صدرت حديثا الرواية الأولى للكاتب خلف علي الخلف بعنوان «الحرّاني»، وهي عمل ينتمي إلى الرواية التاريخية ليقدّم نصًا متشابكًا يمزج بين البحث التاريخي والخيال الروائي.
وتعيد الرواية القارئ إلى القرن التاسع الميلادي، إلى مدينة حرّان في العصر العباسي حيث عاشت الجماعة الحرّانية التي آمنت بعقيدة الأحناف. لكن النص يتجاوز فضاء حرّان ليغطي مدنا وحواضر أخرى في العالم آنذاك: الرقة وبغداد وقرطبة وغرناطة والإسكندرية وأثينا وكريت العربية والقسطنطينية وصقلية. وفي هذه الجغرافيا الرحبة، تتقاطع الأسئلة الدينية والفلسفية والسياسية، مستندة إلى مصادر عربية وسريانية ويونانية وعبريّة.
وتكشف الرواية تفاصيل دقيقة عن العمارة والأزياء والموائد والأساطير والمعتقدات. وهي لا تكتفي بإعادة رسم تواريخ المدن بل تحاول إحياء يوميات الناس وصراعاتهم الفكرية في زمن المأمون. كما تبرز دور شخصيات بارزة مثل ثابت بن قرة والحرّانيين في نقل الفلسفة والعلوم، وتسلط الضوء على أثر مدينتهم في الفكر اليوناني منذ فيثاغورس.
الجدير بالذكر أن الكاتب خلف علي الخلف، كاتب وباحث من الرقة في الجزيرة الفراتية، يقيم اليوم في مسقط ويحمل الجنسية السويدية. وله تجربة طويلة في الصحافة الثقافية منذ تسعينيات القرن الماضي، نشر تسعة دواوين شعرية وثلاث مسرحيات مونودرامية، من بينها «گلگامش بحذاء رياضي» الفائزة بجائزة الفجيرة الدولية للمونودراما، وله دراسات وأبحاث والعلاقات الدولية والعلوم الإنسانية والاقتصاد. تُرجمت أعماله إلى عدد من اللغات، منها الإنجليزية والألمانية والسويدية والإسبانية والفرنسية.