د. علي عفيفي علي غازي يكتب لـ «العرب»: مكتبة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان نموذج للمكتبة المتخصصة

alarab
ثقافة وفنون 10 مارس 2022 , 12:25ص
الدوحة - العرب

ولد مبدأ الحوار بين أتباع الأديان السماوية في قطر مع انعقاد المؤتمر الدولي الأول لحوار الأديان في عام 2003؛ بتوجيهات من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتتوالى المؤتمرات، التي عُقدت في السنوات التالية بين أتباع الأديان السماوية. وفي مايو 2007 تمّ إشهار مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، وتشكيل مجلس إدارته من أساتذة أكاديميين ومتخصصين، يُمثلون الجهات التي تعمل في مجال الخدمات الإنسانية والتعليمية والبحثية، ومجلس استشاري من علماء الدين في الأديان السماوية؛ للمعاونة في التخطيط والتواصل مع المؤسسات المناظرة حول العالم، وتمّ افتتاح المركز رسميًا في مؤتمر الدوحة الدولي السادس لحوار الأديان في 14 مايو 2008، وفي يونيو 2010 صدر القرار الأميري رقم (20) لسنة 2010 بالإعلان الرسمي عن إنشاء المركز؛ ليكون مركز إشعاع عالمي من قطر؛ يهدف إلى تعميق المعرفة بالآخر.
يسعى مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان لإيجاد حوار بناء بين أتباع الديانات؛ لأجل فهم المبادئ والتعاليم الدينية، وتسخيرها لخدمة الإنسانية. انطلاقًا من الاحترام المتبادل، والاعتراف بالاختلافات، بالتعاون مع الأفراد والمؤسسات ذات الصلة، ويهدف إلى أن يكون نموذجًا رائدًا في تحقيق التعايش السلمي بين أتباع الأديان، وأن يصبح مرجعية في حوار الأديان، ومنتدى لتعزيز ثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر، وتفعيل القيم الدينية؛ لمعالجة القضايا والمشكلات التي تهم البشرية، وتوسيع مضمون الحوار؛ ليشمل الجوانب الحياتية المتفاعلة مع الدين، وتوسيع دائرة الحوار؛ لتشمل الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالعلاقة بين القيم الدينية والقضايا الحياتية، ودعم وتعزيز ثقافة الحوار بين الأديان والتعايش السلمي بين معتنقيها، وتفعيل القيم الدينية لمعالجة القضايا والمشكلات التي تهم البشرية.
يحتضن مبنى المركز مكتبة متخصصة كبيرة عامرة، متاحة للجميع، في إطار مبدأ القائمين عليها؛ لأجل توفير نتاج وخلاصة العقول المفكرة في حوار الأديان حول العالم، باقتناء وتنظيم وإتاحة المراجع العلمية، التي يحتاج إليها الباحثون، وحفظ وتنظيم وإتاحة إصدارات المركز، ودعم البحث العلمي، وتوفير مصادره في مجال حوار الأديان، وتقديم التسهيلات والخدمات التي تُساعد الباحثين على الاستفادة من المكتبة؛ كالاطلاع والقراءة والاستعارة والتصوير، وتوفير وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة؛ لخدمة الباحثين بتدشين موقع إلكتروني للمكتبة.
تسعى المكتبة لتوفير أوعية المعلومات المختلفة؛ سواء كانت مطبوعة أو غير مطبوعة، كالكتب والموسوعات، والمعاجم، والببليوجرافيات، والدوريات، وأعمال المؤتمرات، وتقارير الندوات، وورش العمل التي تتناول حوار الأديان، وتسعى لتوفير المواد السمعية والبصرية للمؤتمرات والندوات وورش العمل، التي يشرف عليها المركز والمراكز المناظرة، أو التي تُعقد بالتعاون بين المركز والجامعات، أو المراكز داخل وخارج قطر، وإتاحة أرشيف خاص بالمقالات والأخبار التي تتحدث عن المركز، وتغطي فعالياته.
تضم المكتبة أكثر من 6000 عنوان، بأربع لغات هي: العربية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية، وتهدف إلى توفير قاعدة من الكتب والمراجع في مجال الأديان وعلومها المختلفة، ودعم الباحثين في مجال الأديان، وتوفير إصدارات المركز للراغبين في الاطلاع عليها، وتوفير خدمات المكتبة من الإعارة والإحاطة الجارية، والتقنيات الحديثة، التي تضمن التواصل مع الباحثين عن بُعد، وتسعى المكتبة للتعاون مع الجامعات ذات صلة بتخصص الأديان، والمكتبات الإقليمية والعالمية؛ بهدف توفير خدماتها لأكبر عدد من الباحثين حول العالم، في إطار دورها المنشود في إثراء الساحة الثقافية بالعلوم الدينية وقيم الحوار، وإتاحة قاعدة تثقيفية متعددة اللغات في مجالات متصلة بالأديان وعلومها، إذ تضم عناوين متميزة في مجالات الحوار وتاريخ الأديان، وعلم نفس الدين، وعلم اجتماع الدين، ومقارنة الأديان.
تُقدم المكتبة الخدمات لروادها، كتنمية مصادر المعلومات بشكلٍ مستمر؛ من خلال لجنة متخصصة في اختيار الكتب والدوريات والوسائط الأخرى، وتضم أساتذة جامعيين وباحثين في حوار الأديان، وأخصائيي المعلومات، والمستفيدين والمترددين على المكتبة؛ بما يفتح الآفاق لاختيار أوعية معلومات تُثري المكتبة بصورة مستمرة، وإدخال بيانات الأوعية كالكتب والدوريات وغيرها على برنامج خاص بالمكتبة، كي يُستفاد منها في حفظ المعلومات، واسترجاع البيانات عبرالبحث باسم المؤلف، أو عنوان الكتاب، أو الموضوع، أو الكلمة الدالة.
وتقدم المكتبة خدمة تصوير صفحات من المراجع، التي لا يمكن استعارتها، وخدمة الإحاطة الجارية بإحاطة المستفيدين بالجديد من المقتنيات، عن طريق البريد الإلكتروني بالإنترنت، وخدمة البث الانتقائي، بتزويد الباحثين بصفة دورية بالمعلومات الداخلة في نطاق اهتماماتهم، وخدمة الإعارة، لأجل استخدامها داخل أو خارج المكتبة، وإتاحة قواعد البيانات المتخصصة.