نظم الملتقى القطري للمؤلفين جلسة خاصة بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للتنوع الثقافي بعنوان «عادات العيد في العالم»، عبر تقنية الاتصال المرئي.
وقد جرى بث الحلقة مساء ليلة عيد الفطرعلى قناة الملتقى على اليوتيوب.
وجاءت الجلسة ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، وشارك فيها كتاب وأدباء وإعلاميون من دول تركيا، سلطنة عمان، المغرب، فلسطين، العراق، ماليزيا، الجزائر، الأردن، فرنسا.
وسعت الجلسة، التي أدارتها الكاتبة منى بابتي، إلى التعريف بتقاليد وعادات المسلمين في عدد من دول العالم خلال عيد الفطر المبارك، وتعزيز التنوع الثقافي انطلاقاً من اليوم العالمي للتنوع الثقافي الذي يوافق الحادي والعشرين من مايو من كل عام.
في عام 2001، اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية العلم والثقافة «يونسكو» الإعلان العالمي للتنوع الثقافي.
وفي ديسمبر 2002، أعلنت الجمعية العامة في قرارها 57/249 يوم 21 مايو يوماً عالمياً للتنوع الثقافي للحوار والتنمية.
ويتيح هذا اليوم فرصة تعميق قيم التنوع الثقافي لدعم الأهداف الأربعة لاتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي التي اعتمدتها «يونسكو» في 20 أكتوبر 2005: وهي دعم نظم مستدامة لحوكمة الثقافة، تحقيق تبادل متوازن من السلع والخدمات الثقافية، وانتقال الفنانين والعاملين الآخرين في مجال الثقافة، دمج الثقافة في برامج وسياسات التنمية المستدامة، تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
استعرض في بداية الجلسة الكاتب أحمد مراد أزل عادات وتقاليد عيد الفطر في (الجمهورية التركية)، موضحاً أنها تشترك مع العادات العربية انطلاقاً من السنة النبوية، موضحاً أن أهم ما يميز الأتراك هو الزيارات للجميع، ويسمى يوم وقفة عيد الفطر يوم عرفة مثل وقفة عيد الأضحى.
ويخصص أول أيام العيد للتجمع والزيارات العائلية، ثم يتزاور الجيران والأصدقاء في اليوم التالي، مشيراً إلى أن عيد الفطر يسمى عيد الفطر أو عيد السكر، حيث الإكثار من الحلوى مثل الحلقوم والبقلاوة وغيرها، مشيراً إلى أن العادات تختلف بعض الشيء من المدن إلى القرى ومن مدينة لأخرى، وأن شرق تركيا تزدهر فيه العادات القديمة أكثر حيث تكثر الضيافة، وتبادل الزيارات.
أفراح أردنية
وتحدث الكاتب محمود الرجبي عن عادات الشعب الأردني في عيد الفطر، موضحاً أن الاستعداد للعيد يبدأ من العشر الأواخر بالذهاب إلى الأسواق وشراء الملابس الجديدة التي يحرص الجميع عليها عند الذهاب إلى الصلاة، وبعدها تتم زيارة الأرحام للنساء، ويتم إعطاء بعض النقود كصلة رحم وإظهار المودة.
وتحدث عن الكثير من الحلوى في الأردن المحشو بالتمر أو الجوز. ويكون هناك فرح كبير.
كما تحدث عن عادات الأردنيين أيضاً الدكتورعبدالمهدي القطامين، موضحاً أن الأعراف التي كانت سائدة قبل 30 عاماً لم تعد بكثرة حالياً، بسبب ابتعاد الناس عن التجمعات والانشغال بالتكنولوجيا، فكان العيد قديماً مختلفاً عن اليوم، فكان الرجال في القرية يتوجهون جماعات للصلاة والزيارات، ثم يعودون لتناول وجبة الإفطار عند أحدهم، وكانت الوجبة المخصصة لهذا هي أكلة شعبية «المجلدة» أو الفتة المكونة من شربة العدس والحمس واللبن، ويوضع عليها السمن البلدي، ويستمر ذلك ثلاثة أيام بالتبادل بين الأهل والجيران.
أغاني العيد بالجزائر
وحول عيد الفطر بالجزائر قالت الدكتورة كنزة مباركي: إن الاحتفال بعيد الفطر احتفال بنهاية الشهر الفضيل احتفالاً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك عادة مترسخة ما زالت موجودة لدى العديد من العائلات، وهي تقديم هدية للنساء عرفاناً بجهودهن في إعداد الطعام خلال الشهر الفضيل.
وأضافت: هناك تشكيلة حلويات تتنافس النساء في إعداها في العشر الأواخر، ومنها المقروض والبقلاوة، والجيريات وغيرها التي تتكرر في مختلف مناطق الجزائر.
وأوضحت أن التزاور والتصافح بعد الصلاة، وهناك ملابس متنوعة في الجزائر، فهناك ملابس تقليدية، كما بدأت تدخل ملابس عصرية، كما تنتشر أغنية خاصة بالعيد للفنان عبد الكريم داري في مختلف البيوت حيث لا تغيب عن أي قناة.
