

نجح القائمون على القطاع البيئي بدولة قطر خلال الأعوام القليلة الماضية، في مضاعفة مساحات أشجار المانجروف (القرم) من 9 كيلومترات قبل ثلاثة أعوام لتصل إلى 14 كيلومترا، في مناطق نموه فوق شواطئ الدولة على امتداد الخليج، ويبلغ معدل الارتفاع بمساحتها 55 بالمائة، ويبذل المسؤولون عن قطاع البيئة مجهودات مكثفة للحفاظ على غابات المانجروف وتنميتها وتطوير مناطقها.
وقامت وزارة البيئة والتغير المناخي باستزراع نبات القرم في أربع مناطق، على السواحل الشمالية والشرقية بعد أن كانت مقتصرة على منطقة الخور والذخيرة، فأصبحت هناك مواقع مختلفة يتم فيها زراعة نبات القرم بمساحات كبيرة تقدر بآلاف الهيكتارات، حيث نجحت زراعة القرم في كل من الرويس، وأم الحول، وفويرط، ورأس مطبخ.
ونجحت الدولة في المحافظة على البيئة بشكل ملحوظ، ففي عام 2014 تم تخصيص أكثر من 23 بالمائة من مساحة الدولة البرية كمحميات طبيعية، وفي المجمل هناك 12 محمية طبيعية بيئية برية هي، العريق، الذخيرة، خور العديد، الرفاع، أم العمد، أم قرن، الصنيع، الريم، الشحانية، المسحبية، الوسيل، وادي سلطانة، وتبلغ مساحة المحميات البحرية 720 كيلومترا مربعا، تشمل محمية خور العديد والذخيرة.
تجدر الإشارة إلى أن محمية خور العديد تأتي على رأس المحميات البرية من حيث المساحة، حيث بلغت مساحتها 1293 كيلومترا مربعا، بنسبة 47 % من إجمالي المحميات البرية، كما أنها تعتبر أكبر المحميات البحرية، حيث بلغت مساحتها 540 كيلومترا مربعا، أي بنسبة 75 % من إجمالي المحميات البحرية.
ويتراوح معدل انقراض غابات المانجروف الساحلية في العالم من 3 إلى 5 مرات أسرع من خسائر الغابات حول العالم، ولذلك تحرص وزارة البيئة والتغير المناخي في قطر على حمايتها والمحافظة عليها والعمل على تنميتها، لكون هذه الغابات عنصرا جوهريا من عناصر معالجة تغير المناخ وقد يؤدي اندثارها إلى آثار اجتماعية واقتصادية جسيمة.
ومن أبرز المناطق التي تنمو فيها أشجار القرم بكثافة منطقة الخور والذخيرة وتمتد الأشجار على مساحة تصل إلى أكثر من 7 كيلومترات مربعة داخل مياهها، ويصل ارتفاع تلك الأشجار إلى 4 أمتار.. وتنتشر غابات القرم أو المانجروف بالذخيرة على مساحة شاسعة مزدهرة بالنباتات الطبيعية وسط الصحراء المحيطة بها من كل جانب.