منتجع شرم الشيخ السياحي "مدينة أشباح"

alarab
حول العالم 12 نوفمبر 2015 , 03:12م
أ.ف.ب
باتت أسواق ونوادي شرم الشيخ ومطاعمها التي تقدم برامج موسيقية في المساء خالية؛ بعد أن كانت تعج بالسياح، مع تواصل رحيل الآلاف منهم من أهم المنتجعات المصرية في سيناء، بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية قبل نحو أسبوعين.

قبل أسبوعين، كان السياح يملؤون ممشى خليج نعمة وميدان سوهو والسوق القديم، أما اليوم فبالكاد يشغلون طاولة أو اثنتين من مطاعمها بعد غروب الشمس.

كل شيء تغير منذ حادث سقوط الطائرة الروسية، التي أقلعت من مطار شرم الشيخ في 31 من أكتوبر، حسبما يقول عصام شوقي، الذي يدير مطعما مفتوحا في الهواء الطلق في خليج نعمة، لوكالة فرانس برس.

ويضيف شوقي: «الشهر الماضي، لم يكن بمقدورك أن تجد مكانا هنا. كانت المنطقة تعج بالناس. اليوم كما ترى الشارع خاليا. استقبلنا أربعة زبائن فقط منذ أن فتحنا المطعم».

وترجح لندن وواشنطن ومصادر في التحقيق الدولي فرضية الانفجار وراء إسقاط الطائرة الروسية، مما دفع دولا عدة إلى فرض قيود على السفر إلى مصر.

ورحل آلاف السياح الروس والبريطانيين من المنتجع السياحي، الذي يعد جوهرة السياحة المصرية، بعد أن قررت موسكو إيقاف كل الرحلات الجوية إلى مصر، وقررت بريطانيا وقف الرحلات إلى شرم الشيخ مع تنامي ترجيح فرضية إسقاط الطائرة الروسية بقنبلة.

وقُتل 224 شخصا؛ هم كل ركاب وطاقم الطائرة التي تشغلها شركة متروجت، بعد 23 دقيقة من إقلاعها في طريقها إلى مدينة سان بطرسبيرغ الروسية.

وزعم تنظيم الدولة أنه أسقطها؛ قائلا إنه سيفصح عن طريقة إسقاطها «في الوقت الذي يريده».

تصطف على جانبي الممشى الرئيس في خليج نعمة عشرات المطاعم والمقاهي والنوادي الليلية، التي تصدح منها بعد الغروب موسيقى غربية وعربية أو شعبية مصرية على امتداد الطريق المضاء بإنارة بيضاء.

وتنتشر عشرات من محلات الصاغة ومنتجات الجلود والهدايا التذكارية على ضفتي هذا الممشى؛ حيث تحمل لافتات المحال والمطاعم والصيدليات كتابات بالروسية إلى جانب العربية.

ويقف خارج المطاعم والمحال موظفون يقومون عادة باجتذاب الزبائن، لكنهم اليوم أكثر عددا من السياح المارين، بحسب صحافي في فرانس برس.

كان الوضع في ميدان سوهو أفضل حالا بشكل طفيف مساء أمس الأول الثلاثاء؛ حيث شوهدت مجموعات من السياح البريطانيين والروس والإيطاليين يتجولون في الشارع الذي بُني ليوازي خليج نعمة.

وكل سبت وثلاثاء، تحضر أفواج السياح في باصات من مختلف أنحاء المنتجع للميدان، الذي يضم مطاعم تقدم مختلف أصناف المأكولات ونوادي ليلية، ومسرحا مفتوحا تقدم فيه فرق فنية - من مختلف دول العالم - أغاني ورقصات استعراضية تروق للجمهور.

ويقول حسام فارس، مالك متجر لبيع الهدايا التذكارية: «اليوم يوجد سياح، لكن تعال في الغد، ولن تجد سوى القليل منهم».

ونجح فارس في اجتذاب سياح إلى متجره، لكن أحدا لم يشتر شيئا على الإطلاق.

ويضيف فارس بإحباط: «هم لا يشترون لأنه لا يمكنهم حمل أي شيء معهم».

ولا تسمح شركات الطيران البريطانية والروسية للركاب بحمل أي أمتعة على الطائرات المغادرة، باستثناء حقائب اليد.

ويقول فارس إن متجره حقق قفزة كبيرة في المبيعات في شهر أكتوبر الفائت، بلغت نحو 70 ألف جنيه مصري (قرابة 8700 دولار أميركي).

لكنه يضيف: «بعد حادث الطائرة بالكاد أبيع بـ300 جنيه (37 دولارا أميركيا) في اليوم».

ويخشى سائحون تحدثوا لـ«فرانس برس» أن يفقد كثير من العاملين في ميدان سوهو وخليج نعمة والفنادق الفخمة عبر المدينة وظائفهم، إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.

وتشعر البريطانية ديان لورد، العالقة في شرم الشيخ بعد تأخير رحلتها، التي كان يفترض أن تغادر أمس الأول الثلاثاء، بالضيق، «خاصة أننا (بريطانيا) مسؤولون عن هذا الوضع أيضا».

وكغيرها من السياح البريطانيين، تقول ديان إن بريطانيا «تسرعت» في قرار وقف الرحلات.

لكن التأثير الكامل لحادث الطائرة الروسية سيظهر في فترة أجازة عيد الميلاد ورأس السنة، وهي قمة الموسم السياحي بالنسبة للمدينة، بحسب جاك بيتر المدير العام لمجموعة فنادق سافوي، التي تدير أيضاً ميدان سوهو.

وتراجعت إيرادات السياحة، أحد أهم مصادر الدخل القومي لمصر بشكل حاد، منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في العام 2011، ثم بفعل الانقلاب على الرئيس السابق محمد مرسي في العام 2013.

ويتوقع بيتر أن يكون موسم أعياد «الكريسماس هادئا هذا العام»، مشيراً إلى تراجع عوائد ميدان سوهو بالفعل بنسبة 50% منذ الحادث.

ح.أ /أ.ع