شهدت مطاعم سوق واقف حركة انتعاش لافتة خلال أيام عيد الاضحى المبارك، حيث توافد الزوار من داخل البلاد وخارجها للاستمتاع بالأجواء التراثية والضيافة القطرية الأصيلة، وتحولت أروقة السوق إلى ملتقى للثقافات والنكهات، وسط أجواء احتفالية تنبض بالحياة، ما يعكس انتعاش القطاع السياحي والاقتصادي في البلاد.
وأكد مديرو مطاعم ومقاهٍ بسوق واقف لـ «العرب» ارتفاع نسبة التشغيل خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، مشيرين إلى أن الإقبال تضاعف مقارنة بالفترة السابقة بفضل الزوار من الأشقاء الخليجيين الذين انعشوا القطاع مؤخرا. وشددوا على السعي لتقديم الضيافة القطرية الأصيلة والكرم العربي لكل زوار السوق مع زيادة الزوار من دول مجلس التعاون.
وقالوا إن الإقبال الكبير شجعهم على تمديد ساعات العمل والاستعانة بعمالة إضافية لمواكبة التدفق الملحوظ من الزوار، لضمان تقديم خدمة ضيافة على الوجه الأمثل لضيوف قطر وأضافوا إن إجازة عيد الأضحى شكلت فرصة مميزة للعاملين بالضيافة والمطاعم في الدولة لإظهار جودة الخدمات المقدمة للسكان والزوار.
تسهيلات من إدارة السوق
كما أشاد هؤلاء بالدور المهم لإدارة سوق واقف والدعم الكبير الذي توفره للمطاعم والمقاهي من خلال السعي لإزالة أي عقبات قد تواجههم على الفور، إلى جانب توفير السبل التي تسهل عليهم إدخال البضائع والمستلزمات المختلفة، وكذلك منحهم الأريحية في تحديد ساعات العمل المناسبة دون أي قيود بالاتفاق مع إدارة السوق.
وعن توفر السلع الاساسية أكدوا توافر المواد الغذائية والسلع بالسوق المحلي، حيث لم يواجههم أي نقص أو عجز في المستلزمات الأساسية كاللحوم والزيوت والدقيق والخضراوات التي تحظى بوفرة وتنوع، ولفتوا إلى أن أسعار المواد الخام الاساسية والتي تستخدمها المطاعم متوفرة وتتنوع من مصادر مختلفة.
إقبال كبير
وقال أبو حسن مدير مطعم بندر عدن بسوق واقف إن هناك زيادة ملحوظة في نسبة الإقبال على المطاعم خلال هذه الفترة تخطت المعدلات اليومية بنحو 70 %، كما أنها أفضل من نفس الفترات من الأعوام الماضية، حيث يتواجد عدد كبير من الزبائن بشكل يومي في قوائم الانتظار لحين الحصول على طاولة، بقصد الاستمتاع بالأجواء والجلسات التي تمتاز بها مطاعم السوق التراثي.
وأضاف أبو حسن: إن الفترات المسائية تشهد إقبالاً أكثر من نظيرتها الصباحية، إذ تتجاوز نسبة 100 %، وذلك بسبب حرص المواطنين والمقيمين والزوار على التواجد في سوق واقف باعتباره بقلب الأحداث والفعاليات المرتبطة بالعيد، وهو ما يستدعي تمديد ساعات العمل أحيانا.
وعن الاستعدادات والتجهيزات الخاصة التي قام بها المطعم لاستقبال عيد الأضحى المبارك، قال إن إدارة المطعم قامت بالاستعداد مبكرا للعيد من خلال تجهيز كل السلع التي نحتاجها في عملنا اليومي من لحوم وأرز ودقيق وزيوت وغيرها قبل فترة كافية من هذه المناسبة المهمة.
وحول الجنسيات التي تتردد على المطعم خلال هذه الفترة، قال إن الزوار من دول الخليج والسعوديين خصوصا الأكثر ترددا على المطعم، بالإضافة إلى الأخوة من الكويت والإمارات والبحرين وسلطنة عمان الذين يفضلون تناول الأصناف المميزة كالزربيان والمكبوس والمندي وغيرها من الأكلات اليمنية والخليجية الشهيرة، ويعود ذلك لما يحظى به المطعم من سمعة طيبة لدى الضيوف، خاصة من الأشقاء الخليجيين.
الوجهة المفضلة للزوار
بدوره قال حاتم الحاج عمار مدير مطعم وكافيه ليالي القاهرة إن المطعم يعتمد على إثراء تجربة الزبائن بتقديم المأكولات بأنواعها المختلفة، إلى جانب المشروبات الساخنة والباردة نظرا لتميزه بجلسة خارجية في الهواء الطلق وتوافر الشيشة ما جعله قبلة الزوار وضيوف قطر في العيد، حيث يشهد إقبالا كبيرا منذ الصباح وحتى نهاية ساعات الليل.
