خليفة السيد: الثروة الحيوانية بحاجة لأطباء من عيالنا لتنميتها
عبدالله المالكي: لا يوجد أطباء قطريون يمارسون المهنة ميدانياً
حمد القريصي: «قرار البدل» حافز لتشجيع الشباب على دخول الاختصاص
فواز المهندي: عزوف الشباب عن هذه المهنة على الرغم من توفر الشواغر
ثمّن مربو الحلال وأصحاب العزب قرار مجلس الوزراء رقم 8 لسنة 2023 بمنح بدل تخصص للأطباء البيطريين القطريين العاملين بوزارة البلدية، وقالوا لـ «العرب» إن القرار يعد حافزاً هاماً لتشجيع المواطنين للتوجه إلى هذا الاختصاص، لاسيما وانه من المجالات التي تشهد عزوفاً من قبل الطلبة القطريين على الرغم من توفر الشواغر في الوظائف الحكومية.
وأشاروا إلى غياب شبه تام للكادر الوطني في هذه المهنة ميدانيا، لا سيما في العيادات او في الزيارات الميدانية لمجمعات العزب، ونوهوا بأن الأطباء البيطريين القطريين سيكونون افضل من غيرهم كونهم على دراية أكبر بشؤون الحلال وعلى دراية ايضاً في الطب البديل البيطري، والذي يعتمد على مدى إلمام المرء بتربية الحلال واهتمامات المجتمع ويكتسب بالخبرة ويعزز بالاختصاص بهذا المجال.
ولفتوا إلى أن الطب البيطري يأتي ضمن قائمة التخصصات في برنامج الابتعاث الحكومي الأكاديمي 2023-2024 وفقاً لخطة ديوان الخدمة المدنية.
خطوة إيجابية
في البداية قال السيد خليفة السيد صاحب عزبة، إن تحفيز الكوادر الوطنية للاتجاه لهذا الاختصاص خطوة إيجابية نحو تنمية الثروة الحيوانية، حيث إن الطب البيطري يشهد نقصاً حاداً بالكوادر الوطنية على الرغم من توفر الشواغر الحوافز في هذا المجال حسب اعتقادي.
وأضاف أن هناك حاجة ايضاً إلى ادخال الاختصاص في الجامعات المتواجدة داخل البلاد، وتحفيز الطلبة للاتجاه للاختصاصات النادرة والنوعية التي يعد الطب البيطري احدها، ونوه إلى غياب شبه تام للكوادر الوطنية ميدانياً في هذا الاختصاص، موضحاً انه طيلة فترة تربيته للحلال في العزب لم يصادف يوماً أن كان الطبيب الذي يقدم الرعاية البيطرية للحلال من اهل البلاد، حيث إن الطب البيطري يعد من المهن التي يهجرها المواطن ويتجنب الاختصاص بها لأسباب عديدة ربما الخجل الاجتماعي احدها.
وفي ختام حديثه بيّن السيد الحاجة إلى برامج اعداد مدرسية تشرح طبيعة المهن واهميتها لسوق العمل وتأثيرها على الاقتصاد ونهضة البلاد، حيث ان شرح المهن ودورها في نهضة البلدان يوسع الالمام ليدرك الأبناء أهمية كل مهنة وكيف يخدمون وطنهم من خلالها، لا سيما المهن ذات النادرة والتي تشهد عزوفا من المواطنين.
معرفة مسبقة بالحلال
من جانبه ثمّن السيد حمد القريصي -صاحب عزبة- قرار مجلس الوزراء، وأوضح أن الكوادر الوطنية في هذا المجال على دراية والمام اكثر من غيرها برعاية الحلال، وذلك لمعرفتهم المسبقة عن تربية الحلال ومعالجتها بالطب البديل وغيره من المهارات التي يكتسبها المرء من خلال تربيته للحلال لفترات طويلة من الزمن، وهي المهارات التي تكتسب بالخبرة، فإن اضيف إليها الدراسة والاختصاص في هذا المجال اصبح الطبيب البيطري القطري على دراية اكثر من غيره في التعامل مع الحالات او تحديد احتياجات الرعاية البيطرية للثروة الحيوانية في البلاد والتي تعد احدى الثروات الهامة في البلاد لاستراتيجية الامن الغذائي. وقال القريصي إن قرار مجلس الوزراء يعكس اهتمام الدولة في تنمية هذا القطاع والنهوض به، واهتمامها ايضاً بالاختصاصات النادرة وتوطينها، حيث إن العزب تحتاج إلى عيادات بيطرية وكوادر وطنية تقوم بتنظيم زيارات واعداد برامج رعاية بيطرية على المدى الطويل بهدف تنمية الثروة الحيوانية التي تزايدت بفضل الله ثم اهتمام الدولة ودعمها في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى ضرورة أن تترافق مع هذه الحوافز شواغر في الحكومة، بالإضافة إلى دعم مشاريع القطاع الخاص الوطنية في هذا المجال، بالإضافة إلى الحاجة لتوجيه الكوادر القطرية بحسب رؤية الدولة الاستراتيجية إلى المهن التي تحتاجها الجهات ومن بينها الطب البيطري، وتقديم المحفزات لتشجيع الشباب القطري على التوظيف في المجالات.
