«استاد» تدير مشاريع بـ 100 مليار ريال
اقتصاد
10 مايو 2016 , 12:01ص
نور الحملي
قدر الشيخ سعود خليفة آل ثاني، مدير الاستدامة في شركة أستاد لإدارة المشاريع، نسبة المشاريع التي تديرها الشركة في قطر بنحو %30 من إجمالي المشاريع الضخمة في البلاد، مشيراً إلى أن %90 منها تراعي معايير الاستدامة.
وقال الشيخ سعود، في حوار مع «العرب»: إن الشركة تتعدى مجال عملها في إدارة المشاريع إلى مراقبة جودتها وحرصها على أن تكون مستدامة وفعالة، مما يسمح لمستخدميها بالاستفادة منها بشكل كامل وصحيح، بما يساهم في نمو المجتمع وفقاً للرؤية الوطنية 2030.
وأكد أن دور الشركة لا ينتهي عند هذا الحد، إذ تحرص «أستاد» على أن تكون كل المشاريع التي تعمل عليها محافظة على البيئة من خلال أرقى المعايير والتقييمات الدولية المعتمدة، مثل تقييم GSAS وLEED، اللذين حازت عليهما العديد من مشاريع الشركة، مثل متحف قطر الوطني، أحد أكثر المشاريع تعقيداً في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وتدير «أستاد» حالياً ما يزيد على 100 مشروع داخل دولة قطر، تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 100 مليار ريال، وتوفر الشركة خدمات عالمية في إدارة المشاريع والبرامج، إدارة التصاميم، إدارة البناء، إدارة العقود والمخاطر والإدارة المالية.
وأشار مدير الاستدامة في إحدى أكبر شركات إدارة المشاريع في المنطقة، إلى أن «أستاد» صممت أول مبنى مستدام للمدينة التعليمية في العام 2002 مطابق لمواصفات LEED للاستدامة، كما أسهمت في بناء عدد من أكبر المشاريع الضخمة في قطر والمطابقة للمعايير القطرية والدولية للاستدامة، كما تطرق الشيخ سعود إلى أهمية المدن الذكية ودور الشركة في بناء المدينة التعليمية، التي تشتمل على عناصر المدينة الذكية، كل هذا في الحوار التالي
ما مدى اهتمام شركة «أستاد» بتطبيق معايير الاستدامة في مشاريعها؟
- في البداية، أود أن أعرب عن سعادتي بالمكانة المرموقة والريادية التي حققتها قطر على مستوى الشرق الأوسط في هذا المجال، والتي تعزى إلى مساندتها ودعمها الحثيث للبيئة... إن اهتمامنا بموضوع الاستدامة يجسد مستوى وعي المواطن القطري بأهمية أسلوب الحياة المتناغم مع البيئة، كما يسهم في تمكين قطر من ممارسة دور بارز على المستوى الإقليمي والعالمي. إن ثقافة الاستدامة في المشروعات أصبحت جزءا لا يتجزأ من أعمال الشركة مع المقاولين والمطورين، الذين أصبح لديهم معرفة تامة بأن الاستدامة ذات مردود استثماري مهم، كما أن المشروع المستدام يقلل من استهلاك الطاقة ويقلل من تكاليف الصيانة، فتبني النهج المستدام أمر بالغ الحيوية لأسباب عدة، أهمها تصديه للقضية العالمية المحورية المتمثلة في تغير المناخ، وهنا نجد أن لكل فرد منا دور مهم للإسهام في بناء مستقبل أفضل للجميع.
كم نسبة المشاريع التي تطبق معايير الاستدامة ضمن محفظة الشركة؟
- تقريباً %90 من المشاريع التي تديرها «أستاد» هي مشاريع تراعي معايير الاستدامة، سواء المحلية منها GSAS أو الدولية مثل LEED
ما أهم المشاريع في هذا الصدد؟
- حققت شركة أستاد لإدارة المشاريع العديد من الإنجازات التي توجت مسيرتها المرموقة وجهودها في إنجاح المشاريع العمرانية العملاقة في قطر، حيث صممت أول مبنى مستدام للمدينة التعليمية في 2002 مطابق لمواصفات الـLEED للاستدامة، وفي عام 2013 كان مشروع سكن الطلاب والطالبات في المدينة التعليمية الحاصل على المستوى البلاتيني في نظام الـLEED، يمثل أكبر تجمع للمباني التعليمية الحاصلة على هذا المستوى عالمياً لمالك واحد، وفي سنة 2014 حصل مشروع مركز البيانات «ميزة» على المستوى البلاتيني، الأعلى في معيار التقييم البيئي، متفوقا بذلك على توقعات المالك الذي طلب الحصول على المستوى الذهبي، وتم التوصل إلى هذا المستوى دون أي تأثير على مدة إنشاء المشروع أو تكلفته، ويرجع الفضل في هذا الإنجاز للمتابعة الدقيقة والصارمة لفريق مديري المشاريع في شركة أستاد واستشاريي المواد المختارة في إنشاء هذا المبنى.
