سائقة ترام المدينة التعليمية: أعمل في بيئة فريدة متعددة الثقافات

alarab
محليات 09 مارس 2022 , 12:50ص
الدوحة - العرب


قد لا يتمكن ركاب ترام المدينة التعليمية من معرفة من يجلس خلف عجلة القيادة ويحرص على سلامة الركاب وتوفير رحلة آمنة وممتعة لهم. هذا هو تمامًا ما تفعله سريني بيلاي، إحدى سائقات شبكة النقل المستدامة في مؤسسة قطر.
ووفق موقع مؤسسة قطر، تعمل سريني ضمن فريق عمل إدارة ترام المدينة التعليمية، الذي يضم سبع سائقات وثلاث مشرفات أخريات ممن يتولين قيادة الترام والإشراف على خدماته بين أربع وعشرين محطة تربط بين مدارس مؤسسة قطر، وجامعاتها، ومراكزها، بالإضافة إلى مرافقها الأخرى بما في ذلك استاد المدينة التعليمية وحديقة الأكسجين وغيرها. ومع اتساع نطاق شبكة الترام، يزداد التحدي بالنسبة لسريني، وكذلك يزداد حماسها وشغفها بالعمل الذي تقوم به.
سريني هي أم لطفلين، وقد بدأت حياتها المهنية في مجال خدمة العملاء، وحجز التذاكر في محطة قطارات في دبي عام 2011. 
وقالت في هذا السياق «بدأ اهتمامي بخدمة الركاب عندما كنت أعمل كمضيفة في محطة القطارات. وعلى الرغم من أنني أحببت التفاعل معهم، إلا أنني كنت دائمًا أبحث عن تحدٍ أكبر وفرصة عمل أفضل».
وأضافت: «أثناء عملي في تلك المحطة، صادفت عددًا قليلاً من النساء اللاتي يعملن كسائقات للقطار، وهو ما أثار فضولي وجعلني أكثر اهتمامًا بتلك المهنة. وبعد اجتيازي للعديد من التقييمات والاختبارات، الشفوية منها والعملية، اكتسبت أخيرًا الكفاءة اللازمة لأعمل في هذه المهنة».
في عام 2019، انتقلت سريني إلى قطر وانضمت إلى شركة «سيمنز» كسائقة لترام المدينة التعليمية. وتعتبر سريني نفسها محظوظة كونها امرأة تعمل كسائقة للترام في مهنة يُهيمن عليها الذكور. حيث تقول: «لطالما شعرتُ أن عملي في تلك المهنة فرصة رائعة، ولم أشعر يومًا بأنني مقيّدة. كما أنني أحظى باحترام وتقدير استثنائي من فريق العمل والركاب على حدٍ سواء».
وفقًا لسريني، تختلف قيادة الترام عن قيادة القطار إذ يتم تشغيل عربات الترام يدويًا بشكل كامل، بالإضافة إلى توقفه بصورة متكررة عبر المحطات المختلفة. أيضًا فإن هناك قيودا صارمة فيما يتعلّق بسرعة الترام ومواعيد رحلاته. ويتعين على سائقي الترام توخي الحذر الشديد بشأن عبور المشاة نظرًا لوجود خطوط الترام على مستوى واحد مع الطريق. فهي بيئة تتطلب مراعاة تدابير السلامة، وتتطلب من السائق أن يكون على دراية وكفاءة وتركيز عالٍ.
أشارت سريني إلى أن ما يُميز عملها هو أنه يُتيح لها التواجد ضمن بيئة فريدة من نوعها ومتعددة الثقافات في المدينة التعليمية، حيث تقول: «لقد منحني العمل مع فريق التخطيط والمشاركة في الأحداث المرتبطة بالمدينة التعليمية معارف هائلة وساهم في إثراء خبراتي في مجال إدارة عمليات الترام». وأضافت: «اعتبارًا من أبريل القادم، سأتولى دورًا إضافيًا كمشرف مباشر، وأنا ممتنة للغاية للدعم والإرشاد اللذين حظيت بهما على مدار مسيرتي الممتدة لثلاث سنوات في مؤسسة قطر. عندما كنتُ طفلة، لم يخطر ببالي مطلقًا أنني سأصبح سائقة ترام ذات يوم، لكن والدتي كانت تثق بي وبقدراتي وتؤكّد لي دومًا بأنني سأتولى منصباً هامًا ذات يوم».
مع عملها الحالي، تتطلّع سريني قدمًا إلى المستقبل وتقول: «أتابع الآن دراستي العليا لماجستير إدارة الأعمال، وأطمح للتركيز على إدارة المرافق، فما زال لديَّ الكثير لأحققه، وأنا على ثقة بأن أي إنسان يمتلك الطموح والإصرار بإمكانه أن يتعلم أي شيء وكل شيء، فكل يوم هو تجربة جديدة لتعلّم المزيد».