أكّدت النشرة الأسبوعية لأسواق الطاقة التي تصدرها مؤسسة عبدالله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة، أن التحفيز الاقتصادي الأميركي وخفض الإمدادات ينعشان أسعار النفط، حيث صعدت أسعار النفط أكثر من 2 % يوم الجمعة، مسجلة أعلى مستوياتها منذ ما يربو عن عام، على أمل أن تعزز خطة التحفيز الأميركية الاقتصاد، ويرتفع الطلب على الوقود، علاوة على خفض الإمدادات من قبل أكبر الدول المنتجة.
وكان خام برنت قد ارتفع بنسبة 2.1 %؛ ليُغلق عند 62.43 دولار للبرميل، بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته خلال الجلسة عند سعر 62.83 دولار، وهو أعلى مستوى يبلغه منذ 22 يناير 2020، في حين أنهى خام غرب تكساس الوسيط الجلسة مرتفعاً بنسبة 2.1 % ليصل إلى 59.47 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 9 من يناير 2020، وحقق الخام الأميركي مكاسب أسبوعية بلغت نسبتها 4.6 %، بينما حقق خام برنت مكاسب بنسبة 5.2 %.
1.9 تريليون دولار للإغاثة
وأضافت النشرة أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيلتقي بمجموعة من رؤساء البلديات والمحافظين من الحزبين لمواصلة الضغط من أجل الموافقة على خطة الإغاثة التي تبلغ قيمتها 1.9 تريليون دولار لتعزيز النمو الاقتصادي ومساعدة الملايين من العمال العاطلين عن العمل؛ ونتيجة لذلك ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الثلاث للأسبوع الثاني على التوالي، كما عزز الانخفاض الحاد في الحالات الجديدة لفيروس «كوفيد - 19» الآمال في عودة الحياة إلى طبيعتها.
وكانت أسعار النفط خلال الأسابيع الأخيرة قد ارتفعت بسبب خفض الإنتاج من قبل «أوبك بلس»، إلا أن «أوبك» خفّضت الأسبوع الماضي من توقعاتها بتعافي الطلب العالمي على النفط في العام الحالي، بمعدل 110 آلاف برميل يومياً؛ لتصل الزيادة المتوقعة إلى 5.79 مليون برميل يومياً، كما قالت الوكالة الدولية للطاقة: إن إمدادات النفط لا تزال تفوق الطلب العالمي، بالرغم من التوقعات بأن تدعم لقاحات «كوفيد - 19» تعافي الطلب.
بينما تُظهر بيانات الطلب من قبل الصين، التي تُعد أكبر مُستورد للنفط في العالم، صورة أقل تفاؤلاً، حيث تُشير البيانات الرسمية إلى أن عدد الأشخاص الذين سافروا إلى الصين قبل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، انخفض بنسبة 70 % عما كان عليه قبل عامين، بسبب القيود المفروضة لمواجهة الوباء.
انخفاض الطلب على التدفئة
وأكد التقرير تراجع أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا؛ جراء انخفاض الطلب على التدفئة، حيث انخفضت أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا للأسبوع الرابع على التوالي؛ بسبب انخفاض الطلب على التدفئة، في ظل إغلاق الأسواق في الصين ومعظم دول جنوب شرق آسيا خلال عطلة العام القمري الجديد.
وقُدر متوسط سعر الغاز الطبيعي المسال الذي سيُسلّم في شهر مارس إلى شمال شرق آسيا بحوالي 6.90 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، أي أقل بمقدار 30 سنتاً عن الأسبوع الماضي، وطرح عدد من التجار شحنات للبيع، في حين تم بيع الشحنة المؤكدة الوحيدة من قبل «بتروتشاينا - Petrochina» إلى «فيتول - Vitol».
وتجدر الإشارة إلى أن سعر الغاز المسال الآسيوي تجاوز السعر المرجعي الأوروبي «TTF» بمقدار 60 سنتاً، وقال أحد المتعاملين: إن الفارق يُعزى إلى انخفاض السيولة، وذكرت وكالة تقييم الأسعار أن عقود «TTF» الآجلة لشهر مارس قد أغلقت عند 6.32 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية يوم الجمعة، وكان الطلب على الغاز الطبيعي المسال المستخدم للتدفئة قد انخفض هذا الأسبوع بعد شتاء آسيوي قارس تسبب في ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية الشهر الماضي، حيث يسعى التجار في الوقت الحالي إلى شراء شحنات للتسليم خلال الأشهر المقبلة الأكثر دفئاً.
وأظهرت بيانات الطقس أن درجات الحرارة في طوكيو وشنغهاي قد ترتفع عن معدلاتها الطبيعية أواخر شهر مارس، خلال تسليم شحنات الغاز المحجوزة حالياً، كما قد تبدأ السفن الأميركية التي كانت تتجه نحو آسيا خلال موجة البرد، بالتوجه إلى أوروبا، علماً بأن قدرة أوروبا على تخزين الغاز تفوق آسيا بكثير.
ومن ناحية أخرى، ارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى أسبوعي يوم الجمعة، بعد أن أظهرت التوقعات أن درجات الحرارة ستنخفض بشكل أكبر خلال الأسبوعين المقبلين، ويشير خبراء الأرصاد الجوية إلى أن متوسط درجات الحرارة في الولايات المتحدة سيبقى أقل بكثير من معدلاته الطبيعية حتى نهاية الأسبوع الثالث من فبراير، وتجدر الإشارة إلى أن العقود الآجلة للغاز قد ارتفعت بنسبة 1.5 % يوم الجمعة؛ لتستقر عند 2.91 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أعلى سعر تبلغه منذ الرابع من فبراير.