تحتفل شركة قطر للبتروكيماويات (قابكو)، المتخصصة في
انتاج البتروكيماويات في المنطقة، بذكرى تأسيسها الأربعين يوم غد الأحد، ومن أجل
توثيق تاريخها المؤسسي، تحتفل بتراثها العريق ومستقبلها الواعد الذي قاده رواد
عظام ذوو بصيرة ثاقبة، فمنذ إنشائها في التاسع من نوفمبر 1974 بموجب المرسوم
الأميري رقم 109 لم تتوقف قابكو عن النمو والتطور والتقدم، وبهذه المناسبة التي
تشكل علامة فارقة في مسيرة الشركة نستعرض عدد من القصص الملهمة التي صاغت نجاحاتها
على مدى أربعة عقود من النجاح منقطع النظير.
وتعليقاً على هذه المناسبة قال المهندس حمد راشد المهندي " يتملكني الفخر لتوثيق تاريخنا المؤسسي الممتد لأربعة عقود، الذي ابتدأه رواد عظام ذوو بصيرة ثاقبة، فقد كانت رحلتنا ناجحة وغير اعتيادية من وجهة نظر الكثيرين، فقد بدأت أولاً بحلم، مهد الطريق لتحقيق جميع ما نشهده اليوم من استفادة من مواردنا الهيدروكربونية، فعن طريق تحويل هذه الفكرة إلى واقع، أرست قابكو أسساً مهدت طريقاً جديداً كلياً في صناعة جديدة وواعدة في دول مجلس التعاون الخليجي، إنها صناعة البتروكيماويات".
فقد جعلت هذه الصناعة تدفقات الغاز المصاحب للنفط - التي لم يكن يتم استغلالها سابقاً - من الممكن استخدامها في بناء صناعة ضخمة ومربحة للغاية لمنطقة مجلس التعاون الخليجي بأكملها، وتعتبر قابكو شركة رائدة في مثل هذا التطور غير المسبوق.
فبنت قابكو مصنعها الأول للبتروكيماويات لتعظيم الاستفادة من غاز الإيثان، الذي كان يتم حرقه في الماضي، من أجل إنتاج البولي إثيلين الذي يتم تصديره إلى الخارج.
وقد أضحت الاستفادة من الإيثان أمراً شائعاً اليوم، إلا أن ذلك قد كان ثورة فكرية وقتها.
وقد آمنت قابكو بإيجاد وتنفيذ أكثر الحلول توليداً للمنافع وتعظيماً للاستفادة من الثروات الهايدروكربونية للدولة، فقررت تعظيم الاستفادة من اللقيم المتوفر.
وكذا وضعت قابكو نفسها على الخريطة العالمية كشركة تتمكن من إضافة سلسلة من القيمة على موارد النفط والغاز الطبيعي الضخمة المتاحة في قطر.
وسلط المهندي الضوء على مسيرة الشركة الاستثنائية قائلاً "منذ بداياتنا المتواضعة التي تلتها رحلة طويلة من خطوات صغيرة لا تحصى، فقد توسعت قدراتنا بشكل هائل، حيث انتقلنا بلا راحة من مشروع إلى آخر، فميزت هذه الرحلة العديد من المعالم والانجازات التي لا تنسى، فأصبحنا شركة عالمية رائدة في إنتاج البولي اثيلين منخفض الكثافة، ونحن كرواد في هذه الصناعة لن نتوقف عن بناء قدراتنا التي تدفعنا دائماً إلى الأمام".
وخلال أربعون عاماً رفعت قابكو قدراتها الإنتاجية من البولي إثيلين منخفض الكثافة بنسبة تتخطى 500% واليوم تعرف الشركة كرائدة صناعة البتروكيماويات، ويعد البولي إثيلين منخفض الكثافة الأكثر استخداماً من أنواع البلاستيك عبر العديد من التطبيقات كتغليف الأغذية والرقائق الزراعية وألعاب الأطفال والأسلاك والعديد من المنتجات الأخرى شائعة الاستخدام حول العالم، ويسهم البولي إثيلين منخفض الكثافة في إثراء حياتنا اليومية بجعلها أكثر عملية وأماناً وخفة وراحة، ويلتزم البولي إثيلين منخفض الكثافة الذي تنتجه قابكو بأعلى معايير الجودة والقوانين المحلية ومعايير الاتحاد الأوربي ومنظمة الغذاء والدواء الأمريكية في أمانه في ملامسة الأطعمة.
وأضاف المهندي "لم تكن قصة نجاحنا تلك لتتحقق إلا عبر القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، والتوجيهات الحكيمة لسعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة، كما شكلت رؤية قطر للبترول ومساهمينا الكرام صناعات قطر وتوتال للبتروكيماويات – فرنسا، ومساهمتهم خلال عقودنا الأربعة من النمو، أساساً لنجاحنا، فقد تركوا بصمة أثرت في ثقافتنا، ودفعتنا إلى عصور جديدة من التطور، بفضل تركيزهم على النمو والاستدامة، وقد لعب التزام أعضاء مجلس إدارة قابكو وفريقها التنفيذي دوراً محوريا في رحلتنا نحو النجاح، وقد تحققت طموحات قابكو بفضل ذلك التفاني والالتزام الرائع الذي يقدمه موظفونا، وتغمرني السعادة بأني قد شهدت وشاركت في هذه الرحلة الرائعة من التطور، لذا فإنني أود أن أشكر جميع الذين عملوا معنا في قابكو، فقد أسهموا في بزوغ نجم شركة قائدة، كما أنني فخور بوصولنا لأربعين عاماً من النمو والتميز، استلهمنا بها رؤى الرواد، فقادتنا قوة الفكرة إلى أن نصبح ما نحن عليه".
