"الفروض الكفائية" أحدث إصدارات جائزة الشيخ علي الوقفية
محليات
09 نوفمبر 2014 , 01:39م
الدوحة - قنا
أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية العدد العاشر من بحوث جائزة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني الوقفية العالمية المحكمة وهو بعنوان "الفروض الكفائية سبيل التنمية المستدامة" لمؤلفه الباحث أحمد صالح بافضل يمني الجنسية الفائز بالجائزة في دورتها العاشرة.
وعالج الباحث في الإصدار المذكور المحاور التي حددتها لجنة الجائزة للبحث والمتمثلة في تعريف الفروض وكيفية إحياء الفروض الكفائية وتحقيق الشهود الحضاري والاكتفاء الذاتي ودور الفروض الكفائية في التنمية الاجتماعية واستشعار المسؤولية التضامنية وعلاقة الفروض بتنوع القدرات والقابليات الإنسانية وتقسيم العمل وفقه الأولويات وصولا إلى الرؤية المستقبلية لكيفية إحياء الفروض الكفائية.
واعتبر الشيخ عمر عبيد حسنة مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية رئيس لجنة الجائزة، الكتاب إضافة متميزة للساحة الثقافية، وثمرة عطاءات جائزة الشيخ علي بن عبدالله الوقفية العالمية والتي تسهم بإحداث حراك فكري ثقافي عالمي حول قضايا وإشكالات ثقافية معاصرة وفتح ملفات فكرية تستدعي النظر والتفكير والبحث.
وقال حسنة في مؤتمر صحفي بهذه المناسبة إن القيام بأعباء الاستخلاف الإنساني وإقامة العمران البشري وبناء الحضارة والاضطلاع بالتنمية المستدامة واستفراغ الجهد للخروج من عهدة التكليف والمسؤولية يتطلب النفرة من الأمة جميعا وأن العمل على تشكيلها وقيامها يأتي على رأس "الفروض الكفائية" التي بها يكون بقاء الأمة ونماء المجتمع وتحقيق الخيرية والتنمية الاجتماعية المستدامة.
وأضاف أن طرح موضوع الفروض الكفائية يأتي تأكيدا على أهميته في توجيه حركة الحياة.. معربا عن اعتقاده أن سبب التخلف والتراجع الذي منيت به الأمة المسلمة يتمثل في غياب مفهوم هذه الفروض وانكماشه في ذهنية مسلمي عصر الانحطاط وعدم استشعار التكليف والمسؤولية تجاهه واقتصاره على مجالات وميادين على هامش الحياة أو تكاد تكون خارج حياة المجتمع.
وأشار الشيخ عمر حسنة إلى أن بعض العلماء قدموا الفروض الكفائية على العينية "على اعتبار أن الفروض الكفائية تضمن المصالح الجماعية بينما العينية فردية لاينتفع منها إلا الفرد".
وتابع "استدعاء ملف الفروض الكفائية إلى الساحة الثقافية يعتبر حدثا ثقافيا يحتاج أكثر من كتاب، لكننا نستدعي القضية إلى ساحة التفكير والنظر والمراجعة والبحث لعل الأمة تتنبه وتستأنف دورها الحضاري والرسالي بين الأمم".
وأوضح أن عناصر التنمية المستدامة تصنف تحت الفروض الكفائية وقال.."ولما كانت التنمية المستدامة شرطا تعتدل به حال الأمة ويتيسر من خلالها فعلها في التاريخ مقيمة العدل آمرة بالمعروف ناهية عن الشر فقد كان معظم عناصرها مصنفة تحت الفروض الكفائية".
ورأى مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن مجرد طرح مثل هذه العناوين للجائزة تعد حدثا ثقافيا بحد ذاته لأنه تحريك للركود الثقافي.
وتناول الشيخ حسنة خلال المؤتمر الصحفي المراحل التي تمر بها البحوث المتقدمة لنيل الجائزة والتي تطرح كل سنتين.. مؤكدا أن كل مرحلة تخضع لمعايير دقيقة تضمن اختيار الأفضل.
وبشأن الجائزة في دروتها الحادية عشرة أوضح أن موضوع هذه الدورة قيد التحكيم حاليا وعنوانه "فقه التغيير.. وبناء الأمة الوسط".. فيما العنوان المطروح للباحثين في الوقت الراهن هو "الحكم الراشد.. إطعام من جوع وأمن من خوف".
ونوه الشيخ عمر عبيد حسنة بدعم الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للجائزة والبالغ قيمتها 200 ألف ريال قطري.
وأثرت الجائزة المكتبة الإسلامية بمجموعة إصدارات محكمة حول قضايا وإشكالات فكرية شرعية ومن أبرزها "الوقف ودوره في التنمية" و"البيئة من منظور إسلامي" و"الأسرة المسلمة في العالم المعاصر" و "إشكالية التعليم في العالم الإسلامي" و"دور التراث في بناء الحاضر وإبصار المستقبل" و"الشورى ومعاودة إخراج الأمة" و"الحوار منهجا وثقافة".