افتقار مؤسساتنا التعليمية للإسعافات الأولية ينذر بكارثة

alarab
تحقيقات 11 يناير 2017 , 01:22ص
محمد الفكي
انتقد مواطنون غياب ثقافة الإسعافات الأولية وسط معظم الشرائح بالمجتمع، مشيرين إلى أهمية العلم والعمل بها، كما طالبوا بتدريسها بطريقة مبسطة في المدارس والجامعات حتى يكون لدى المجتمع خبرة في التعامل مع الحالات الطارئة من إصابات أو كسور أو أي مشكلات صحية مفاجئة، لافتين في حديثهم مع «العرب» إلى أن الإلمام بمعلومات بسيطة يمكن أن ينقذ حياة إنسان من الموت في وقت شديد الصعوبة، كما تساهم في تعزيز إجراءات الصحة والسلامة بالمجتمع، وأجمعوا في الوقت نفسه على كفاءة نظام الإسعاف في قطر لكنهم أكدوا في الوقت نفسه أن هنالك إصابات لا تنتظر الإسعاف مهما كان سريعا وضربوا مثلا بالإغماء المفاجئ، وحالات ابتلاع اللسان أثناء تأدية التمارين الرياضية الشاقة، بالإضافة إلى نوبات القلب التي تتطلب سرعة في التعامل معها، وأشاروا إلى أن حوادث المرور من ضمن الأشياء المفاجئة التي لا يجيد العدد الأكبر من الناس التعامل معها؛ إذ تتطلب هذه الحوادث إلماما بالحد الأدنى من المعرفة ومتى يكون تدخل الإنسان القريب مفيدا ومتى يجب عليه انتظار المختص؟

الخاطر: تأخر الإنقاذ قد ينهي حياة إنسان في لحظة
أوضح سلطان عبدالعزيز الخاطر أن المعرفة بالإسعافات الأولية لا تزال غائبة وسط عدد كبير من الناس، مشيراً إلى أنه لم يتلق أي دورة في الإسعافات الأولية، سواء في المدرسة أو خارجها، لافتاً إلى أن الحصول عليها يكون وفقاً لاجتهادات المؤسسات التي ترغب في طرحها لمنسوبيها، وأكد الخاطر أنه لم يصادف حادثاً يتطلب إسعافات أولية ومع ذلك يدرك أهميتها وفق ما يسمعه من زملائه الذين تعرضوا لمثل هذه المواقف.
وقال الخاطر: «إن بعض إصابات الملاعب تمهل المصاب فترة أقل من دقيقة مثل «بلع اللسان» الذي يعوق التنفس، مشيراً إلى أن عدم الإلمام بكيفية التعامل مع مثل هذه الأحداث يؤدي لوفاة المصاب مباشرة.. وأكد أن توفير التدريب في المؤسسات التعليمية والشبابية من شأنه المساهمة في إنقاذ عدد من الناس.

العتيبي: ضرورة التعامل مع الطوارئ بطريقة علمية
قال راشد العتيبي: إن المعرفة بطرق الإسعافات الأولية تغيب عن قطاع كبير من المواطنين رغم أهميتها، مشيراً إلى عدم معرفته على المستوى الشخصي بالخطوات الواجب اتباعها عند حدوث أي عارض صحي، ولفت إلى أن مجموعة كبيرة من الشباب يتواجدون على الشواطئ في عطلاتهم، أو في مناطق بعيدة نسبيا من الإسعاف ويتعرضون لطارئ صحي يتطلب وصول الإسعاف، وأكد العتيبي أن توفر خدمة الإسعاف وسرعة وصولها لدقائق فاصلة يمكن أن تغير النتيجة وتنقذ حياة الإنسان خلال تقديم الإسعافات المطلوبة.
وقال العتيبي: إن الحادث أو العارض الصحي الطارئ يمكن أن يحدث للإنسان داخل منزله وبين أهل بيته وفي هذه الحالة يكون التصرف أصعب نتيجة تعرض الإنسان لضغط نفسي عند إصابة شخص مقرب مثل الابن، وقال: «إذا كان الإنسان مدربا بصورة جيدة يستطيع تلافي عدد من المخاطر، وطالب العتيبي بتدريب الطلاب والشباب في المدارس والجامعات والمراكز على الإسعافات الأولية حتى يكونوا مستعدين لمواجهة أي طارئ في أي مكان.

الكنعاني: مفيدة جداً لمصابي الحوادث
ذكر محسن الكنعاني أنه حصل على دورة في الإسعافات الأولية في المدرسة، مشيراً إلى أنها كانت مفيدة جدّا رغم قصر فترتها، وقال: إن الذي قدمها للطلاب حرص على أن تكون مبسطة ومباشرة، إلا أن المشكلة بحسب الكنعاني تكمن في حالة عدم استخدام ما يتعلمه المتدرب لفترة طويلة يؤدي لنسيانه، وأكد أن تجربة وجود دورات للإسعافات الأولية في المدارس مفيدة جدّا، ولاسيما أن الطلاب صغار السن لديهم قابلية عالية للتعلم وشغف بالمعرفة، وأشار إلى أن الطالب منذ السنوات الأولى في المدرسة يمكن أن يتعلم بعض الإسعافات البسيطة.
وأشار الكنعاني أن معرفة أفراد الأسرة بالإسعافات الأولية مهم جدّا وقد ينقذ الحاصل على تدريب جيد ابنه من خطر محدق به، مشيراً لضرورة إعطاء مساحات أكبر في التدريب للإصابات الناجمة عن الحوادث خاصة التي تحدث للأطفال لأنهم أكثر عرضة للطوارئ الصحية التي تتطلب تدخلاً عاجلاً.