إبراهيم المناعي مدير مشروع البرنامج تفاعلاً مع «العرب»: «خطوة» يعزز فاعلية «المتقاعدين» في منظومة ريادة الأعمال

alarab
حوارات 13 أبريل 2021 , 12:43ص
سامح الصديق

نجاح المتقاعدين في مشاريعهم مكسب لنا وللاقتصاد الوطني
100 ألف ريال منح تشجيعية لأفضل 3 دراسات للمشاريع
لدينا نموذج عالمي أثبت نجاحه في مؤسسات مختصة 
النموذج يعتمد على تعليم ريادة الأعمال وإنشاء الشركات الصغيرة

أكد بنك قطر للتنمية أن الهدف من مبادرة برنامج «خطوة» لدعم المتقاعدين، بالتعاون مع الهيئة العامة للتقاعد، تدريب وتأهيل المتقاعدين، والحصول على فرصة لبدء نجاح جديد يُضاف إلى مسيرتهم الحياتية واستكمال دورهم المجتمعي، من خلال مشروعات تخدمهم والمجتمع، وتساعدهم على استغلال فترة التقاعد، واستغلال الخبرات التي اكتسبوها في خدمة أنفسهم وغيرهم، وتحولهم إلى رواد أعمال.
وقال البنك: «إن الانضمام للبرنامج أو التخرج منه لا يعني بالضرورة الحصول على تمويل آلي الذي يخضع لعوامل أخرى». 
وأوضح السيد إبراهيم عبد العزيز المناعي، مدير مشروع برنامج خطوة، في بنك قطر للتنمية لـ «العرب» تفاعلاً مع ما نشرته الصحيفة في وقت سابق حول شكاوى المتقاعدين من عدم حصولهم على خدمات «البرنامج»، أن برنامج «خطوة» وُلد كمبادرة لجعل المتقاعدين جزءاً حيوياً وفعالاً في منظومة ريادة الأعمال في دولة قطر، بالشراكة مع الهيئة العامة للتقاعد، بصفتها الجهة المسؤولة عن هذه الشريحة، وهي شريك وطني مهم، وله باع طويل في خدمة المتقاعدين.
وأضاف: إن البرنامج جزء من استراتيجية بنك قطر للتنمية في دعم رواد الأعمال، وتعزيز منظومة بيئة العمل الريادي في دولة قطر، وأن البنك يهتم بجميع فئات المجتمع من رواد الأعمال، كما يهتم بالشباب، ويحفز فيهم روح الإبداع والابتكار، لافتاً إلى أن البنك يركز على أصحاب الخبرات وذوي الفضل من المتقاعدين، ويهدف البرنامج إلى بناء وتطوير قدرات ومهارات المتقاعدين، ومساعدتهم على تأسيس أعمالهم ومشاريعهم الصغيرة والمتوسطة، عبر تسليحهم بأفضل الأدوات الممكنة التي تستثمر خبراتهم الكبيرة بشكل عملي، وعبر تدريبهم على المهارات الإدارية والتنظيمية اللازمة، وتبني أفكارهم المطروحة.