ومن الإنجازات الأخرى لشركة «أستاد» مبنى متحف قطر الوطني، الذي لا يكتفي بجمال الشكل، بل يتعداه لجمال الروح والجوهر، وحرص المتحف على تجسيد معاني الاستدامة فيها، فكل قسم من أقسام المتحف استهدف تحقيق توعية الحضور من الجمهور عن عنصر من عناصر البيئة والاستدامة باستخدام وسائل تفاعلية.
وبجانب إنجازاتها في مجال الاعتماد البيئي العالمي LEED، نالت شركة أستاد لإدارة المشاريع جائزة «أفضل مبادرة للاستدامة لعام 2014» عن جهودها في تنفيذ مشروع شبكة الطاقة الشمسية الذكية في مؤسسة قطر، وذلك ضمن مشاركتها في مسابقة جوائز أسبوع الإنشاءات 2014.
ماذا عن مبادرات الشركة في مجال المدن الذكية؟
- نعمل في مجال المدن الذكية منذ إنشاء المدينة التعليمية، التي تشتمل على عناصر المدينة الذكية، سواء من خلال وسائل المواصلات، أو الشاشات التفاعلية وأجهزة إدارة المبنى التي توازن درجات الحرارة داخل المبنى طبقاً لدرجات الحرارة في الخارج، بالإضافة إلى «الاسكادا» وهي غرفة التحكم التي تطلع على جميع مباني المدينة، كذلك فإن هناك شبكة ذكية داخل المدينة تعتمد على الطاقة المتجددة، بحيث توازن بين استخدام الطاقة في مباني المدينة المختلفة، لدى المدينة التعليمية رؤية خاصة، وتنفذها بالفعل وهي الانتقال من الاقتصاد القائم على الكربون إلى الاقتصاد القائم على المعرفة.
المدن الذكية هي قفزة كبيرة وخطوة تطورية في التخطيط العمراني والبناء في قطر، فالمدن قد استندت على السيارات والمركبات في العقود الأخيرة، ولكن مع المدن الذكية، كل شيء سوف يركز على التكنولوجيا الذكية، فجوهر المدن الذكية هو تدفق وتبادل المعلومات. الاستدامة تعد جانبا كبيرا آخر من جوانب المدن الذكية، لأن المدن الذكية تجعل من الأسهل إدارة توزيع المياه والطاقة، في حين يتم خفض الهدر إلى الحدود الدنيا، وهنا نشير إلى إدارة المهملات وإعادة التدوير.
ما العائد على السكان من السكن داخل المدن الذكية؟
- سكان هذه المدن سوف يكونون قادرين على التواصل مباشرة مع الإدارة باستخدام الأجهزة الذكية مثل الهواتف الذكية، وهذا سوف يؤكد على أن سكان المدن هم جزء من القرار في إجراء العملية في تلك المدن، وسيتم معالجة هذه الشواغل والمشاكل وحلها، سيكون هذا مهماً لقطر، حيث تمتلك قطر المدن ذات الكثافة السكانية المنخفضة، مما يجعلها مرشحة كبيرة لسهولة الإدارة والتنفيذ للمدن الذكية.
فالمدن الذكية هي المستقبل وهناك خطة لزيادة الكفاءة وحل المشاكل المتزايدة التي تحيط بالمدن المتقدمة بشكل كبير مثل إهدار الطاقة، هذه ليست قضايا المدن العربية وحدها، بل هو في الواقع التحدي العالمي الذي يحتاج إلى معالجة. وبرؤية واضحة سيتم تحديد أكبر تحد يتعين مواجهته في الانتقال إلى المدن الذكية، وسيتم مواءمة معظم المدن التي تسعى لتكون من المدن الذكية بجوانب معينة من المدينة الذكية، ولإنجاز مدينة ذكية بشكل كامل، يجب أن تكون هناك رؤية واضحة لتوجيه عملية وضع كل إدارة وهيئات الإدارة معا بطريقة تعمل بكامل طاقتها، في شركة «أستاد» نحن متأكدون من أن القيادة الحكيمة لقطر، ورؤية قطر الوطنية 2030، سيكونان حجر الزاوية في خلق رؤية لتنفيذ تصاميم المدينة الذكية والتكنولوجيا في قطر.