مع حصار الرمادي.. القوات العراقية تستعد لحرب شوارع

alarab
حول العالم 13 نوفمبر 2015 , 06:56ص
رويترز
تبدو القوات العراقية في وضع أفضل من أي وقت مضى لشن هجوم على متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على الرمادي بعد أن بدأت جهود لقطع خطوط الإمداد للمدينة على مدى شهور تؤتي ثمارها لكن لا تزال هناك الكثير من المخاطر.
وكان سقوط مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار في أيدي التنظيم المتشدد في مايو أكبر هزيمة تمنى بها الحكومة المركزية العراقية خلال نحو عام وهو ما أضعف الأمل في إخراج المتشددين من شمال وغرب العراق.
وستعطي استعادة المدينة البالغ عدد سكانها 450 ألف نسمة دفعة معنوية كبيرة لقوات الأمن العراقية التي انهار معظمها في وجه تقدم تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر العام الماضي على ثلث أراضي العراق عضو منظمة أوبك وحليف الولايات المتحدة.
والهدف النهائي للقوات العراقية هو إنهاء سيطرة التنظيم على الموصل معقله الرئيسي وأكبر مدينة بالشمال. وهناك حاجة لقوة دفع كبيرة لتحقيق هذا.
وقال ضباط بالشرطة والجيش العراقيين يشاركون بالمعركة إن الحملة لاستعادة الرمادي تعثرت بسبب الاستخدام المكثف للعبوات الناسفة بدائية الصنع ونقص القوات والعتاد نتيجة العجز النقدي الذي تعانيه الحكومة وقواعد الاشتباك الصارمة المفروضة على الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة.
لكن المكاسب التي تحققت في الآونة الأخيرة زادت التوقعات بأن الجيش يتجه للهجوم بعد ستة أشهر من التعهد باستعادة السيطرة على المدينة سريعا. وتقع الرمادي على بعد 60 كيلومترا غربي بغداد.
وقادت قوات مكافحة الإرهاب العراقية، التي تلقت تدريبا أميركيا، الحملة لمحاصرة المدينة، وبدعم من الفرق المدرعة بالشرطة الاتحادية نجحت القوات في قطع الطرق الجنوبية والغربية لمنع وصول التعزيزات من مدن قرب الحدود السورية.
وقال الضباط إن القوات سيطرت على بلدات وقرى وطرق في تلك المناطق منها جامعة الأنبار ومناطق صحراوية مترامية الأطراف على الطريق السريع إلى سوريا.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي سيطرت قوات مكافحة الإرهاب على معسكر كبير للجيش على المشارف الغربية للرمادي وعدد من المناطق إلى الشمال حتى المدخل الغربي لجسر فلسطين على نهر الفرات.
وعلى الجانب الآخر من النهر الذي يجري من الشمال إلى الجنوب عبر الرمادي تتقدم فرقتان من الجيش ببطء على طريق سريع شمالي. وفي الأسبوع الماضي وصلتا إلى جسر الجرايشي على بعد أقل من كيلومترين من النهر.
وقال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقصف أهدافا في سوريا والعراق منذ أكثر من عام إن المتشددين يستخدمون نهر الفرات «كطريق سريع مائي» لإعادة تزويد وسط الرمادي بالإمدادات.
وبالسيطرة على الطريق السريع المؤدي إلى الجسر سيكتمل الطوق المحيط بالرمادي وتتمكن القوات من بدء تطهير المدينة الحي تلو الآخر.
وليس واضحا كم من الوقت ستستغرق الفرقتان العسكريتان للقيام بالدفعة الأخيرة للوصول إلى جسر فلسطين. وتواجه القوات العقبات نفسها التي أبطأت حصار المدينة على المحاور الأخرى وستعقد القتال في الشوارع مستقبلا.
ويقول ضباط بالجيش في الأنبار إن بطء الحملة يرجع إلى المتفجرات التي زرعها متشددون على نطاق واسع ونقص القوات.
ويبلغ عدد أفراد القوات الحكومية حول الرمادي عشرة آلاف فرد وهم يفوقون متشددي الدولة الإسلامية هناك بواقع عشرة إلى واحد على الأقل لكن كفاءتهم ودرجة استعدادهم متفاوتة.
وتعاني قوات الأمن العراقية ضغطا نتيجة القتال على عدة جبهات وقد أضعفها الفساد واقترابها من الانهيار مرتين في العام الأخير في مواجهة الدولة الإسلامية. ولا يزال الكثير من أفضل قوات الجيش تسليحا حول بغداد لحماية مقر الحكم.
وعلى الرغم من المكاسب التي تحققت في الآونة الأخيرة فإن قوات الأمن لا تزال حذرة وهو ما يثير تساؤلات عن وتيرة أي عملية كبرى.
وقال ضباط بالجيش إن القادة يشعرون بالقلق من وقوع خسائر بشرية في صفوف قوة مستنزفة بالفعل فيتجنبون المواجهة مع عدو دأب على تعذيب وإعدام من يأسرهم.
وقال عقيد بالفرقة التاسعة بالجيش التي تقاتل إلى الشمال من الرمادي: «يجب علينا أن نشن هجوما ونراقب ظهورنا في نفس الوقت.. هذا حمل ثقيل يقع على عاتق جنودنا».
وذكر عدة سكان تحدثوا إلى رويترز عن طريق الإنترنت في الأسابيع الأخيرة أن الحملة أبعدت متشددي الدولة الإسلامية عن الأسواق والميادين العامة التي كانوا يتجولون فيها ذات يوم. وأضافوا أن الحصص الغذائية والمساعدات التي يقدمها التنظيم للمدنيين تضاءلت.
وبينما فرضت القوات الحكومية الطوق الأمني احتمى سكان المناطق الموجودة على مشارف المدينة بالمنازل المهجورة في وسطها.
وحاول آخرون الفرار لكن في ظل ضعف الاتصالات وتوفر معلومات محدودة عن الهجوم واجه كثيرون صعوبات للبحث عن مخرج.