وأضاف إن نسبة التشغيل تجاوزت 50 زيادة عن الأيام العادية، بالنظر إلى نفس الفترة من العام الماضي باعتبار سوق واقف الوجهة المفضلة للمواطنين والمقيمين والزوار، ولكن مع قدوم الأشقاء من دول الخليج شهدنا ما لم نكن نتوقعه ما اضطرنا للعمل حتى الثانية والنصف صباحا لمواجهة الإقبال الكبير وتقديم خدماتنا للزبائن على الوجه الأمثل.
ولفت حاتم إلى أن الموقع المميز للمطعم في منتصف السوق التراثي إلى جانب الأسعار المناسبة جعلاه وجهة مفضلة لجميع الجنسيات من كل الفئات والأعمار، حيث يتردد على المقهى المواطنون والمقيمون والجنسيات العربية الذين يسعون للاستمتاع بأجواء عيد الأضحى في الجلسات الخارجية مع نغمات الموسيقى والشيشة.
ورجح الحاج عمار أن يستمر الإقبال بنفس المعدلات إلى نهاية الصيف لتفضيل السكان المحليين والزوار للمطاعم والمقاهي المنتشرة في سوق واقف، مشيرا إلى ثبات الأسعار خلال العيد كما هي دون تغيير، حيث لم تتغير قائمة أسعار الطعام والمشروبات، كما أكد عدم مواجهة صعوبة أو أية عراقيل في تدبير المواد الخام ومستلزمات المطعم من المواد الاستهلاكية المختلفة.
أصناف تلبي جميع الأذواق
من جانبه أكد محمد عناب من «حلويات العكر» أن الإقبال تجاوز التوقعات بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي خاصة مع درجات الحرارة المناسبة رغم موسم الصيف، مع توافد الكثير من الزوار والضيوف على دولة قطر وسوق واقف والمطاعم والمقاهي المنتشرة فيه خصوصا.
وقال عناب: إنه من اللافت أن الفترة الراهنة التي تشهد إقبالاً ممتازاً على المطاعم والمحال بالسوق قد فاقت نفس الفترة من العام الماضي بمقدار الضعف تقريبا، نظرا لتوافد الكثير من الزوار والسياح والأشقاء من دول الخليج، متوقعاً أن يتواصل الإقبال حتى نهاية الشهر الحالي لاحتمال بقاء البعض لقضاء إجازة الصيف بالدوحة، كما أن هناك توافدا كبيرا من المواطنين والمقيمين على السوق التراثي أيضا.
وتابع عناب أن حلويات العكر يعتمد على قائمة مميزة من الحلوى الشامية لتميزها وتنوع محتوياتها وأصنافها التي تلبي جميع الأذواق وتحظى بإقبال كبير من الزبائن، خاصة الزوار الذين يفضلون الكنافة النابلسية والبقلاوة والكلاج والعوامة وأصابع زينب وغيرها من الأصناف.
وحول الأسعار هل شهدت أي تغيير خلال عيد الأضحى، قال: «أسعارنا هنا في سوق واقف كما هي ولم يتم إجراء أي تعديل أو تغيير عليها».
الأكلات الشعبية.. مذاق العيد الحقيقي
وفي السياق أيضا شهدت مطاعم الأكلات الشعبيّة إقبالًا كبيرًا وانتعاشًا خلال عيد الأضحى بسوق واقف، وأكد عدد من الزوار حرصهم على تناول الأكلات الشعبية القطرية خلال هذه الأجواء، ويعتبر خبز الرقاق واللقيمات الأكثر طلبا، بالإضافة لأطباق الهريس والمضروبة المميزة، حيث يتزاحم الزوار، خصوصًا أبناء مجلس التعاون، على الأكلات الشعبية للتمتع بمذاقها الخاص، لاسيما أن أسعارها مناسبة للجميع.
كما يستمتع الزوّار خلال تناولهم الوجبات بمشاهدة أجواء العيد في أرجاء السوق التراثي التي يشهد زخما كبيرا باعتباره المقصد الرئيسي للمواطنين والمقيمين والزوار.
كذلك تجذب المأكولات والأطعمة الشعبية القطرية التي تشرف عليها الأسر المنتجة وسيدات مُتخصصات في الأطعمة الشعبية مرتادو سوق واقف من مُختلف الأعمار والفئات، حيث يُقبل الكثيرون على شراء الأكلات الشعبية المميزة كـ «المضروبة» و«المرقوق» و«البلاليط» و«الملفوف» و«اللقيمات» وغيرها من الأكلات التي حافظت على نكهتها وجاذبيّتها وزبائنها أيضا.
سوق واقف.. قلب العيد وروح التراث
جدير بالذكر أن سوق واقف يتميز بطابعه العمراني التراثي الذي يحافظ على خصوصيات العمارة القطرية التقليدية سواء في المحلات التجارية، أو تنظيم الشوارع وطريقة رصفها، وألوان جدرانها، ويعتبر السوق واحداً من أكثر الأماكن حيوية في الدوحة، ويشتهر ببيع المشغولات التراثية والذهب والمطاعم التي تقدم الطعام القطري التقليدي ومختلف المأكولات الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية أيضا.