

الساعي: تنظيم مميز واختيار موفق للمطاعم المشاركة
العريمي: الدوحة الوجهة المفضلة للسائح الخليجي
ترياقي: استعادة الماضي والعودة إلى كل ما هو قديم
انطلقت الأحد الماضي فعاليات مهرجان «أكل أول» الذي يقام لأول مرة في قطر، بميناء الدوحة القديم ضمن مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تنظمها قطر للسياحة احتفاءً بشهر رمضان المبارك.
ويمثل المهرجان الذي يستمر حتى 10 أبريل المقبل رحلة عبر الزمن لاستكشاف الماضي وعودة بالذاكرة إلى أشهر المطاعم والتي كانت علامات بارزة في مدينة الدوحة في سبعينيات القرن الماضي والتي حرصت على الاستمرارية حتى اليوم في تقديم ذات نوعية المأكولات والمشروبات وتكاد تكون الأسعار هي نفسها رغم مرور عشرات السنوات وتتابع الأجيال واحدا بعد آخر، وها هي اليوم تطل علينا في مهرجان أكل أول، حيث تكشف كل تجربة عن قصة رائعة من قصص الماضي.
ويتناغم هذا المهرجان مع أجواء حي المينا القديم، وهو عبارة عن احتفاء بالتقاليد العريقة التي نسجت خصائص تراث المجتمع القطري الغني، ويعد فرصة لقضاء أجمل الأوقات مع العائلة والأصدقاء، وتذوّق مجموعة متنوعة من المأكولات الشهية من أقدم مطاعم محلية.
وتضم قائمة المطاعم المشاركة قرابة 18 مطعما منوعا هي (مطعم بيروت، مطعم باباي، معصرة الصديق، مخبز عمر الخيام، مطعم هرجيسة، كافتيريا فلسطين، مطعم الزرقاء، البرتقالة، برادات صيدا، مطعم ريكس، مطعم كباب شجاع، ستيرلنج، حلويات باكستان، محل دكان، طباخ الوالدة، حلويات بحصلي القصر، خيمة سمبوسة، وفلافل صديق).
ويستقبل مهرجان «أكل أول» الزوار من وقت الإفطار عند الخامسة مساء ويمتد حتى وقت السحور إلى الثالثة فجرا يوميا حتى نهاية الشهر الفضيل مع توفير مزيج متنوع من الأطعمة والمشروبات التي تلبي مختلف الأذواق.
وتقام على هامش المهرجان مجموعة من الفعاليات والأنشطة الترفيهية للكبار والصغار مثل إقامة المسابقات والعروض الحية مع تقديم جوائز بشكل يومي.
الاستمتاع بالأجواء
وقال أحمد ترياقي أحد المسؤولين عن التنظيم إن فكرة إقامة المهرجان تعود إلى قطر للسياحة ضمن أجندة الفعاليات الموسمية التي توفرها للسكان والزوار للاستمتاع بالأجواء على مدار العام.
وأضاف ترياقي لـ «العرب» أن المطاعم المشاركة يميزها الحفاظ على الأطباق التي كانت تقدمها منذ أكثر من 40 عاما يكاد بنفس السعر والطريقة لافتا إلى أن الغرض من إقامة هذا المهرجان هو العودة للوراء قليلا واستعادة عبق الماضي والتراث القطري الأصيل حيث حرصنا على الاستعانة بأدق التفاصيل من خلال الديكورات المستخدمة والكراسي وطاولات الطعام.
التجهيزات والاستعدادات
وعن اختيار شهر رمضان لإقامة المهرجان قال إن العمل على الفكرة لم يأخذ وقتا طويلا حيث تم التخطيط لها على الفور ومن ثم إعداد ما يلزم من تجهيزات وبرامج ترفيهية ولكن تصادفت انطلاقتها مع الشهر الفضيل وهو ما أعطاها القوة والزخم الكبيرين مع الإقبال اللافت من الزوار.
كما أشار ترياقي أن مجموعة المطاعم المشاركة تم تجميعها كلها والتواصل مع أصحابها خلال يومين فقط وأظهرت جميعها الحرص على المشاركة رغم دخول شهر رمضان والذي يمثل ذروة الموسم لها ولكن تميز الفكرة شجعهم على الانضمام لهذا الحدث المميز.
وجهة مميزة
وحول اختيار ميناء الدوحة القديم لإقامة المهرجان أوضح أنه من أجمل المواقع لإقامة الفعاليات ويشتهر بمناظره الخلابة على البحر كما يتماشى مع الفكرة التي تقوم على استعادة الماضي والعودة إلى كل ما هو قديم.
ولفت ترياقي إلى أن المهرجان يستقطب الضيوف من مختلف البلدان والأشقاء من دول مجلس التعاون على وجه الخصوص حيث يتوافد الزوار من السعودية وسلطنة عمان والكويت الذي يحرصون على تجربة الطعام القطري التراثي والتعرف على مطاعم لاول.. متوقعا تزايد الإقبال من الجمهور خلال الأيام القادمة للاستمتاع باجواء الشهر الفضيل.
استعادة الذكريات
أشاد الإعلامي حسن الساعي بفكرة بتنظيم مهرجان «أكل أول» للمرة الأولى في قطر حيث لفت انتباهه الاسم أولا وما يحمله من ذكريات عزيزة عليه شخصيا خلال أيام الطفولة وما احتوت عليه من مأكولات ومشروبات تراثية قبل انتشار ما يعرف بـ «الكوفي شوب» ومطاعم المأكولات السريعة .
