انطلقت أمس بالدوحة أعمال «أسبوع أمن الطيران»، المُنعقد تحت عنوان «حماية الطيران المدني من أنظمة الطائرات بدون طيار»، والذي تستضيفه الهيئة العامة للطيران المدني وينظمه كل من المنظمة العربية للطيران المدني وإدارة أمن النقل الأمريكية، وذلك خلال الفترة من 11 إلى 14 نوفمبر الجاري وبمشاركة 15 دولة.
ويشكل «أسبوع أمن الطيران» فرصة مهمة لتبادل الخبرات والمشاركة الفاعلة، بما يساهم في تعزيز أمن الطيران في المنطقة وحول العالم، ومناقشة العديد من المحاور، ومن أبرزها تهديدات الطائرات بدون طيار للطيران، وسبل حماية البنية التحتية الحيوية للطيران المدني وتعزيز التعاون في هذا المجال.
حضر الافتتاح السيد محمد بن فالح الهاجري، المكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني، وسعادة السيد تيمي ديفيس، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الدولة، وعدد من كبار الشخصيات من الجهات المنظمة للحدث.
وخلال الجلسة الافتتاحية ألقى السيد محمد بن فالح الهاجري كلمة توجه فيها بالشكر لسعادة وزير المواصلات على رعايته لهذا الحدث، ولكل من المنظمة العربية للطيران المدني وإدارة أمن النقل الأمريكية على دعمهما المستمر وتعاونهما المثمر في تنظيم هذا الحدث المهم الذي يشكل خطوة مهمة نحو تعميق التعاون في مجال الطيران المدني.
تكريس الجهود
كما أكد الهاجري خلال كلمته على ضرورة تكريس الجهود لحماية الطيران قائلاً: «هناك تقدم وتحديات غير مسبوقة تفرضها التكنولوجيا الحديثة، وخاصة أنظمة الطائرات بدون طيار، التي تقدم فرصاً رائعة جداً لكنها تشكل في الوقت نفسه مخاوف أمنية جديدة تتطلب إنشاء أطر قانونية وتنظيمية لضمان استخدامها بالشكل الأمثل وتخفيف المخاطر المحتملة».
وأضاف: «إن تحقيق ضمان أمن الطيران في مواجهة هذه التهديدات يحتاج إلى استجابة دولية موحدة، وتوافق في السياسات والإجراءات وذلك من خلال التعاون الوثيق بين الدول والمنظمات الدولية في تطوير استراتيجيات أمنية متقدمة تضمن أعلى المستويات في مجال حماية سلامة المجال الجوي العالمي».
الصعوبات والتحديات
وفي تصريحات صحفية على هامش أعمال المنتدى قال السيد محمد بن فالح الهاجري إن استضافة قطر للنسخة الثانية من مؤتمر «أسبوع أمن الطيران»، والذي يبحث سبل حماية الطيران المدني من أنظمة الطائرات بدون طيار، تعكس المكانة العالمية الرائدة والمرموقة لقطاع الطيران المدني في الدولة، مشيراً إلى أن المؤتمر في غاية الأهمية حيث يناقش واحدا من أبرز التحديات التي تواجه منظومة النقل الجوي.
وأشار الهاجري إلى أن هناك تعاونا وثيقا بين منظومة الطيران المدني في الدول العربية من جهة، وإدارة أمن النقل الأمريكية من جهة أخرى، مبيناً أن المؤتمر يشهد حضور ممثلين من 15 دولة بالإضافة إلى 90 من الخبراء البارزين. وأعرب الهاجري عن تفاؤله أن يقدم «أسبوع أمن الطيران» حلولاً لمواجهة الصعوبات والتحديات التي تهدد سلامة الطيران المدني، موضحاً أن التوصيات سترفع للسلطات الأمنية المعنية بالطيران المدني في دول المنطقة.
تعزيز تبادل المعلومات
من جانبه قال المهندس عبد النبي منار مدير عام المنظمة العربية للطيران المدني إن حماية المطارات والطائرات من أنظمة الطائرات بدون طيار هو موضوع تطالب به جميع الدول وفي هذا الإطار نعمل معًا على تهيئة الظروف المواتية لتعزيز تبادل المعلومات والخبرات بين مناطقنا المختلفة. وأضاف: «نحن اليوم نعيش في عصرٍ يزداد فيه التحول الرقمي والتواصل الشبكي بين الأنظمة، ما يجعل الطيران المدني عرضة لهجمات سيبرانية معقدة ومتطورة. لذا فتأمين نظم الاتصالات بين الطائرات والأرض، وضمان سلامة أنظمة الملاحة الجوية يتطلب استراتيجيات شاملة ومتكاملة».
التدريب والتوعية
وأكد مدير عام المنظمة العربية للطيران المدني أن المنتدى فرصة لمناقشة الإجراءات التي يتعين على الدول والمنظمات والصناعة اتخاذها لمواكبة التطور السريع للتكنولوجيات والعمليات والتنقل الجوي المتقدم، حيث ان أنظمة الطائرات بدون طيار لا تتعلق بالتكنولوجيا فحسب، بل تتعلق أيضًا بالعنصر البشري. لأن التدريب والتوعية هما أيضًا عنصران أساسيان في منظومة الأمن.
وشدد منار على أهمية التعاون الدولي وتبادل الخبرات والمعلومات حول التهديدات والذي يعد أمرًا حيويًا. والذي يساهم في تعزيز قدرات الدول على التصدي لهذه التهديدات بشكل فعال.