مهنة نادرة
بدوره قال السيد فواز المهندي -صاحب عزبة- الطب البيطري من المهن النادرة في البلاد والتي تشهد غيابا للكوادر الوطنية على الرغم من توفر الشواغر واحتياج الحكومة لمثل هذه الاختصاصات لا سيما في وزارة البلدية والبيئة.
وأضاف أن الحكومة توفر رعاية بيطرية عالية المستوى للثروة الحيوانية في البلاد ومع هذا القرار الذي يعد حافزاً للكوادر الوطنية يكتمل برنامج الرعاية البيطرية بعد توجه الكوادر الوطنية ودخولهم في هذا الاختصاص كونهم من أبناء البلاد وعلى دراية اكثر من غيرهم بأمراض الثروة الحيوانية والطرق العلاجية وغيرها.
وأشار إلى ان قرار مجلس الوزراء يعد حافزاً كبيراً امام الأطباء البيطريين القطريين، بالإضافة إلى الحوافز الأخرى المنصوص إليها بالقرارات والقوانين الأخرى والتي تشجع المواطن على دخول مجال الاختصاصات النادرة والعمل ميدانياً بها.
عيادات بيطرية بكوادر وطنية
من جهته اتفق السيد عبدالله المالكي مع سابقيه وأضاف: اعمل في مجال تربية الحلال منذ فترة طويلة جداً، ولم يصادف يوماً أن كان الطبيب الذي يقدم خدمة الرعاية البيطرية من اهل البلاد، وأشار إلى حاجة مجمعات العزب إلى عيادات بيطرية بكوادر وطنية تطبق رؤية الدولة لتنمية هذا القطاع كونه احد مكونات استراتيجية الامن الغذائي في البلاد.
4 آلاف ريال «بدل تخصص»
يعد الطب البيطري من المهن النوعية النادرة التي يجد بها المواطن شاغراً في الجهات الحكومية في كل أوقات السنة، وذلك لأنها من المهن التي تشهد عزوفاً من قبل الشباب القطريين. على الرغم من الحوافز المتاحة في هذا المجال ومنها بدل تخصص حيث ينص قرار مجلس الوزراء على منح الأطباء البيطريين القطريين العاملين بوزارة البلدية بدلاً شهرياً بمسمى بدل تخصص مقداره 4 آلاف ريال شهرياً، بالإضافة إلى بدل طبيعة العمل المقرر لهم بقرار مجلس الوزراء العادي رقم 12 لعام 2010 المشار إليه وبذات الضوابط الواردة به. حيث يشير القرار إلى أنه تمنح نسبة 25% بدل طبيعة عمل لشاغلي وظائف المجموعات النوعية بالمجموعة العامة للوظائف التخصصية باستثناء المجموعات النوعية لوظائف «الهندسة - الطب البيطري - العلوم والمختبرات والتقييس - القانون - الحاسب الآلي - تأمين وسلامة الطيران - الاقتصاد والاستثمار» حيث يمنح شاغلو وظائف هذه المجموعات بدل طبيعة عمل بنسبة 35%.
وينظم مزاولة هذه المهنة القانون رقم 8 لسنة 1995، حيث تنص المادة 1 على أنه يعتبر مزاولاً مهنة الطب البيطري، كل من باشر على حيوان -سواء بنفسه أو تحت إشرافه- أحد الأمور التالية: الفحص أو التشخيص، أو تقدير سير المرض وصرف أو وصف أو إعطاء أدوية. ومباشرة أي عمل طبي أو جراحي. وأخذ عينة من جسم حيوان بهدف إجراء فحوص للتشخيص الطبي. وإعطاء شهادة أو تقرير طبي يتعلق بالحالة الصحية للحيوان.
وإجراء الفحوص الطبية الشرعية، أو إجراء الصفة التشريحية لجثث الحيوانات، أو إعطاء أية تقارير طبية بهذا الشأن. ويحظر القانون مزاولة مهنة الطب البيطري دون الحصول على ترخيص بذلك من الوزارة المختصة.
ويشترط في طالب الترخيص أن يكون حاصلاً على درجة البكالوريوس في الطب البيطري وجراحة الحيوان، أو ما يعادلها من إحدى الكليات أو المعاهد المعترف بها.