وفي ذكرى تأسيسها الأربعون تحتفل قابكو بالمساهمات والإنجازات القيمة التي يقدمها موظفونا بشكل يسهم في نمو شركتنا، ونقوم بمكافأتها وتقديرها، كما نؤمن أن موظفينا هم أغلى ما لدينا، وهذه المفاهيم جزء لا يتجزأ من استراتيجيتنا وثقافتنا، ونقوم بإبراز آداء موظفينا خلال حفل تحفيزي سنوى لتقدير أصحاب الإنجازات من الموظفين، لذا تقيم قابكو احتفالها بموظفيها في التاسع من نوفمبر 2014.
ومن جانبه أثنى الدكتور محمد يوسف الملا نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لقابكو على آداء موظفي قابكو قائلاً "كانت رحلة النجاح التي ارتبطت باسم قابكو طوال أربعة عقود من التميز، توثيق لإنجازاتها التاريخية، وتطورها من قوة إلى قوة، وتسليط للضوء على كيفية تحولها إلى قوة رائدة في مجال البتروكيماويات العالمية، فمنذ تأسيسها في التاسع من نوفمبر من عام 1974 أقامت قابكو ثقافة مؤسسية متينة، تقوم على أساس العمل الجماعي ونقل المعرفة، شغوفة بتحقيق الأهداف، نتيجة شعورنا بالانتماء إلى جزء من تاريخ غير اعتيادي، مستلهمين روح الرواد الأوائل في تحقيق المستحيل، وبعد أربعين عاماً، لم يطرأ جديد على تلك الروح المتقدة بالحماس، فجميع أفراد عائلة قابكو يعملون بذات الحماس وروح التضامن والعمل الجماعي وشغف الآداء، لتستطيع لهم المواهب الموجودة في قابكو أجيال الغد من خبراء البتروكيماويات، ولأن موظفينا هم ركائز نجاحنا، يحققون مستويات نمو وآداء قياسي كل يوم، وفي هذه المناسبة نشكرهم على مساهماتهم القيمة في كتابة نجاحات وإنجازات قابكو".
وتفتخر قابكو بالعديد من الموظفين الحاليين الذين انضموا إلى قابكو قبل أكثر من ثلاثين عاماً، الذين أسهموا في بناء ميراث قابكو، ومازالوا يستمرون بالعطاء والتفاني.
وسلط الدكتور الملا الضوء على الرؤية الثاقبة لرواد قابكو قائلاً "بفضل رؤية ومثابرة روادنا على مدار أربعة عقود، لم تتوقف قابكو عن النمو والتوسع، فيوماً تلو الآخر شارك روادنا العظام في بزوع نجم شركة رائدة، ألهموا معها جيل جديد في صناعة البتروكيماويات من الخبراء الذين شاركونا خبراتهم ومعارفهم الاستثنائية، فكانوا ومازالوا الدافع لنا، بتفانيهم وعملهم الجاد وخبراتهم والتزامهم بأعلى معايير الأداء والتميز لنكون ما نحن عليه اليوم، لذا فإن عائلة قابكو في صميم كل ما نقوم به، والطاقة التي تدفعنا إلى الأمام دائماً، فمعاً يمكننا صنع التاريخ".
إنطلاقاً من طاقم مكون من عشرين شخصاً في عام 1978، نما عدد العاملين في قابكو ليصل إلى 700 في عام 1980، وعلى هذا النحو فقد كانت المهمة الرئيسية في ذلك الوقت توظيف وتدريب فرق التشغيل، فقابكو تستقطب المواهب المحلية والدولية، والمعينين متحمسين، ويمتلكون دوافعاً إيجابية، فهم على علم بأنهم سيكونون جزءاً من شيء استثنائي، ولإكسابهم المهارات الفنية المتطورة لتشغيل مصانع للبتروكيماويات المعقدة، أرسلت مجموعات صغيرة منهم إلى فرنسا للتدريب، وقد شارك العديد من القطريين في تلك التدريبات والدورات المكثفة، ليصبحوا الجيل الأول من خبراء البتروكيماويات القطرية، وفي ذلك الوقت، لم يكن لأحد في الشرق الأوسط أي خبرة في تشغيل مصنع للبتروكيماويات.
واليوم وقد بلغت نسبة التقطير في الشركة 30.2% من القادة القطريين الذين يعتبرون المحرك الرئيسي لقابكو، وما يضفي على الشركة هويتها الثقافية، قال المهندس حمد راشد المهندي "منذ تأسيس الشركة كانت الطاقات البشرية موضع تركيزنا واليوم نفتخر بتشكيل جيل جديد من المواهب التي طورناها ليكونوا خبراء هذه الصناعة وباعث الانجازات المستقبلية فيها".