

قُتل ثلاثة حرّاس إسرائيليين أمس الأحد عند معبر اللنبي (جسر الملك حسين) بين الضفة الغربية المحتلة والأردن برصاص مهاجم وصل من المملكة واستشهد برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل من جهة أخرى قصفه لقطاع غزة.
ويأتي هذا الهجوم الذي قل مثيله على المعبر الحدودي وسط تصاعد وتيرة العنف في الضفة الغربية، حيث ينفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات عسكرية واسعة النطاق ويشنّ مقاتلون فلسطينيون هجمات، ووسط استمرار الحرب المستعرة في قطاع غزة منذ 11 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنّ «مخربا» وصل إلى منطقة المعبر على متن شاحنة كان يقودها «من جهة الأردن». وأوضح في بيان أنّ السائق «خرج من الشاحنة وأطلق النار على قوات الأمن الإسرائيلية العاملة على الجسر».
وأضاف الجيش في بيانه أنّ «ثلاثة مدنيين إسرائيليين قتلوا نتيجة للهجوم»، قبل أن يوضح لاحقا لوكالة فرانس برس أنّ القتلى هم مدنيون يعملون «حراس أمن» وليسوا من عديد الجيش أو الشرطة.
وأكّد الجيش أنّ المهاجم قُتل بالرصاص، من دون أن يكشف عن اسمه أو جنسيته، بينما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن منفذ الهجوم هو ماهر الجازي (39 عامًا) من بلدة أذرح الأردنية، ويعمل سائق شاحنة.
وندّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمهاجم، واصفاً إياه بأنّه «إرهابي» استلهم «أيديولوجية قاتلة» تدعمها إيران، على حد قوله.
وفي عمّان، أعلنت وزارة الداخلية أنّ الجهات الرسمية باشرت التحقيق في الهجوم.
وقال المتحدث باسم مديرية الأمن العام الأردنية إنّه «تمّ إغلاق جسر الملك حسين أمام حركة السفر إثر إغلاقه من الجانب الآخر لإشعار آخر».
وأشادت حماس بالهجوم، لكنّها لم تعلن مسؤوليتها عنه. وقالت الحركة في بيان إنّ العملية «ردّ على جرائم الاحتلال وتأكيد على وقوف أمّتنا مع شعبنا ومقاومته الباسلة». وتصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية المحتلة على وقع الحرب المستمرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس والتي دخلت لتوّها الشهر الثاني عشر. وأطلقت إسرائيل في 28 أغسطس عملية «لمكافحة الإرهاب» في مدن فلسطينية شمالي الضفة الغربية أدّت إلى استشهاد 35 شخصا.
غير أنّ مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة قال إن 36 فلسطينيا، بينهم ثمانية أطفال، استشهدوا في العملية التي استمرت عشرة أيام.
وقتلت القوات الإسرائيلية ومستوطنون إسرائيليون أكثر من 660 فلسطينياً على الأقل في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وقُتل 23 إسرائيليا على الأقل، بينهم عناصر أمن، في هجمات نفّذها فلسطينيون في المنطقة خلال الفترة ذاتها، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
والأحد، شنّت إسرائيل غارات جوية عديدة على قطاع غزة. وقال الدفاع المدني في القطاع إنّ صاروخا إسرائيليا أسفر عن استشهاد خمسة أشخاص في مخيم جباليا للاجئين. وطال قصف ليلي أجزاء من وسط غزة.
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ غارات جوية على مدينة غزة وإنهم شاهدوا مروحية عسكرية تطلق نيرانها على أهداف في المدينة.