميلون: «ازدهرت شراكتنا الاستثنائية بين مؤسسة قطر وجامعة كارنيجي ميلون على مدى العشرين عامًا الماضية، وهي شراكة قائمة على ثقتنا المتبادلة والتزامنا المشترك بأهمية التعليم ودوره كمنصة لتعزيز المشاركة العالمية وكمُحرّك للفرص الاقتصادية من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع».
أضاف فرنام: «نحن ممتنون للغاية لحكومة قطر ولمؤسسة قطر على دعمهما المستمر لجامعة كارنيجي ميلون في قطر، وعلى قيادتهم التي طوّرت رؤية المدينة التعليمية كمركز يزخر بالفرص التحولية. نحن فخورون جدًا بما أنجزناه معًا، ومن خلال تجديد شراكتنا سنتمكّن من مواصلة إرثنا في إحداث التأثير ومن تعزيز شراكتنا القوية بين حرمنا الجامعي في بيتسبرغ وفرعنا في قطر».
ختم: «ستواصل جامعة كارنيجي ميلون في قطر دورها كمركز للمعرفة والابتكار والاكتشاف، وتجسد دليلًا هامًا على مهمة جامعة كارنيجي ميلون في العالم المتمثلة بإعداد الطلبة للنجاح في عالم سريع التغيّر تُعيد تشكيله تقنيات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الأخرى. نحن متحمسون لمواصلة تعاوننا مع مؤسسة قطر، ونستمد طاقتنا وإلهامنا من التطلعات المشرقة التي يحملها لنا مستقبلنا المشترك».
تُصنّف جامعة كارنيجي ميلون ضمن أفضل 25 جامعة في العالم بحسب تصنيف تايمز العالمي للجامعات، كما تحتل مراكز متقدمة ضمن أفضل 10 جامعات في تصنيف يو إس نيوز (U.S. News)، ووورلد ريبورت (World Report)، في مجالات الذكاء الاصطناعي، وفي تخصصات إدارة الأعمال وعلوم الحاسوب ونظم المعلومات على مستوى مرحلة البكالوريوس، بالإضافة إلى المرتبة الثانية في الولايات المتحدة الأمريكية في مجال البحوث الجامعية والمشروعات الإبداعية لطلاب البكالوريوس.
يخضع طلاب جامعة كارنيجي ميلون في قطر لنفس متطلبات التخرج المطبقة في الحرم الجامعي الرئيسي في بيتسبرغ بالولايات المتحدة الأمريكية. وفي هذا الشهر، احتفلت جامعة كارنيجي ميلون في قطر بتخريج 110 طلاب وطالبات من دفعة عام 2025.
يرتكز التعليم في جامعة كارنيجي ميلون في قطر على التحليل والقيادة، ويُشجَّع الطلاب على تجاوز حدود التخصصات من أجل إيجاد حلول للتحديات الواقعية. كما تزوّد الجامعة طلابها بالأسس النظرية إلى جانب المهارات العملية، ليصبحوا قادة في مجالاتهم.
ريادة عالمية
تجدر الإشارة إلى أن جامعة كارنيجي ميلون ابتكرت الذكاء الاصطناعي قبل أكثر من 50 عامًا، وتُعد الجامعة اليوم من المؤسسات الرائدة عالميًا في تعليم الذكاء الاصطناعي وبحوثه. وفي فرع الجامعة في قطر، يتم دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي في جميع البرامج الجامعية، حيث يُحفَّز الطلاب على دراسة تأثيرات هذه التكنولوجيا وتبعاتها الأخلاقية.
قال فرانسيسكو مارموليجو، رئيس التعليم العالي ومستشار التعليم في مؤسسة قطر: «إن الشراكات المبنية على الإيمان المشترك بقوة المعرفة تملك القدرة على إعادة صياغة حياة الأفراد، وتذليل الحواجز، وتحقيق فوائد جمة للأفراد والمجتمعات على حد سواء - وشراكتنا طويلة الأمد والقيّمة للغاية مع جامعة كارنيجي ميلون خير دليل على ذلك».
