يتأهب المنتخب القطري الأولمبي لخوض غمار منافسات كأس آسيا تحت 23 عاما، التي تستضيفها الدوحة اعتبارا من، يوم الإثنين المقبل، وحتى 3 مايو، بدوافع تأكيد هيمنة قطرية قارية لا ينقصها سوى استعادة الظهور في مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية بعد غياب طويل امتد لأزيد من ثلاثة عقود .
وتكفي المكانة التي وصلت اليها الكرة القطرية في السنوات الأخيرة، لأن تشكل حوافزا استثنائية، نحو تأكيد تواجد جيل آخر يحمل مشعل التألق، بعد أن فرض المنتخب القطري الأول نفسه سيدا للقارة، عبر الظفر بلقبين متتاليين لكأس آسيا للكبار، في حقبة ذهبية بدأت في النسخة قبل الماضية عام 2019 وتجدد عهدها قبل أشهر قليلة بالتتويج في نسخة الدوحة 2023 عن جدارة واستحقاق.
ولأن موروث النجاح قد تجسد بعناصر من دون سن 23 عاما، تواجدت ضمن كوكبة نجوم ساهمت بالإنجاز القاري الأخير الذي كانت خطوته الأخيرة يوم العاشر من فبراير الماضي على استاد لوسيل المونديالي في النهائي الآسيوي 2023، فإن الآمال تبدو عريضة في التوليفة المختارة لخوض غمار البطولة الاولمبية التي باتت على الأبواب، في تتويج جديد يكرس السيطرة القطرية، ومن ثم حجز مقعد مباشر في دورة الألعاب الاولمبية المقبلة باريس 2024 لتدشين ثالث ظهور قطري في الأولمبياد بعد نسختي لوس أنجلوس عام 1984، وبرشلونة 1992، مع الأخذ بعين الاعتبار أن رابع ترتيب النسخة الحالية من كأس آسيا تحت 23 عاما، سيخوض ملحقا بمواجهة منتخب غينيا من أجل بلوغ الأولمبياد .
وستكون التحديات في البطولة كبيرة، بعدما أوقعت قرعة الدور الأول، المنتخب القطري على رأس المجموعة الأولى الصعبة التي تضم منتخبات أستراليا والأردن وإندونيسيا، على أن يستهل المشوار بمواجهة المنتخب الاندونيسي يوم الأحد المقبل.
وتبدو الفرصة مؤاتيه لمنتخب قطر تحت 23 عاما في إعادة كتابة التأريخ، في ظل مقومات فاعلة ستعزز مساعي الوصول الى الإنجاز المطلوب، يأتي في مقدمتها عاملين مهمين متمثلين بالأرض التي خبرها اللاعبون جيدا، وبالجمهور الذي بات يدرك دوره الفاعل في مد جسور ثقة نحو تحقيق الإنجاز عبر تقديم الدعم الكبير للمنتخب، كما فعل في كأس آسيا للكبار .
التحضيرات لكأس آسيا تحت 23 عاما، تمت وفق برمجة مطولة دأب الاتحاد القطري لكرة على تبنيها، لتنطلق رحلة الإعداد عبر مساحة زمنية كافية من خلال مراحل تنافسية متعددة دخلها المنتخب الذي استقر فنيا بعد تسمية البرتغالي اليدو دو فالي مدربا شهر اغسطس من العام الماضي، ليكمل المدرب الجديد فترات الإعداد التي بدأها من سبقوه على رأس الإدارة الفنية، مع نفس العناصر التي كان يتم استدعاؤها في كل تجمع وفق الجهوزية الفنية والبدنية، مع تحديد أسماء بعينها تشكل الركائز الأساسية للمنتخب الذي سيخوض غمار البطولة القارية وبالهدف المسطر مسبقا وهي الوصول الى اولمبياد باريس 2024 .
وتضمنت خطة التحضير خوض غمار التصفيات المؤهلة الى كأس أسيا تحت 23 عاما، التي جرت في كوريا الجنوبية مطلع شهر سبتمبر الماضي بصفة اعتبارية دون احتساب النتائج، وذلك بعدما كان المنتخب القطري قد تأهل الى البطولة بصفته المستضيف، حيث كانت تلك التصفيات بمثابة المهمة الأولى للمدرب الجديد اليدو دو فالي عقب توليه الإدارة الفنية، ليقدم المنتخب مستويات طيبة وحقق الانتصار في المباريات الثلاث، حيث فاز على المنتخب الكوري الجنوبي صاحب الأرض بهدفين دون رد، وعلى منتخب مينمار بستة أهداف نظيفة ثم على قرغيزيا بهدف دون رد .