وقال إنه لم يتوقع هذا الإقبال العائلي الكبير على المهرجان خاصة في أيامه الأولى والتي تتزامن مع بدايات شهر رمضان مشيرا إلى جودة التنظيم ونوعية المحلات المشاركة إلى جانب التفاعل من الحضور مع المسابقات والفقرات الترفيهية، والأهم من ذلك اختيار المكان في سوق الميناء القديم، وفي مكان قريب من البحر، هذا الشيء جدا رائع.. حسب تعبيره.
وأضاف الساعي «المطاعم الموجودة مرتبطة فعلا بالماضي، وأغلب هذه المحلات كما نشوفها ونعرفها وعايشناها فترة من عمرنا، وفعلا هذا ما كنا نحتاجه وهو أن نتمسك بالماضي من خلال بعض المحلات التي تحمل ذكرى لدينا، والتي يجب أن تعرفها الأجيال الجديدة وتحرص عليه فمن ليس ماضي ليس له حاضر، كما انني لاحظت أن الأطفال الموجودين، يسألون ذويهم عن أسماء المطاعم وماذا تقدم.
كما أعرب الإعلامي حسن الساعي عن شكره للمنظمين على الفكرة، وحسن التنظيم، مشيدا في الوقت نفسه بقدرة القائمين على المهرجان على جمع كل هذه المحلات في مكان واحد، في أجواء رمضانية مميزة، داعيا الجميع خاصة الأسر لزيارة المهرجان والاستمتاع بالأجواء.
طقوس رمضان
وفي السياق قال علي العريمي من سلطنة عمان الشقيقة إن الأجواء هذه الأيام في قطر ولا أروع خاصة مع تواصل فصل الشتاء واعتدال درجات الحرارة وما يعزز هذه اللحظات المميزة الفعاليات والمهرجانات التي تصاحبها على مدار العام.
وعن تواجده في مهرجان «أكل أول» قال إنها فرصة مميزة للاستمتاع بالأجواء والطقوس الرمضانية في قطر، كما أن المهرجان يحاكي، الزمن القديم في سبعينات القرن الماضي، فالوجبات المقدمة تحمل صبغة الماضي، مقترنة برائحة الآباء والأمهات والأجداد.
وأضاف العريمي أن دولة قطر يوما بعد يوم تواصل التطور على كافة الأصعدة والسياحية منها على وجه الخصوص حيث أصبحت الدوحة الوجهة المفضلة للسائح الخليجي خاصة العوائل التي تبحث عن الطمأنينة والأجواء الهادئة فما بالم في شهر رمضان مع ما يوفره هذا المهرجان والأكلات التي يقدمها.
وأوضح العريمي إن شهر رمضان في قطر له خصوصية تشعر الشخص بنفحة إيمانية، كما أن الأضواء والفوانيس تذكرك بأنك ما زلت في شهر الخير، حيث ترى أعمال الخير في كل مكان بالدوحة، مع اعتدال الطقس والتي تضفي بدورها البهجة والسرور في النفوس.
الفطور والسحور
من جانبه قال زهير أحمد من كافتيريا فلسطين إنه سعيد بالمشاركة في المهرجان في نسخته الأولى بميناء الدوحة القديم لافتا إلى أن المطعم يقدم خدماته من الخامسة مساء حتى الثانية صباحا من خلال مجموعة مميزة من الأطباق بينها الفلافل، مع السلطة والبطاطا والحمص والباذنجان والزهرة على الفطور، أما السحور فيتضمن الأطباق ذاتها بالإضافة إلى الكبدة واللحوم بأشكالها المختلفة كما يشتهر المطعم بتقديم الفطائر والكيك.
وأضاف زهير أن ما يميز هذا المهرجان أنه جمع العديد من المطاعم الشعبية في مكان واحد. ما يشكل فرصة للزوار لاقتناء ما يشتهونه من الأطعمة على اختلاف أنواعها وأشكالها.
حلوى الطيبين
بدوره قال حيدر الجلي من الجناح الخاص لمحل «دكان» الذي يقع مقره الرئيسي في سوق واقف إنه عندما وصلتهم الدعوة للمشاركة رحبوا على الفور وقاموا بتجهيز البضاعة اللازمة والتي تم التركيز فيها على المنتجات ذات الصلة بالماضي والتي توافرات خلال فترة السبعينات مثل العلكة والشيبس وحلوى المارشميلو وغيرها والتي يطلق عليها حلوى الطيبين.
وعن حجم الإقبال قال إنه يشهد ارتفاعا يوميا وهو ما لم يكن يتوقعه مع شهر رمضان مشيرا إلى أن أغلب الزبائن من الأطفال برفقة ذويهم الذي يأتون ليعرفوهم ويشرحوا لهم عن هذه المنتجات كيف كانت أول، كما لفت إلى أن الكبار أيضا تجذبهم هذه المنتجات ويشتروها بكثرة ويعتبروها ذكرى من الماضي.
وعن اختيار ميناء الدوحة القديم لإقامة المهرجان قال إنه اختيار صائب وساهم بموقعه المميز في جذب المزيد من الزوار فالإطلالة على البحر مميزة والجو رائع ويلائم الصغار والكبار والعائلات خصوصا.