نظّمت الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة محاضرة «عن بُعد» حول «التشافي من الصدمات».
قدمت المحاضرة الأستاذة هنادي وليد الجاسم، الكاتبة والإعلامية، والأستاذ مهند مروان مزيك، المعالج ومدرب الحياة، وأدارها الدكتور طارق العيسوي المستشار النفسي وخبير التربية الخاصة.
وحظيت المحاضرة بحضور نوعي كبير من أولياء أمور أشخاص ذوي إعاقة، ومتخصصين عاملين في مجال الإعاقة والتربية الخاصة.
وتناولت المحاضرة مجموعة من المحاور الرئيسية، حيث عرف بالصدمة وماهية المشاعر التي تخزنها، وطرق مقاومة الصدمات النفسية، كما جرى التعريف بعلم التشريح الميتافيزيقي ومؤسسه، وتعريف بالتدمير الذاتي، وطرق المعالجات مع عرض بعض التجارب الناجحة خلال المحاضرة.
وعَرَّفت الإعلامية هنادي الجاسم، والمعالج الأستاذ مهند مزيك، الصدمة بأنها فقدان السيطرة وعدم الإحساس بالأمان، مما يؤدي إلى عدم الشعور باليقين، وأكدا أن التشافي من الصدمات يعني فك الارتباط ما بين المشاعر والغرائز، وكيفية استجابة الجسم لهذه الغرائز، وأن الإنسان لديه العديد من المشاعر المخزنة في جسمه نتيجة الصدمات التي مرّ بها؛ لأن الخلايا العصبية لم يتم تحريرها عبر الاستجابة الغريزية «فالغرائز فورية وتلقائية».
وأوضحت المحاضرة أن الإنسان لديه عدد من الغرائز مثل القتال والعصبية والشتم والصراخ، والهروب مثل الركض والاختباء، وهي غريزة عند كثيرين الذين عندما يتعرضون للصدمات يلجأون للنوم الطويل أو اللهاث والبكاء أو التقيؤ، أو يصيبهم الخدران الجسدي أو الانفصال الفكري، وكشفت عن أن الاستسلام لهذه الغرائز يحدث دون تفكير وبطريقة لا شعورية، حيث يستجيب لها الدماغ بشكل فطري.
وشَدَّد المحاضران على أن أكبر خطأ عندما يتم قمع هذه الصدمات وعدم إكمالها دورتها، الأمر الذي يجعلنا أقل حساسية، وعدم التحسس تجاه أي صدمات مستقبلية، وأننا نجحنا في قمع صدمة الماضي، وما يعتبره البعض أن تكون قوياً هو في الواقع القدرة على الانفصال والتخدير وتجنب مقاومة التعامل مع الصدمة والحالة المشاعرية الكامنة، بتراكم هذا الكم الهائل من الصدمات دون تحريرها، ودون تحرير الخلايا العصبية منها، فتكون النتيجة الانفصال أو الاستسلام واليأس الذي قد يقود للانتحار.
وتناول المحاضران في ختام المحاضرة تقنية علاج التشريح الميتافيزيقي عبر معالجة شفاء الغرائز والمشاعر، والتشافي من الصدمات عبر معالجتها وتنظيفها مثل «الدريشة» أو الزجاج، عندما يتم تنظيفه من الغبار والسماح للنور بالدخول أولاً بأول.