«بيت الخاطر» التراثي مساحة للتبادل الثقافي في المدينة التعليمية

alarab
ثقافة وفنون 11 ديسمبر 2022 , 01:09ص
حامد سليمان

تأكيدًا على التزامها في الحفاظ على الثقافة القطرية والتراث الوطني وحرصها على المباني التاريخية داخل حرم المدينة التعليمية، تعمل مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، على ترميم «بيت الخاطر» الذي سيُشكّل مساحةٍ رئيسية يُقَدم فيها صورًا حيّة ودائمة عن التراث الثقافي بهدف توفير تجربة مُستدامة وشاملة لكلّ الأجيال.
وبهذه المناسبة أقامت مؤسسة قطر فعالية بحضور عدد من أفراد عائلة فهد بن محمد الخاطر، وخلالها قامت حديقة القرآن النباتية بالتعاون مع أفراد من العائلة بزراعة مجموعة متنوعة من النباتات المحلية القطرية في بيت الخاطر، كرمز لإعادة إحياء البيت، كما ستتولى البرامج التراثية في مكتبة قطر الوطنية مهمّة التوثيق الشفهي لسيرة بيت الخاطر.

د. حمد الكواري: هويتنا في رؤية وآداب مؤسسة قطر

قال سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة رئيس مكتبة قطر الوطنية: «نُولي اهتمامًا ملحوظًا بالتراث، لأننا نؤمن بأنه خير من يُمّثل هويّتنا الوطنية والعربية والإسلامية».
وأشاد سعادته بتبنّي مؤسسة قطر لاستراتيجيات هادفة تحافظ على المباني التاريخية الموجودة داخل حرم المدينة التعليمية، والتي تُمثّل جزءًا مهمًا من الإرث الثقافي للدولة، كونها أدلة مهمة على عراقة التاريخ العمراني والحضري للمنطقة. 
وأضاف: «حرصًا منّا على نقل هذا الإرث إلى أجيالنا القادمة، يُسعدنا تكريس بيت الخاطر التراثي كمساحة للتبادل الثقافي في المدينة التعليمية الذي سيكون ترميمه بداية لإعادة إحياء المواقع التراثية في المدينة التعليمية».
وأكد أن من لا تراث لها لا حاضر ولا مستقبل له، مضيفاً: نحمد الله أننا في قطر أدركنا ذلك ونعتبر التراث ركيزة أساسية من ركائزنا الوطنية.
وأردف: عندما نتحدث بصورة خاصة عن مؤسسة قطر، وهي المؤسسة الفريدة في العالم، فليس هناك مثلها في العالم، خاصةً مع ما تقوم به من دور كبير في بناء الأجيال، من قطر وخارجها.
وأوضح أن التراث بالنسبة لمؤسسة قطر هو في رؤيتها وآدابها وكل مشاريعها، وفي برامجها التعليمية، لافتاً إلى أن المناسبة استثنائية ذات مغزى، لأن بها تكريم للآباء والأجداد، واحترام لتراثهم وقيمهم ممثلة ببيت الخاطر، والذي سيكون بداية لمشاريع متتالية لحماية التراث وإبرازه.

الوالد محمد الخاطر: أشكر قيادتنا الحكيمة على حفظها للتراث

عبر الوالد محمد بن عبد الله فهد الخاطر عن عظيم شكره وامتنانه بهذه المناسبة للقيادة الرشيدة، لتوجيههم بحكمتهم ورؤيتهم الثاقبة بالمحافظة على تراث الآباء والأجداد، ومن بينها بيت الوالد عبد الله بن فهد الخاطر، الذي لولا حرصهم ورعايتهم لما بقي هذا الإرث الثمين. وقال الخاطر: هذا الإرث نرجو أن يعاد ترميمه بالشكل اللائق ليصبح معلماً من معالم التراث. والوالد فهد بن محمد بن حسن من أوائل من سكنوا منطقة الريان، هو وأبناؤه، بجوار خاله الشيخ عبد الله بن قاسم حاكم قطر الأسبق، رحمه الله، عام 1912 تقريباً، وقد أطلق الشيخ عبد الله على المنطقة «واسط» لتوسطها بين الريان والغرافة. وأضاف: أكرر شكري وامتناني لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ولصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظهما الله، اللذين نفتخر ونفاخر بمنجزاتهم وبما وصلت إليه بلادنا من تطور وازدهار في عهدهم الميمون، حفظهم الله ورعاهم وسدد على الخير خطاهم.
وتقدم الخاطر بالشكر لجميع القائمين على العمل، من جميع الجهات، سواء مؤسسة قطر أو متاحف قطر والمكتب الهندسي الخاص، أو غيرها من الجهات التي ساهمت في ترميم بيت الخاطر.

