أويكيجهارا: غابة الانتحار المفضلة للشباب في اليابان
منوعات
13 أبريل 2012 , 12:00ص
ترجمة: أحمد الوكيل
غابة أويكيجهارا مكان منعزل ومهجور يذهب فيه الشباب الياباني للتخلص من حياتهم، تتمتع الغابة بكثافة غطائها النباتي وتقع على سفح جبل فوجي في اليابان، ومن السهل جدا على زائرها أن يختفي بين أشجارها دائمة الخضرة، ولا يراه أحد مرة أخرى.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإن السلطات اليابانية تقوم بإزالة ما يصل إلى 100 جثة شنقت نفسها على الأشجار في الغابة التي تعتبر المكان المفضل للانتحار في اليابان، كما يمكن لبعض الجثث أن تبقى في الغابة غير مكتشفة لعدة سنين.
ويبقى السبب في اختيار العديد من الأفراد الغابة الشهيرة لإنهاء حياتهم لغزا كبيرا، مع أن بعض العلماء أشار إلى أن سبب ذلك يرجع إلى أن الأفراد يستلهمون انتحارهم بتلك الطريقة من قصة دارت أحداثها في تلك الغابة.
أزوسا هايانوا عالم جيولوجيا في منتصف عمره درس الظاهرة وانكب على استكشاف الغابة لأكثر من ثلاثين عاما، لكنه لم يستطع أن يكتشف سبب نزوع الأفراد إلى هذا الاتجاه.
في مثل طبيعة عمله، يواجه أزوسا مهمة جسيمة تتمثل في الكشف عن ضحايا الانتحار، وأحيان كثيرة يتدخل في حالات كثيرة محاولا أن يثني الراغبين في الانتحار عن فعلهم، وقدر أزوسا أن عدد الحالات التي كشف عنها هو بنفسه تبلغ 100 جثة منتحرة في العشرين سنة الماضية.
ولإطلاع اليابانيين على ما يحدث في الغابة، اصطحب أزوسا طاقما من إحدى منظمات حقوق الإنسان في جولة في أعماق الغابة في موقع يسمى «جوكاي» أو بحر الأشجار, لعمل فيلم وثائقي عن الظاهرة، وليشاركهم المعلومات والاكتشافات التي وجدها.
ورغم أن أزوسا لم يستطع أن يعطي إجابة محددة عن سبب انتحار العديد في الغابة، فإنه نجح في بلورة رؤية جيدة حول السلوكيات التي تدفع الأفراد الذين يعانون من إحباط كاف لكي يغامروا بدخول الغابة ولا ينوون العودة إلى بيتهم مرة أخرى.
ويشير أزوسا إلى أن الأفراد المنتحرين غالبا ما يتركون قرائن تدل على السبب الذي دفعهم للانتحار والأفكار التي دارت في عقلهم قبل ثوان من قتلهم لأنفسهم، ويبدو أن اهتمامه بالموت والإحباط نابع من حبه العميق للمعرفة والاستكشاف والرغبة في فهم ومنع تكرار هذه الحوادث.
ورغم إلف أزوسا لمشاهد الموت، فإنه بدا مصعوقا لارتفاع نسب الانتحار بين الشباب الياباني، وبعد عمله الطويل كمحقق في قضايا الانتحار، أصبحت لديه نظرة فريدة عن طبيعة هؤلاء الذين يرغبون في الانتحار، مما قد يساعد على ثنيهم عن الموت.
وقال أزوسا إن الانتحار تغير في اليابان مع مرور السنين، إذ كان الانتحار حكرا على الساموراي الذين يقتلون أنفسهم للحفاظ على شرفهم، بينما اليوم يدل الانتحار على علامات العزلة الاجتماعية في العالم الحديث.