انخراط في بيئة الأعمال 
وأشار المناعي إلى أن من أهم الأشياء التي يستفيد منها المتقاعد هي الانخراط في البيئة الحالية للأعمال في دولة قطر التي تصنف الثالثة على مستوى العالم، حسب مؤشر مرصد ريادة الأعمال، وقال: «إن هذه العملية تحتاج لوقت ومجهود كبيرين، ونحن نأخذ بأيدي المتقاعدين، خاصة أولئك الذين ليست لديهم خبرة كافية في ريادة الأعمال من قبل، ونقوم خطوة بخطوة بوضعهم في صورة الأوضاع الحالية للأعمال، وسبل الاستفادة من المنهجيات العلمية والأدوات المعرفية في بناء مشروع ناجح ومتكامل».
وعن البرامج التي يتبعها البنك لتدريب المتقاعدين والفوائد التي تعود على المتدرب قال: «نحن في بنك قطر للتنمية لدينا نموذج عالمي أثبت نجاحه لدى العديد من المؤسسات المختصة في هذا المجال، وهو نموذج العمل التجاري، عبر منهجية تعليم ريادة الأعمال، والتي يطلعون فيها على العديد من الجوانب، مثل التعرف على مفهوم ريادة الأعمال، وإنشاء الشركات الصغيرة الناشئة، واختيار فكرة مشروع مناسبة، واكتساب المهارات الأساسية لإدارة المنشآت الصغيرة والمتوسطة بما في ذلك التخطيط الاستراتيجي، والتسويق، والإدارة والرقابة المالية، وتخطيط الأعمال، ودراسة الجدوى، ومنها إعداد دراسة جدوى مُصغرة للمشروع، وهو منهج مُطبق في البنك بالعديد من البرامج التدريبية الأخرى الشبيهة، ونحن أيضاً نختار المدربين بعناية ليتمكنوا من خدمة رواد الأعمال المتقاعدين على أفضل وجه ممكن».
مراجعة دورية 
وأوضح المناعي أن جميع البرامج التي يقدمها البنك تخضع لمراجعة دورية شاملة، بداية من سبل التعليم والتعلم، ووصولاً إلى مدى تحقيقها للأهداف الموضوعة لها، ولو لم يكن البرنامج بالفعل يلبي حاجة حقيقية موجودة في بيئة الأعمال في دولة قطر لما استمر لليوم.
وأوضح أن عدد المستفيدين من برنامج «خطوة» الذين أتموا التدريب قد بلغوا أكثر من 70 شخصاً على مدار الخمس سنوات الماضية، ويعمل نحو 15 % منهم حالياً في العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية للدولة، ويعمل البنك كذلك على تطوير برامج جديدة ومراجعة الحالية بشكل دوري، والإعلان عن أي برنامج جديد بشكل مباشر ليتسنى لرواد الأعمال الاستفادة من هذه المبادرات المميزة، مشيراً إلى عدم وجود برنامج مخصص للمتقاعدين في هذا المجال سوى برنامج خطوة، لكن هذا لا يعيق المتقاعدين للتقديم لبرامج أخرى كثيرة لدى البنك في مجالات أخرى.
دعم متواصل 
وأضاف المناعي خلال تصريحاته لـ «العرب»: «نحن نُجهّز المتقاعدين لبيئة ريادة الأعمال في دولة قطر من خلال تدريب شامل ومكثف ونستمر بدعمهم، كما ندعم باقي رواد الأعمال، في حال أرادوا إكمال رحلتهم الريادية بعد التخرج»، لافتاً إلى أن «كل رائد أعمال يتم تدريبه يكون مدركاً تماماً خطوات التقديم للتمويل بشكل ناجح وأفضل من قبل، ويعرف خدمات البنك بشكل أفضل وأوسع، كما نساعدهم عبر فرق بنك قطر للتنمية المتخصصة في كافة المجالات».
وأوضح مدير مشروع برنامج خطوة لـ «العرب» أن هناك تفصيلاً مهماً على المتقدمين للدورة التدريبية أن يأخذوه بعين الاعتبار، وهي أن «خطوة» برنامج تأهيلي وليس تمويلياً، موضحاً أنه منذ اللحظة الأولى لبدء البرنامج يتم إبلاغ الجميع أن الغرض هو التدريب فقط وليست هناك أي مسؤولية على البنك فيما يخص تمويل المشروعات، وأن البنك لم يقدم أي وعود لأحد بذلك، لافتاً إلى وجود منح تشجيعية مُستحقة يتم تقديمها لأفضل 3 دراسات للمشاريع في نهاية الدورة، تقدر بحوالي 100 ألف ريال لمساعدة المتدربين على تأسيس مشروعاتهم، وإعداد دراسة الجدوى.
وأضاف: «لا بد لأي رائد أعمال أن يعلم ماهية المشروع الذي يرغب في تأسيسه، والقيام به، وعليه دراسته جيداً من كافة الجوانب، وإدراك المخاطر التي قد يتعرّض لها، ومنها الخسارة المادية المحتملة ما قد يتسبب في فقدانه رأس المال المُستثمر».