المهندسة نور الله فالديولميوس:  بداية لتفعيل المباني التاريخية

قالت المهندسة نور الله فالديولميوس – مهندس معماري أول في إدارة المشاريع الرئيسية واخصائية في الحفاظ على التراث الثقافي بمؤسسة قطر: المشروع مهم جداً في ظل اهتمام مؤسسة قطر بالتراث والهوية، فهذا المشروع تبنته من بداية تأسيس المدينة التعليمية، بحيث تم المحافظة على المباني التي كانت موجودة قبل بناء المدينة التعليمية.
وأضافت: الهدف هو توصيل التراث والحفاظ على الهوية للأجيال القادمة، فالمشروع بداية لتفعيل المباني التاريخية، لتتواصل هذه المسيرة.
وأوضحت أنه من الناحية الهندسية، فمثل هذه المباني التاريخية لها طرق علمية للمحافظة عليها، وقد قامت مؤسسة قطر بدراسة المباني ومواد بنائها وكيفية الحفاظ عليها، لتكون هذه المباني شاهدا على الحضارة التي كانت في السنوات السابقة، لتنقلها للأجيال القادمة.
وكشفت المهندسة نور الله فالديولميوس عن أن هناك مبانٍ أخرى سيتم العمل عليها داخل المدينة التعليمية، منوهة إلى أن هناك مجموعة من المباني، وستتم إعادة تأهيلها جميعاً، ليستمتع المجتمع بها، وأن هذه المباني موزعة على عدة مناطق تتراوح بين 4 و5 مناطق داخل المدينة التعليمية.
وأكدت أن مؤسسة قطر ومنذ تأسيسها حرصت على بناء مجتمع مزدهر قائم على قيم تراثية متجذرة بما يمكن استدامته الثقافية للأجيال القادمة، وقد أسست المراكز والبرامج التي ترتقي باللغة والثقافة والتراث، ومن ذلك المحافظة على المباني التاريخية في حرم المدينة التعليمية ومن بينها بيت الخاطر.
وقالت: عملنا في المؤسسة منذ بداية تصميم المدينة التعليمية على تحديد مبانيها التاريخية، بالتعاون مع الجهات المختصة، وإدراجها ضمن المخطط العام للمدينة التعليمية، وبهذا الحرص نواصل سعينا في مؤسسة قطر تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 لترسيخ الهوية والتراث.
وأضافت: يعد ترميم بيت الخاطر انعكاسا للأصالة والقيم التاريخية التي تتمسك بها مؤسسة قطر، حيث يشكل مساحة للتبادل الثقافي، لتجربة مستدامة وشاملة لكل الأجيال، وسيشهد بيت الخاطر بالتزامن مع كأس العالم 2022 تجربة ثقافية رائدة، باستضافة فعاليات وجلسات ثقافية ضمن مهرجان دريشة للفنون الأدائية.

ناصر الخاطر:  أصبنا هدف كأس العالم

قال ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم: نحن شاكرين لجهود وسعي مؤسسة قطر للحفاظ على التاريخ وعلى التراث بشكل عام ونخص المحافظة على بيت الخاطر الذي يقع في الريان داخل حرم المدينة التعليمية.
وأضاف: سعداء ونشعر بالفخر للمحافظة على بيت الجد فهد بن محمد الخاطر، وأطفالنا وأبناءنا وبناتنا يمكن أن يأتوا ليروا تراث أجدادهم، فهو شيء مهم بالنسبة لهم للمحافظة على هذا الإرث.
وأردف الخاطر: قلنا دائماً أن بطولة كأس العالم 2022 ستكون فرصة ذهبية لدولة قطر وللمنطقة، لعكس صورة حقيقية على المنطقة، ترتبط بتراثنا وديننا الإسلامي، وقد رأينا ردود الأفعال من الجميع، سواء كانوا متواجدين في قطر أو من خلال التلفاز، فاختلفت آرائهم بشكل كبير عما كانوا يتخيلونه، ونحمد الله، فالهدف المرجو أصبناه، وإن شاء الله تعود البطولة بالنفع على المنطقة ككل.

جواهر الخاطر:  فخورة بالمحافظة على بيت جدي

قالت السيدة جواهر محمد عبد الله الخاطر – مدير العمليات والإدارة في أكاديمية المربيات: البيت هو لجدي، عبد الله بن فهد الخاطر، واخواني الأكبر ولدوا بهذا البيت، وأشعر بالفخر أن المدينة التعليمية التي أعمل بها كموظفة من بداية مسيرتي المهنية تحافظ على هذا الإرث، وفخورة باهتمام القيادة الرشيدة بهذا الإرث، والاهتمام والحفاظ على هذا البيت.
وأضافت: بناء البيت جميل جداً، كان لجدي وأبنائه، وأرى صوراً للبيت، التي تحوي الكثير من الذكريات.
وأعربت عن فخرها أن يتم المحافظة على المنزل بهذه الطريقة، وأن يكون وسط مباني جميلة وحديثة، حتى وإن كانت بعيدة عن التراث، فهذا البيت يذكر الجميع بالتراث القطري، وأن البناء يذكر الجميع بالبساطة وألفة العائلة.
من جهته، قال راشد الخاطر: «ولدتُ في هذا البيت وعشتُ فيه طفولتي ولي ذكريات جميلة فيه، أشعر بغاية السعادة اليوم وأنا أرى هذا الجهد الذي تقوم به مؤسسة قطر للحفاظ على هذا البيت الذي تطور على مر السنين ليصبح تحفة معمارية تشهد على تاريخ قطر».
بدورها، قالت عائشة بنت محمد بن فهد الخاطر: «من الرائع أن يمتزج الماضي بالحاضر في موقع واحدٍ هنا في المدينة التعليمية، وأنا سعيدة جدًا وممتنة لجهود مؤسسة قطر واهتمامها بالمحافظة على التراث القطري القديم، وكل الشكر للجهات المعنية بالمحافظة على بيت العائلة».