وزير الخارجية: قمة الدوحة سعت لتلبية آمال شعوب دول المجلس

alarab
محليات 09 ديسمبر 2014 , 10:47م
الدوحة - قنا

أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية أن الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون التي اختتمت أعمالها الليلة بفندق شيراتون الدوحة، سعت لتلبية آمال شعوب دول المجلس في التضامن والتقدم والازدهار في شتى المجالات وأن تكون قراراتها في مستوى هذه الآمال والتطلعات.

وشدد سعادة الدكتور العطية، في بيان افتتاحي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في ختام أعمال القمة، على الاهتمام البالغ الذي يوليه القادة لتعزيز مسيرة العمل المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وترسيخ أسس التعاون القائمة في مختلف المجالات وتوطيد العلاقات الاخوية والارتقاء بها لآفاق أوسع بما يخدم المصالح المشتركة بين دولنا وتحقيق الرفاهية والازدهار لشعوبنا.

وأكد سعادته حرص قادة دول مجلس التعاون على حماية الأمن والاستقرار الداخلي لدول المجلس "الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من الامن الاقليمي والعالمي خاصة في ظل التحديات والمخاطر والتهديدات التي تحيط بمنطقة الشرق الأوسط نتيجة لما تشهده من تغيرات وتحولات متسارعة بما لا يدع مجالا للتغافل عن كافة جوانبها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية".

وأضاف سعادته "ومن هذا المنطلق فقد تم التأكيد خلال القمة على حق السيادة لدولة الامارات العربية الشقيقة على جزرها الثلاث ودعوة جمهورية ايران إلى الاستجابة إلى المساعي الاماراتية لحل هذه القضية عن طريق المفاوضات او التحكيم الدولي".

وأشار سعادة الدكتور العطية إلى تأكيد قادة دول المجلس التعاون على إدانة الارهاب بكافة أشكاله وصوره وأيا كان مصدره ومسبباته "وعبروا عن رفضهم التام لكل الشكال الغلو والتطرف التي لا تقبلها الشريعة الاسلامية بأي حال من الأحوال والعمل الجاد على معالجة الأسباب الحقيقية دون الولوج الى الحلول الجزئية".

وطالب سعادة وزير الخارجية في هذا الصدد المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته لإخضاع كل من أجرم بحق الشعب السوري للمحاسبة والتأكيد على ضرورة تمكين الشعب السوري من تشكيل هيئة حكم انتقالي بكامل الصلاحيات تحافظ على مؤسسات الدولة وتنقذ ما تبقى من سوريا وتستجيب لإرادة الشعب السوري .

وقال سعادة الدكتور العطية إن دول المجلس رحبت أيضا بالتوجهات الجديدة للحكومة العراقية .. وأكدت ضرورة التعاون مع حكومة الوحدة الوطنية في اليمن من اجل إحلال السلام والاستقرار طبقا للمبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة والعمل مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية من أجل تحسين أوضاع الشعب اليمني والنهوض به من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

اما بالنسبة للأوضاع في ليبيا ، أوضح سعادة وزير الخارجية أن القمة اكدت على أهمية الحفاظ على أمن ليبيا واستقراها ووحدة أراضيها وانهاء العنف الدائر والعمل على إيجاد حل سياسي يلبي طموحات وتطلعات الشعب الليبي الشقيق .

وذكر سعادة الدكتور العطية أن القضية الفلسطينية حظيت بأهمية بالغة في القمة في ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والانتهاكات التي يقترفها بحق الشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة والدعوة للاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفق مقررات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية .

وعبر سعادته، في ختام بيانه الافتتاحي للمؤتمر الصحفي المشترك، عن الأمل في استمرار روح التعاون والتكاتف والعمل على تطوير الشراكات الاقتصادية والتجارية والثقافية بين دول المجلس والانتقال بها الى مرحلة متقدمة من خلال تنفيذ البرامج والخطط والاستراتيجيات اللازمة وذلك من أجل تحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للمواطن الخليجي "بما تقتضيه علينا الأمانة".

وفي رده على سؤال عما إذا كانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية متباينة المواقف إزاء التعاطي مع إيران ، أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية أن سياسة دول المجلس مبنية على حسن الجوار ولديها موقف ثابت وواضح في هذا المجال.

وأشار الى أن دول المجلس شأنها شأن كل الدول لا ترغب في تدخل أي طرف في شؤونها الداخلية، وانطلاقا من موقفها الواضح هذا لا تتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.

وردا على سؤال بشأن العلاقة مع مصر وما إذا كانت هناك جهود تصالحية بينها وبين دولة قطر في الوقت الراهن، قال الدكتور العطية "لم تكن هناك خصومة أصلا بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية حتى تكون هناك مصالحة قطرية مصرية.. نحن مع أشقائنا في مصر منذ بداية ثورة 25 يناير لأن مصر تعني لنا الكثير.. مصر قوية، قادرة وبصحة جيدة هي سند للعرب، وبالتالي لم تكن هناك خصومة معها من الأصل حتى تكون هناك مصالحة".

وفيما يتعلق بالقوة الخليجية المشتركة وما إذا كانت بداية لحلف استراتيجي على غرار حلف شمال الاطلسي "الناتو"، قال العطية "هذا ما نتمناه في مجلس التعاون الخليجي، وهو ما نعمل من أجله.. لدينا خطوات كثيرة ومتقدمة في هذا المجال وإن شاء الله تكتمل وتكون لدينا قوة على غرار حلف الناتو".

وفي رده على سؤال بشأن ما تقدمه دول مجلس التعاون من دعم للقضية الفلسطينية وخصوصا الدعم الاقتصادي لتمكين المقدسيين من البقاء على أرضهم في مواجهة العدوان الاسرائيلي الراهن، أكد سعادة وزير الخارجية أن دول مجلس التعاون تقف بشكل دائم الى جانب إخوانها في فلسطين، مستعرضا في هذا الصدد مواقف عديدة، من بينها مؤتمر المانحين المخصص لإعادة إعمار غزة، إضافة إلى دعم الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس في الضفة الغربية.

ولفت في هذا السياق إلى تخصيص حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مبلغ 250 مليون دولار لصندوق القدس بغية دعم المشاريع بالمدينة وتثبيت أهلها فيها، وغير ذلك من مشاريع فعالة يتم العمل عليها بشكل دائم مع السلطة الفلسطينية، مبينا أن هذا الدعم يضاف إلى ما تقدمه بقية دول مجلس التعاون.

واضاف سعادة وزير الخارجية" أن قضية إعادة اعمار غزة يتم العمل فيها عن طريق دولة رئيس الوزراء سعادة السيد رامي الحمد الله وبتنسيق عالي المستوى مع السلطة الفلسطينية".