دراسة ضرورية للأسواق
 وتابع بالقول: اختيار اسم «خطوة» كعنوان للمبادرة لم يأتِ من فراغ فهو يحمل جزءاً من المغزى والمضمون، ويعني أنها أول خطوة في عالم ريادة الأعمال، وتدفعك للأمام لبداية حياة جديدة ومستقبل أفضل مع ما يحمله هذا من تحديات، مشيراً إلى أنه على الشخص معرفة عدة أمور قبل الإقدام على هذه الرحلة، ومن أهمها كيف تدخل عالم الأعمال؟ وكيف تدرس الأسواق؟ وكلها نقاط أساسية يركز عليها البرنامج التدريبي من خلال تأهيل المتقاعدين وإعطائهم نقاطاً رئيسية ومعلومات كافية تساعدهم على بدء مشروع ناجح.
وذكر المناعي لـ «العرب» أن خدمات بنك قطر للتنمية تتضمن عدة نشاطات، من بينها حاضنة الأعمال التي تقدم خدماتها لدعم ومساعدة رواد الأعمال ممن لديهم فكرة لبدء عمل تجاري، أو عمل قائم يرغبون في تطويره، ولكن ذلك يكون وفق شروط محددة يجب توافرها للحصول على التمويل، حيث يتم استعراض المشروعات المقدمة، ودراسات الجدوى الخاصة بها، ومن ثم متابعتها مع قسم دراسات القروض، وبعدها يصدر قرار التقييم إن كانت ذات جدوى وتستحق التمويل أم لا.
وعن ردود أفعال المتقاعدين الذين شاركوا في برنامج «خطوة» حول التمويل، قال: «إن البرنامج يُعنى في المقام الأول بالتدريب، ثم تأتي مرحلة التمويل لاحقاً للمشروعات ذات الجدوى، وتختص بها إدارة التمويل في البنك حالها كحال أي طلب تمويل آخر لأي رائد أعمال».
وأضاف: «نؤكد أن أبوابنا دائماً مفتوحة لجميع عملائنا الأعزاء، لسماع أي اقتراحات أو أفكار لتطوير أي برنامج من برامجنا. فهدفنا في النهاية هو خدمة القطاع الخاص في دولة قطر ودعم رواد الأعمال من جميع الفئات؛ لأن نجاحهم هو نجاح لنا، ونجاح لمسيرة البناء والنهضة في دولة قطر». وقال: «إننا نأخذ كافة الشكاوى والاقتراحات على محمل الجد، وندرسها دراسة شاملة لننفذ ما فيه خير للجميع».

لا حواجز مع المتقاعدين 
ورداً على تصريحات بعض المتقاعدين بأن البنك لم يقدم يد العون لهم ولم يساعدهم في الحصول على القروض لبدء مشروعاتهم.. قال المناعي: «لم يضع البنك أبداً حواجز مع المتدربين من المتقاعدين، فأرقام التواصل متاحة للجميع، ومن يبحث عن استشارة أو رأي من المتخصصين مرحب به في أي وقت، والبنك لم يغلق أبوابه في وجه أحد».. حسب تعبيره.
وأضاف أن البنك «لم يقف عائقاً في وجه أحد، ولكن هناك مشروعات ذات جدوى ونتوقع لها النجاح وفقاً للمعايير العلمية التي نعتمدها، وبعد الرجوع إلى الخبراء من المختصين، وهناك أخرى ذات أفكار متكررة أو يصعب تنفيذها، ومن يبحث عن قرض عليه إعداد المستندات اللازمة، والتوجه إلى قسم التمويل لعرض مشروعه»، وختم بالقول: «إن نجاح المتقاعدين في إقامة مشاريعهم هو نجاح لنا وللاقتصاد الوطني ككل».