أجواء ماليزيا
وأما عن عادات المسلمين في ماليزيا فقال الأستاذ توان قوب توان مد: الشعب الماليزي ينتظر هذا اليوم، ففيه عودة الجميع للأهل من المدن إلى عائلاتهم، وبعد الصلاة والاستماع إلى الخطبة يتصافح الجميع، ويطلب الجميع من بعضهم البعض بجملة شهيرة طلب العفو ظاهراً وباطناً، وفي يوم العيد تكثر الأطعمة التقليدية والتي تتولد من سنة إلى أخرى، ومن الطعمة التقليدية كاتوباد وهي من الأرز، ووهناك أطعمة قديمة كثيرة يتم تناولها في هذا اليوم، كما تكثر الحلويات. ويفرح الأطفال بألعابهم والنقود التي يأخذونها.
ومن سلطنة عمان تحدث الدكتورأحمد عبدالقادر، قائلاً: «ما زلنا نحافظ في سلطنة عمان على العادات والتقاليد القديمة، وتشمل عادات قبل العيد وتجهيز كل مستلزمات العيد من الذبائح والخناجر العمانية وتجهيزات الأطفال، وشراء الحلوى العمانية، وهناك اهتمام بالحصول على النقود الجديدة لتوزيعها على الأطفال.
سعادة رغم الجراح
واستعرضت الكاتبة زكية عياش عادات الشعب الفلسطيني في عيد الفطر، موضحة أن فلسطين رغم جراحها فهي ما زالت تنبض بالحياة، وأن هناك تشابه مع العادات الأردنية إلى حد كبير نظراً للتجاور، حيث يبدأ الاستعداد للعيد من الأيام الأخيرة من رمضان فيتم تجهيز الحلوى وشراء الملابس الجديدة حتى وإن كانت الأسر بسيطة، لتأكيد فرحة الأطفال في هذا اليوم، ويتم تحضير المعمول وهو كعك بالتمر أو الجوز، لافتة إلى أن الأهالي خاصة أهالي الأسرى يجهزون الكعك ويخبئون منها لأسير في سجون الاحتلال عندما تتاح الزيارة، فنجد أن العيد في فلسطين فيه بهجة رغم الجراحات ويوجد تبادل للزيارات، ويتم زيارة الأرحام وخاصة النساء والتي يعطى لهن بعض الهدايا النقدية عرفاناً وتكريماً لهن.
مظاهر فرنسية
وعن عادات المسلمين في فرنسا في عيد الفطر، تحدث الكاتب عبدالعزيز الناصر، جزائري مقيم فرنسا، فقال: إن العيد لا يختلف كثيراً في فرنسا عن البلاد الإسلامية، حيث توجد أعداد كبيرة من المسلمين في فرنسا، ففي أواخر الشهر تقوم النساء بشراء مستلزمات العيد وإعداد الحلوى، وفي يوم العيد في كل البيوت تمتلئ الطاولات بأنواع الحلوى، ويصافح المصلون، وتكون مظاهر العيد في البيوت المسلمة أكثر؛ حيث لا توجد مظاهر في الشوارع إلا نادراً في الأماكن التي يقطنها أغلبية مسلمة، وبعد الخروج من المسجد يتزاور الأهل خاصة زيارة الوالدين، وحالياً نقوم بالاتصال بعد الصلاة بالوالدين والأهل في وطننا عبر الاتصالات المرئية وزيارة المسلمين من المناطق المجاورة.
وأضاف: إذا كنا نتناول في الجزائر أنواعاً محددة من الحلويات فإننا في فرنسا نتناول مختلف الأنواع في البلدان المسلمة؛ لأننا أمة واحدة، مع تجهيز ملابس العيد الجديدة التقليدية التي تعبر عن الثقافة الأصلية للمقيم في فرنسا.
حلوى عراقية
وتحدث الكاتب أحمد لطيف أحمد عن عيد الفطر في العراق مشيراً إلى أن العيد يتم التحضير له قبل 3 أيام، حيث تجتمع النساء لتحضير حلوى الكليجة وهي عبارة عن عجين ومحشو بالتمر، وبعد الصلاة يتم الجلوس على مائدة الإفطار ليتم تناول وجبة نمتاز بها في البصرة وهي المسموطة، وهي عبارة عن سمك مجفف يوضع فيه القدر ومعه الماء وبعض الخضراوات، في حين يختلف الإفطار عنه في بغداد، مشيراً إلى أن العراقيين يلتزمون بالملابس التقليدية في العيد، ويوجد تنوع في العادات والتقاليد واللباس.
كما تناول الكاتب أحمد الناموسي أهم العادات في المغرب المرتبطة بعيد الفطر، أو العيد الصغير كما يطلق عليه، يتم إعداد الفطائر الخاصة بالعيد، مع الشاي الأخضر المنعنع، ويتميز المغاربة باللباس التقليدي كموروث ثقافي في هذه المناسبة.