الإضاءة الطبيعية.. موضة المنازل العصرية

alarab
منوعات 15 يناير 2021 , 12:55ص
الدوحة - العرب

من عوامل نجاح الديكور اختيار الإضاءة المناسبة للمكان المناسب، لتؤدي وظيفتها المطلوبة، وتعطي اللمسات الجمالية للمحيط. الإضاءة الطبيعية مهمة لكل بيت، وهناك عدة طرق تزيد من كمية دخول أشعة الشمس الطبيعية إلى البيوت والمطاعم والمكاتب وغيرها، ومن أهمها: «sky light» وهو نوع من أنواع الزجاج يتخذ أشكالاً هندسية مختلفة، وغالباً ما تتم هندسته في أسقف البيوت ويكون ظاهراً من داخل البيت وخارجه، هذا بالإضافة إلى «French window»، وهي عبارة عن نوافذ ثابتة زجاجية كبيرة تتخذ أطوال الأبواب المعروفة.

كما أن الستائر من العوامل المهمة التي تتحكم في عملية إدخال الإضاءة الطبيعية، ويعتمد ذلك على نوعية قماش الستائر وكثافته، كما أن الطوب الزجاجي الذي يتخلل واجهات البيوت من التصاميم التي تساعد كثيراً في زيادة كمية الإنارة الطبيعية التي تدخل إلى البيت.
ويجمع الخبراء والمختصون على أن وظيفة الإضاءة تصنف إلى 3 أقسام: الأولى العامة وهي التي تضيء المكان وتحقق الضوء العام للغرفة، والثانية الإضاءة المركزة التي تعطي دعماً ومزيداً من الضوء المباشر لمراكز العمل والنشاط في الغرفة، أما الأخيرة فهي الإضاءة الموجهة وتستخدم لتبرز النقاط الجمالية في المنزل وتلفت النظر إليها كالتحف أو اللوحات أو الديكورات الإنشائية.

العمارة الحديثة
استغلال الإضاءة الطبيعية في المباني (Daylighting) هدف استراتيجي تعتمد عليه العمارة الحديثة للوصول إلى عمارة مستدامة وخضراء وتكون ملائمة لمدن المستقبل، فهي تخلق البيئة الجميلة والإحساس بالمكان، وتضيف وهجاً جميلاً وتخلق حياة داخل المبنى. 
وأكدت الدراسات العلمية أهمية الإضاءة الطبيعية ودورها الإيجابي في بيولوجية الإنسان، فقد أثبتت أن الضوء الطبيعي -الذي يضم في حزمته طيفاً عريضاً من الموجات الضوئية تمتد من الموجات القصيرة إلى الموجات الطويلة- يساعد على تخفيف الجهد والضغط النفسي في حال استعماله بدلاً من الإضاءة الكهربائية، كما يساعد على التركيز في النهار والاسترخاء في الليل، ويزيد من كفاءة الإنسان وإنجازه في العمل، وبذلك تقل إجازاته المرضية وانقطاعه عن العمل، وهذه كلها فوائد مهمة يصعب قياسها مادياً.
وفي دور العبادة، يمكن للإضاءة الطبيعية أن تكون مصدراً للروحانية والخشوع، كما نجد ذلك في مسجد ناصر الملك في شيراز بإيران، وكاتدرائية نوتردام في رونشامبز بفرنسا.
أما الفائدة الاقتصادية الكبرى والمتوقعة من استغلال الإضاءة الطبيعية فهي قدرتها على تزويد المبنى بالإضاءة بدلاً من المصابيح الكهربائية، وحينئذ سيقل استخدام تلك المصابيح، ويطول عمرها، وتقل صيانتها، والحرارة الناتجة عنها، وبذلك تقل الأحمال الحرارية المفروض إزالتها عن طريق أجهزة التكييف، ما يعني أجهزة تكييف أصغر وأرخص ووفرة أكبر في الاستهلاك الكهربائي.
إضافة إلى كل هذه الفوائد، فإن تطبيق استراتيجية الإضاءة الطبيعية في المبنى سيساعد على اجتيازه النقاط المطلوبة للحصول على شهادة LEED وتسجيله ضمن المباني الخضراء المعتمدة عالمياً.

مسؤولية مهنية
وأظهرت دراسات عديدة أن الإضاءة الكهربائية المستخدمة في المباني وخصوصاً المكاتب مسؤولة عن 30 % من إجمالي الاستهلاك الكهربائي للمبنى، وإذا أضفنا تأثيرها الجانبي في زيادة الحمل الحراري، فإن الإضاءة الكهربائية ستكون مسؤولة عن 50 % من الاستهلاك الكهربائي للمبنى.
وبناء على ذلك، فإن على المعماريين والمهندسين مسؤولية مهنية وأخلاقية لاستخدام كل الطرق والوسائل المعمارية والهندسية في المبنى، والتي تقلل من تلوث البيئة، وتحد من هدر الموارد الطبيعية، وتحفظ حقوق الأجيال المقبلة، للاستمتاع ببيئة صحية مستدامة.
ولكي نعطي فكرة عن مقدار الإضاءة التي تأتي لنا مجاناً من الطبيعة ولا نستغلها جيداً، يجب أن نعرف أن حاجة الإنسان إلى إنارة مكتبه هي 500 لوكس كما هو دارج في معظم الكودات العالمية، وهي عادة ما توفرها لنا الإضاءة الكهربائية في المباني التقليدية، في الوقت الذي يتوافر فيه بين 8000 لوكس و100000 لوكس خارج المبنى خلال الطقس المشمس، ونحو 25000 لوكس خلال الطقس الغائم، وبمعنى آخر ما نحتاج إليه داخل المبنى للعمل المكتبي يراوح بين 2-1 % من الإضاءة الطبيعية المتوافرة خارج المبنى لكي تغنينا عن الإضاءة الكهربائية.