أضاف: «تأسست جامعة كارنيجي ميلون في قطر، كما هو الحال مع جميع الجامعات الشريكة لنا، انطلاقًا من رؤية راسخة - رؤيتنا لمنظومة تعليمية فريدة من نوعها في العالم، مُكرسة لتلبية احتياجات دولة قطر، ورؤية جامعة كارنيجي ميلون، التي أدركت كيف أن الشراكة مع مؤسسة قطر فتحت آفاقًا جديدة للاكتشاف، وأتاحت الفرصة لمساعدة آلاف الشباب على تحقيق أحلامهم. وقد توافقت هذه الرؤى، وعلى مدى عقدين من الزمن».
وختم: «نحن فخورون بتمديد شراكتنا مع هذه المؤسسة التعليمية المرموقة لعقد آخر، ومتحمسون لما يحمله المستقبل من فرص لتوسيع آفاق المعرفة، وابتكار الحلول، والتعاون معًا لبناء جيل من القادة وصنّاع التغيير والمواطنين العالميين».
بدوره قال الدكتور مايكل تريك، عميد جامعة كارنيجي ميلون في قطر: «تأسست شراكتنا بين جامعة كارنيجي ميلون ومؤسسة قطر على رؤيتنا المشتركة بأهمية التعليم في إحداث التغيير. لقد قدّم هذا الحرم الجامعي للطلبة من قطر ومن جميع أنحاء العالم تعليمًا فريدًا من نوعه على مدار أكثر من 20 عامًا، وربما لم تكن لتتوفر فرصة التعليم للجميع لولا رؤية مؤسسة قطر وإيمانها بذلك. من هذا المنطلق، أنجز أكثر من 1400 طالب وطالبة دراستهم الجامعية في جامعة كارنيجي ميلون في قطر».
أضاف: «نحن سعداء بتمديد هذه الشراكة لعقد آخر من الزمن لا سيّما في هذا العصر الذي يشهد تطورًا تكنولوجيًا سريعًا. سنواصل إرشاد طلابنا لاتخاذ قرارات قائمة على التفكير التحليلي، وتقديم حلول تنبع من التعاطف مع الآخرين والمراعاة والابتكارات المستندة على رؤية نتطلع من خلالها إلى عالم أفضل».
تُعد جامعة كارنيجي ميلون في قطر واحدة من سبع جامعات دولية شريكة ضمن المنظومة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر، بالإضافة إلى جامعة حمد بن خليفة، وهي جامعة وطنية أنشأتها مؤسسة قطر. ويُشكل نموذج التعليم الفريد الذي ابتكرته مؤسسة قطر، والمدعوم من قبل شركائها الدوليين في التعليم، منصة غنية بالفرص للتعاون الأكاديمي والبحثي.
يستطيع الطلاب ضمن هذه المنظومة التسجيل في مقررات دراسية عبر جامعات مختلفة لا تفصل بينها سوى أمتار قليلة، كما يمكنهم اكتساب معرفة واقعية في مجالات تطوير العلوم والتكنولوجيا، والمشاركة في معالجة القضايا المجتمعية وقيادتها، وتوسيع آفاقهم الفكرية ضمن بيئة تحتضن التبادل الثقافي والمعرفي.
وتضم منظومة مؤسسة قطر أيضًا 13 مدرسة، من ضمنها مدارس متخصصة ومراكز بحثية وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا التي تتيح للطلاب احتضان وتسريع مشاريعهم الناشئة، إلى جانب مراكز للسياسات، ومرافق وبرامج مجتمعية تُشجع على التعلم مدى الحياة والتفاعل الاجتماعي، وهي متاحة للجميع لخوض تجاربها والاستمتاع بها.