أكد ساكسو بنك، أن المعادن الثمينة والطاقة شهدت ردود أفعال قوية، وباتجاهين متعاكسين، بعد الخبر الذي أعلنت عنه شركة الأدوية الأميركية "فايزر"، وشركة بايو إن تيك الألمانية للتكنولوجيا الحيوية في وقت سابق أمس، حول التوصّل للقاح فعّال بنسبة 90 % في الوقاية من "كوفيد-19"، مشيراً إلى أنه يوم عظيم للعلم والإنسانية.
من شأن هذه الأخبار أن تضع النفط أخيراً على مسار أكثر استدامة، ولكننا نعتقد بأن السوق ستكافح للتفوق على أعلى مستوى حققته في سبتمبر عند 46.50 دولار للبرميل، قبل أن يعود الطلب للانتعاش، ويمكن أن تزيد هذه الأخبار من صعوبة توصّل "أوبك بلس" لاتفاق بشأن تأجيل زيادة الإنتاج المرتقبة في يناير، وقد خفّضت صناديق التحوّط من رهاناتها بارتفاع أسعار النفط قبيل انتخابات الرئاسة الأميركية، ولم تكن مستعدّة لمثل هذه الأخبار اليوم، لا سيما بعد ارتفاع أعداد الإصابات بمرض "كوفيد-19"، ما سبّب ردة الفعل القوية عبر مراكز البيع على المكشوف، وتوجّه نحو الشراء بزخم جديد.
وفي إجابتي لأحد الصحفيين في وقت سابق حول الانخفاض الحادّ لأسعار الذهب والفضة، قلت إن اللقاح قد يقتل الفيروس، ولكنه لن يزيل جبل الديون التي تراكمت خلال الشهور الستة الماضية. ونعني بذلك أن إعلان التوصل للقاح لا يستدعي -باعتقادنا- اختفاء الأسباب الرئيسية الموجبة للاحتفاظ بالذهب، وبوجود سياسة نقدية فائقة التساهل حول العالم -باستثناء الصين- يمكننا توقّع زيادة مخاطر حدوث أخطاء في صياغة السياسات النقدية، وقد ينجم عن ذلك عودة التضخّم، ما يدعم الطلب على الحماية.
وبحسب اعتقادنا، لم تنتهِ مسيرة ارتفاع أسعار الذهب بعد، ناهيك عن الفضة، جراء تلك الأخبار. ولكنها قد تدفع المشترين المحتملين نحو الوقوف على الحياد، لترقّب أي ارتداد في الأسعار، ويتمثل المستوى الرئيسي الأول للدعم في التصحيح بنسبة 38.2 % عن الارتفاع بين شهري مارس وأغسطس، وإضافة لذلك، يمكننا وصف ما نشهده حالياً بأنه تصحيح ضعيف في سوق صاعد.