يؤرق قوات نظام بشار الأسد والميليشيات المساندة لها، تزايد أعداد الفارين من صفوفها خلال الآونة الأخيرة، كما نقلت وسائل إعلام سورية، لكن هذا الهروب أو الانشقاق مغاير لما اعتاد عليه النظام منذ بدء الثورة السورية، حيث يظهر الجنود في تسجيلات مصورة يعلنون انشقاقهم عن قوات النظام وانضمامهم إلى قوات المعارضة.
واستغل جنود في قوات النظام والميليشيات المؤيدة له، فتح الدول الأوروبية حدودها أمام اللاجئين السوريين والذين تسبب قصف طائرات النظام منازلهم في المخاطرة بحياتهم والانتقال عبر البحار إلى الدول الأوروبية بحثاً عن حياة آمنة.
وكشفت الصفحات التي أسسها ناشطون على موقع "فيس بوك"، حجم الأعداد الكبيرة لجنود في قوات النظام ارتكبوا جرائم حرب وأصبحوا الآن لاجئين في أوروبا، تاركين وراءهم شعاراتهم التي كانوا يرددونها فوق جثامين الضحايا المدنيين تمجيداً برئيسهم بشار الأسد.
وتهتم هذه الصفحات بتسليط الضوء على ظاهرة استغلال معاناة اللاجئين، عبر نشرها صور مقاتلين في قوات النظام وهم يشاركون في المعارك أو يرتكبون المجازر بحق المدنيين، ويوثقون في الوقت ذاته وصولهم إلى أوروبا بصفة لاجئين، وتطالب الصفحات سلطات الدول الأوروبية بإعادة النظر في ملفات هؤلاء الجنود ومحاسبتهم وحرمانهم من الحصول على حقوق اللاجئ.
ويعكس لجوء الجنود إلى أوروبا من ناحية ثانية مدى فقدان ثقتهم برأس النظام بشار الأسد، وحالة الإنهاك التي تمر بها قوات النظام والتي تدفع بدورها المقاتلين إلى التخلي عنها، حيث مضى على آلاف الجنود خمس سنوات في الخدمة العسكرية، ما خلق حالة من التململ، فضلاً عن الخوف من ملاقاة مصير مشابه لآلاف الجنود الذين لقوا مصرعهم في المعارك أو وقعوا في الأسر.
م.ن/م.ب