

اختتمت أمس فعاليات المؤتمر الـ 57 للجمعية الدولية لمخططي المدن والأقاليم «ISOCARB»، الذي نظمته وزارة البلدية ممثلة بقطاع شؤون التخطيط العمراني خلال الفترة من 8-11 نوفمبر الحالي بالدوحة، تحت شعار: «التخطيط المنفتح: أوقات جديدة وأماكن أفضل ومجتمعات أقوى». وذلك بحضور عدد من كبار مسؤولي قطاع شؤون التخطيط العمراني بوزارة البلدية. كما تم الإعلان خلال اختتام المؤتمر عن استضافة مدينة بروكسل المؤتمر الدولي 58 لمخططي المدن والأقاليم تحت شعار: «من المدن الغنية الى المدن الصحية» خلال الفترة من 3 – 7 أكتوبر 2022.
شهد المؤتمر على مدى 4 أيام كلمات ومداخلات ولقاءات وورش عمل وجلسات نقاشية، تناولت مختلف المحاور بشأن التخطيط الحضري المعاصر مثل الاستدامة، الشمولية والتمكين والرفاه والمدن الصحية والذكية والتطوير والمرونة والقدرة على التكيف التفرد والتواصل العمراني.
وقال المهندس مبارك النعيمي رئيس اللجنة المنظمة المحلية في ختام المؤتمر: إن المؤتمر جاء فرصة للتعرف على التوجهات الجديدة في العمران والتخطيط والتفاعل لتبادل الخبرات والمعرفة، ومجموعة مميزة من الورش العملية والزيارات الفنية بأهم المناطق بالدولة التي تعكس رؤيتها في التحول إلى دولة تتبنى مدخلا عمرانياً يرتكز على اقتصاد المعرفة ومفاهيم المدن الصحية والذكية واعلاء قيمة الإنسان.
وأشاد الدكتور علي عبد الرؤوف الاستشاري بإدارة التخطيط العمراني بوزارة البلدية في تصريحات صحفية، بمستوى التنظيم واختيار مشيرب مقراً لاستضافة المؤتمر، فضلا عن التنوع بين الورش والجلسات النظرية والبحثية بالإضافة إلى الزيارات الميدانية للمعالم العمرانية والورش الفنية مما أتاح الفرصة للمشاركين للتفاعل مع التجارب الحقيقة والتطبيقية على أرض الواقع وعرض الأفكار وتبادل الآراء وعمل دراسات مقارنة بين دول العالم.
وأضاف أن المؤتمر تميز هذا العام بتواجد قمة خليجية من وفود دول مجلس التعاون المعنيين بشأن الإدارات التخطيطية والعمرانية بها،
وأكد أن كل المدن الخليجية تنتقل من حالة عمران البترول الى عمران الإنسان وتسعى لخلق جودة حياة ملائمة له مما يمكن أن نصفها بمدن ذكية وصحية.
وفي ذات السياق، شدد السيد عبد الرحمن حمد المانع باحث عمراني بإدارة التخطيط العمراني بوزارة البلدية خلال الجلسة الختامية، على أهمية الخمسة محاور الخاصة بمخرجات المؤتمر، ودعا الى ضرورة مشاركة كافة القطاعات الحكومية سواء كانت جهات تخطيطية أو غير تخطيطية في عملية التخطيط المحلية واتخاذ القرار، وخلق مساحات مفتوحة وترفيهية للمجتمع لتوفير مدن صحية للمجتمع وتصميم مدن حيوية وصحية، وتخطيط جيد للمدن الذكية باستخدام التكنولوجيا الحديثة ونظم المعلومات الجغرافية على سبيل المثال لا الحصر، كما تم التطرق لأهمية تحديث المناهج والاطر الاستراتيجية التخطيطية لتكون مرنة للتعامل مع المتغيرات المناخية، بالإضافة لتطوير البنية التحتية لوسائل النقل العام ومسارات المشي وشبكات الطرق والمترو.
وشهد اليوم الأخير للمؤتمر عددا من الجلسات المعنية ببناء المدن الفريدة، والبنية التحتية وشبكة التنقل لضمان ربط شبكي واسع، وتصور مستقبلي عن التنقل الحضري المستدام للدوحة، والتخطيط العمراني ما بعد أزمة «كوفيد – 19» ودور الابتكار والتعليم.
وتناولت الجلسات كل ما يخص الطرق السليمة للتخطيط العمراني من خلال عروض مرئية، شارك فيها عدد من الخبراء بإدارة التخطيط العمراني، وجرى شرح أهم الارشادات التصميم العمراني ومبادئ الاستدامة في دولة قطر. في اطار خلق مبانٍ تنعكس على الصحة العامة للإنسان.
كما جرى التطرق لعدد من الأبحاث العلمية لعدد من طالبات جامعة قطر لعمل نوع من الشراكة لتقديم مقترحات تصميمية لتخطيط المدن.
وتميزت الجلسات بمشاركة محلية من دولة قطر قاموا بعرض خبراتهم بهذا المجال للمهتمين من الخارج.
كما جرى عرض أهم مكونات تخطيط المدن بالدوحة من حدائق وشبكة طرق وتنقل استعدادًا لكأس العالم 2022.
وشارك المهندس علي عبدالله العبدالله رئيس هيئة التخطيط العمراني سابقاً بجلسة مناقشة لعرض كيفية عمل الخطة العمرانية الشاملة ونجاحها وأهم المعوقات التي تواجهها. وقدم رؤية مستقبلية عن مشروع الخطة العمرانية وآلية تنفيذها ومقومات نجاحها. كما تطرق لأهمية القيادة من بداية مشروع الخطة حتى نهايته وإعطاء فرص ودعم لجميع القطاعات لابداء مقترحاتها ومشاركتها في الخطة.