«مصر الثورة».. بؤرة اهتمام الاستخبارات الإسرائيلية والإيرانية

alarab
حول العالم 14 يونيو 2011 , 12:00ص
القاهرة - العرب
لم يكن القبض أمس الأول على الجاسوس الإسرائيلي إيلان تشايم جرابيل في مصر هو الأول منذ ثورة 25 يناير؛ فقد كان بشار أبو زيد 34 سنة، أو «جاسوس الاتصالات» كما عرف إعلاميا منذ مارس الماضي، تم اتهامه بالتجسس على مصر لصالح الموساد الإسرائيلي، والاشتراك مع ضابطين إسرائيليين هاربين لمد المخابرات الإسرائيلية بمعلومات وتقارير مهمة عن بعض الشخصيات المصرية، عن طريق التنصت على مكالماتهم محادثاتهم عبر الإنترنت. أبوزيد كان من ضمن مهمته في مصر حسبما قال في التحقيقات إنه كان يطلب منه الترويج للدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل للرئاسة في الانتخابات المصرية ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق. وعُرف عن المتهم أنه يمتلك شركة أقمار صناعية ويستخدم تلك الأقمار للتجسس على مكالمات بعض الشخصيات العامة في مصر وتمريرها إلى الموساد في إسرائيل. رد الفعل الرسمي الأردني تمثل في تصريح لطاهر العدوان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية بأن السفارة الأردنية في القاهرة تتابع ما وصفته بـ «موضوع اعتقال السلطات في مصر لمواطن أردني بتهمة التجسس لمصلحة الموساد الإسرائيلي»، مع التأكيد على موقف السلطات الأمنية الأردنية ستتخذ إجراءات خاصة تجاه المتهم في حالة ثبوت التهمة، لأن أبوزيد كان يقيم في الأردن قبل توجهه لمصر. ويبقى مصير أبو زيد معلقا حتى الآن لم يبت فيه. وفي الوقت الذي قررت مصر فيه فتح صفحة جديدة مع كل دول العالم، وفي ظل المساعي المصرية الإيرانية للتمهيد لوجود علاقات طبيعية بين البلدين، تفجرت أزمة الدبلوماسي الإيراني سيد قاسم الحسيني الذي يعمل في بعثة رعاية المصالح الإيرانية أواخر مايو الماضي، الذي تم القبض عليه للتحقيق في اتهامه بالتجسس وجمع معلومات استخباراتية لصالح إيران. وكانت التحريات في هذه القضية قد أثبتت أن الدبلوماسي قد كثف نشاطه الاستخباري خلال أحداث ثورة 25 يناير مستغلا حالة الفراغ الأمني بالبلاد خاصة ما يتعلق بالأوضاع الداخلية والأمنية بشمال سيناء وموقف الشيعة والوقوف على مشاكلهم وأوضاعهم في مصر. وتلت ذلك أنباء عن أن السلطات الأمنية المصرية أمهلت الحسيني 48 ساعة لمغادرة مصر، دون صدور أي تعقيب من أي من وزارتي الخارجية المصرية أو الإيرانية. وتم ترحيل الدبلوماسي الإيراني إلى بلاده وتم غلق الحديث عن القضية. ولكن أحد الدبلوماسيين الإيرانيين أوضح تفهم الجانب الإيراني لما اعتبره «الضغوط التي تتعرض لها مصر لعدم عودة العلاقات الطبيعية مع إيران»، مضيفا أن أي تكامل مصري إيراني سيكسب البلدين قوة ودورا إقليميا ودوليا مهما في الكثير من القضايا المشتركة. وفي الوقت ذاته هللت وسائل الإعلام الإسرائيلية بنبأ اعتقال السلطات المصرية للدبلوماسي الإيراني بتهمة التجسس، واصفا أزمة الدبلوماسي بخيانة إيران لمصر وثورتها من أجل تحقيق مصالح في المنطقة رغم تحسن العلاقات بين القاهرة وطهران. وأول أمس انضم عضو جديد لملف الجاسوسية لصالح إسرائيل في مصر، بالقبض على إيلين جورين ضابط الموساد الإسرائيلي في مصر بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. والمثير للاندهاش الصور التي تناقلتها بعض المواقع الإلكترونية وموقع الـ «فيس بوك» للمتهم في أوضاع وأماكن من يراها لن يخطر بباله أبداً أنه جاسوس بل إسرائيلي متخف. الصور أظهرت ضابط الموساد في ميدان التحرير وسط الثوار أثناء ثورة 25 يناير يحمل لافتة مكتوب عليها «أوباما أيها الغبي إنها ثورة كبرياء وليست ثورة غذاء»، وصورة أخرى وهو يتجول في بعض الأماكن الأثرية وأخرى وهو يعتلي منبرا داخل مسجد. كل هذا في الوقت الذي تنفي فيه إسرائيل القبض على ضابط موساد بتهمة التجسس في مصر.