الدوحة تستضيف المؤتمر الدولي الرابع للقرش الحوت
محليات
10 مايو 2016 , 02:25م
الدوحة - قنا
تبدأ بالدوحة في السادس عشر من شهر مايو الجاري، فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للقرش الحوت، الذي تستضيفه وزارة البلدية والبيئة على مدى ثلاثة أيام بالتعاون مع مركز شركة ميرسك قطر للبترول للأبحاث والتكنولوجيا وبالشراكة مع مشروع دراسة القرش الحوت في قطر .
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الحفاظ على القرش الحوت وإتاحة الفرصة أمام الباحثين المشاركين فيه من مختلف أنحاء العالم لتبادل تجاربهم وخبراتهم البحثية لمواكبة أولويات الحفاظ على هذه الأسماك وفهم سلوكها بشكل أفضل .
وقال السيد محمد الجيداه، رئيس مشروع دراسة قرش الحوت في قطر إنها المرة الأولى التي يعقد فيها هذا الحدث خارج الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن المشروع قد حقق نتائج مذهلة خلال السنوات الست الماضية من خلال جهود دؤوبة قام بها فريق من الباحثين والخبراء .
وأوضح الجيداه في مؤتمر صحفي اليوم أن الدراسة توصلت لنتائج بالغة الأهمية لتوثيق وفرة التنوع البيولوجي للمخلوقات البحرية في المياه القطرية ولا سيما تلك التي توجد في المنطقة المجاورة لحقل الشاهين، وكذلك حمايتها والحفاظ عليها، ليس في حقل الشاهين فحسب، وإنما على مستوى العالم أيضاً.
ونوه بأنه تم نشر هذه النتائج في المجلات العلمية الدولية ، بجانب إطلاق فيلم وثائقي للقرش الحوت لأول مرة في قطر من قبل مايكل بيتس الحائز على جائزة "إيمي" في التصوير الوثائقي تحت الماء، حيث قام بتصوير التجمعات الهائلة لأسماك القرش الحوت (النهم) ، التي تم اكتشافها قبالة سواحل قطر، وتعتبر من أكبر الأسماك في العالم.
من ناحيته، قال السيد محمد سعيد الشقيري المهندي، مدير إدارة الثروة السمكية بوزارة البلدية والبيئة إن دولة قطر حريصة على تحقيق التنمية المستدامة للموارد البحرية والساحلية والتنوع البيولوجي، وتسعى بصفة خاصة إلى تطوير قطاع الثروات المائية الحية وتنميتها وحسن استغلالها بالطرق الرشيدة لضمان بقائها للأجيال القادمة، واتخاذ كافة التدابير التي من شأنها حماية البيئة البحرية بكل تنوعها الحيوي، ومن ضمنها أسماك القرش الحوت والعمل على توطينها وتكاثرها في المياه القطرية.
وبين المهندي في المؤتمر الصحفي، أن إدارة الثروة السمكية شاركت في إجراء دراسة حول أسماك القرش في المياه الإقليمية لدولة قطر، من خلال فريق علمي متخصص من جمعية حماية أسماك القرش البريطانية، منوها بأن الدراسة سجلت تواجد أسماك القرش السياف في المياه الإقليمية لدولة قطر، والتي قال إنها من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض.
وأشار إلى أن الوزارة قد أصدرت قرارا وزاريا بمنع صيد هذا النوع من أسماك القرش للمساهمة في حمايته من الانقراض، بينما ساهمت الإدارة في البرامج الوطنية لحماية الأحياء البحرية مثل برنامج حماية السواحل التي تتكاثر فيها السلاحف البحرية والعمل على إصدار تشريعات لمنع جمع بيوض السلاحف وكذلك بيوض الطيور البحرية بهدف حماية هذه الأحياء البحرية ودعم التنوع البيولوجي .
أما السيد جاسم الخوري من مركز ميرسك للبترول للأبحاث فأعرب عن سعادته باستضافة هذا الحدث العالمي في الدوحة بمشاركة عدد من أفضل البيولوجيين والباحثين والعلماء والمسؤولين الحكوميين من جميع أنحاء العالم في مجال الحفاظ على أسماك القرش الحوت وحمايتها.
وأضاف أن الشركة تدرك انطلاقا من التزامها الطويل بتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 ، أهمية حماية البيئة الطبيعية في الدولة وخصوصا التنوع البيولوجي الغني لبيئتها البحرية .
وتشمل فعاليات المؤتمر الذي من المنتظر أن يستقطب حوالي 100 مشارك بينهم 75 عالما من 28 بلد ، ورش عمل يقدم خلالها المشاركون ملخصات وعروضا توضيحية تهدف إلى تبادل المعارف واستكشاف التدابير التي تسهم في حماية أسماك القرش الحوت للأجيال القادمة.
وستناقش جلسات المؤتمر 6 محاور هي نمو وتكاثر وسلوك هذا النوع من الأسماك بالإضافة إلى علم البيئة والفيزيولوجيا وعلم الوراثة وسياحة الحياة البحرية والمخاطر والإدارة.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة البلدية والبيئة وشركة "ميرسك قطر للبترول"، أطلقتا من قبل المشروع البحثي " القرش الحوت - قطر" لاستكشاف حياة هذه الأسماك في المياه القطرية . وتشهد أشهر الصيف (بين شهري أبريل وسبتمبر) تجمع ما يزيد على 100 سمكة من هذا النوع في حقل الشاهين البحري يوميا في واحدة من أروع الظواهر الطبيعية في العالم.
وجمع الباحثون في المشروع البحثي "القرش الحوت - قطر" معلومات وافية حول سلوك أسماك القرش الحوت وشكل تجمعاتها ونظامها الغذائي، وأشاروا إلى أن هذه الأسماك، التي تعد الأكبر في العالم، تنجذب إلى المياه القطرية بفضل وجود العوالق البحرية (بيض سمك التونة) التي تعتبر مصدر غذائها . كما يعزى تواجدها في هذه المياه إلى الشعب المرجانية الاصطناعية تحت منصات شركة "ميرسك قطر للبترول" في حقل الشاهين البحري.
وقد رصد المشروع البحثي " القرش الحوت- قطر" منذ انطلاقه ، ما يزيد على 400 سمكة (يعود الكثير منها إلى حقل الشاهين كل عام).
س.س