العربي إلى مكانه الطبيعي من أوسع الأبواب

alarab
رياضة 14 مايو 2023 , 02:20ص
الدوحة - العرب

في ليلة من ليالي الكرة القطرية الرائعة والجميلة، عاد العربي وعاد نادي الشعب الى القمة والى منصات التتويج ومن أوسع الأبواب، بحصوله على أغلى واهم بطولة وهي بطولة كأس الأمير المفدى.
كانت ليلة عرباوية لا تنسى، عاشتها كل شوارع وميادين الدوحة التي خرجت سعيدة وفرحة بعودة فريق الاحلام الى البطولات بعد غياب طويل لم يفقد فيها ابناؤه وجماهيره الامل في تحقيق الألقاب من جديد بعد سنوات عجاف.
الفرحة العرباوية كانت كبيرة وبحجم الإنجاز الكبير والتاريخي، وبحكم الحصول على أغلى الألقاب، وكانت كبيرة أيضا بحجم السنوات الطويلة التي عاشها الفريق بعيدا عن مكانه الطبيعي بين الكبار. 
استحق فريق الاحلام كل هذه الفرحة الطاغية والكبيرة وربما غير المسبوقة، لأسباب عديدة أهمها ان كأس الأمير المفدى أغلى البطولات هي حلم كل ناد وكل فريق وجماهيره، كما ان الفوز باللقب تحقق بجدارة واستحقاق وبثلاثية ربما لم يتوقعها بعض العرباوية أنفسهم، على حساب منافسهم اللدود السد الذي كانت كل التوقعات والترشيحات لصالحه خاصة بعد خسارته امام العربي في اخر مباريات الدوري بهدفين، واكد الجميع انه من الصعب على السد الخسارة امام نفس الفريق مرتين متتاليتين. 
وإذا كانت هذه هي الأسباب المعنوية التي ساهمت في أكبر انجاز للعربي في المواسم الأخيرة، فمن المؤكد ان هناك أسبابا أخرى ساهمت في الوصول أخيرا والعودة الى منصات التتويج. 
لابد ان يعترف العرباوية أنفسهم ان الاستقرار الإداري بعد سنوات من المشاكل والخلافات، كانت من اهم الأسباب التي ساهمت في الإنجاز، حيث عرف النادي الاستقرار والهدوء للمرة الأولى منذ عدة مواسم بعد ان تولى الشيخ تميم بن فهد آل ثاني زمام الأمور 2020.
 المعادلة الصعبة
واستقرار العربي وعودة الهدوء الى ارجائه، كان بداية تحقيق المعادلة الصعبة للوصول الى الإنجازات، حيث كان اسناد المهمة الى مدرب وطني كفء مثل يونس علي، خطوة مهمة اكتملت باستمراره للموسم الثاني على التوالي وتوج جهوده بالحصول على اغلى الألقاب وكان عند حسن الظن به، واثبت كفاءة كبيرة لا تقل عن المدربين الأجانب. 
لكن اهم ما تحقق في المعادلة الصعبة للوصول والعودة الى الإنجازات، كان في تدعيم الفريق بعناصر مميزة تليق باسم العربي وتاريخه. 
وللمرة الأولى منذ سنوات ومواسم طويلة ينجح العربي في الحصول على محترفين على اعلى مستوى، وللمرة الأولى يتفوق العربي على كل المنافسين في مجال المحترفين بوجود الثنائي العربي الخطير عمر السومة ويوسف المساكني، بجانب رافاييل أحد الصفقات المميزة أيضا وارون ومونيسا. 
ولم تكن المعادلة الصعبة فقط في وجود أفضل المحترفين، ولكن في تواجد اثنين من أفضل رؤوس الحربة في الوطن العربي وفي اسيا وفي افريقيا، وقد اكد هذا الثنائي ان وجود الهداف الخطير والبارع هو اهم عناصر المعادلة الصعبة. 
الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل امتد الى عناصر وطنية مميزة تستحق ان تكون في صفوف العربي لاسيما احمد سهيل وحامد إسماعيل وهلال محمد ويوسف المفتاح. 

تـــفــــوق أبنــــاء النــــادي

من اهم ما يميز العربي هذا الموسم وربما الموسم الماضي امتلاكه عناصر مميزة من ابنائه الذين نشأوا في صفوفه وهو ما كان ينقص العربي وربما ينقص بعض الفرق الأخرى، حيث تألق أبناء العربي وفي مقدمتهم عبد الله معرفي واحمد فتحي وإبراهيم ناصر كلا ومحمود أبو ندى وعبد الله المريسي وجاسم جابر.

ثلاثية لا تنسى للسومة

 ربما لم يستطع لاعب او هداف هز شباك الزعيم 3 مرات في مباراتين متتاليتين مثل ما فعل السوري عمر السومة هداف العربي والذي سجل هدفا في مرمى الزعيم خلال مباراتهما بالجولة الأخيرة لدوري النجوم والتي فاز فيها العربي 2-1، ثم عاد وسجل هدفين في المباراة النهائية لاغلى الكؤوس. 
هدفان من الأهداف الثلاثة للسومة جاءت بالرأس، وهو ما يؤكد على براعته في الألعاب الهوائية، كما ان هدفه الثاني وهدف العربي الثالث في نهائي أغلي الكؤوس يؤكد على مهارته وموهبته.

تطور كبير

حصول العربي على لقب كأس الأمير المفدى كان مستحقا وبجدارة، وكان انتصارا يؤكد تطور الفريق في الموسمين الأخيرين حيث حقق المركز الرابع الموسم الماضي وعاد للمربع الذهبي بعد غياب طويل، ثم حقق الوصافة هذا الموسم وكان منافسا قويا وشرسا للدحيل بطل الدوري حتى اللحظة الأخيرة من عمر الجولة الثانية والعشرين والأخيرة للدوري.

أقوى دفاع في الدوري وأغلى البطولات

احتفظ العربي بلقب اقوى دفاع في قطر في اغلى البطولات بعد ان حقق اللقب في الدوري حيث لم تهتز شباكه سوى 23 هدفا في 22 مباراة بينما اهتزت شباك السد والدحيل الأقوى دفاعيا الموسم الماضي 24 مرة. 
ولم تهتز شباك العربي خلال بطولة كأس الأمير المفدى سوى مرة واحدة فقط في 4 مباريات، حيث بدأ البطولة بالفوز على الشمال 3-0 في دور الـ 16، ثم على معيذر 2-0 في ربع النهائي، وعلى السيلية 7-1 في نصف النهائي، وأخيرا على السد 3-0 في النهائي.

موسم سداوي للنسيان

ربما لم يكن السد سيئا على المستوى الفني وعلى المستوى التنافسي، وربما دفع الفريق ثمن امتلاكه اكبر عدد من اللاعبين الدوليين الذين دافعوا عن ألوان العنابي في الفترة الماضية، ومع ذلك يبقى موسم 2023 من أسوأ المواسم للسد في السنوات الأخيرة، حيث خرج خالي الوفاض وبدون أي لقب من الألقاب الثلاثة وهي كأس الأمير وكأس قطر والدوري، ولم يحدث أن أخفق الزعيم في تحقيق أي لقب الا نادرا، وبالتالي يعتبر موسم 2023 من المواسم النادرة للزعيم وموسما أيضا للنسيان.