واصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف الأبراج السكنية في مدينة غزة بمن فيها من مدنيين، وقصفت قواته أمس، برج الرؤيا الواقع في حي تل الهوى بجنوب غرب مدينة غزة بسكانه، في حين حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» من خطر امتداد المجاعة إلى وسط قطاع غزة.
وبرج الرؤيا هو ثالث مبنى متعدد الطبقات تدمّره ضربات الاحتلال منذ يوم الجمعة الماضي، وأفاد مستشفى القدس في مدينة غزة باستقبال «شهيد جراء قصف الاحتلال للبرج».
وقال محمد النزلي، وهو من سكان حيّ تل الهوى: «صوت القصف (كان) مثل الزلزال.. ارتعبنا بكل معنى الكلمة. الدخان ملأ المنطقة لم نستطع التنفس. العمارة دمرت كليا وسوّيت بالأرض».
وأضاف أنه منذ ثلاثة أيام «يقصف الاحتلال الأبراج والعمارات المرتفعة، وهذا أمر مرعب جدا ولا نعلم ماذا سنعيش أكثر».
ودمّرت غارات جوية للاحتلال هذا الأسبوع برجَين سكنيين آخرين في مدينة غزة.
وقبل برج الرؤيا، استهدف القصف الجوي برجي المشتهى والسوسي.
ومن جانبه أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل بأن «حصيلة الشهداء إثر القصف الاسرائيلي منذ فجر أمس الأول وصلت إلى 31 شهيدا».
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أعلنت في وقت سابق أمس، عن ارتفاع العدد الإجمالي من ضحايا التجويع الإسرائيلي الممنهج لسكان غزة إلى 387 حالة وفاة، من ضمنها 138 طفلا.
وعلى جانب آخر حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» من تفاقم خطر المجاعة في مدينة «غزة»، وامتدادها إلى وسط القطاع في غضون أسابيع إذا لم يتم التدخل واتخاذ إجراء عاجل، مؤكدة أن الوضع في القطاع أصبح «كارثيا»، بعد أن باتت العائلات عاجزة عن توفير الغذاء لأطفالها.
وذكرت تيس إنغرام المتحدثة باسم المنظمة في بيان من غزة، أن خطر انتشار المجاعة في مدينة «غزة» قائم، لاسيما شرق وشمال المدينة، حيث يعيش الأهالي تحت وطأة تهديد مستمر من القصف الإسرائيلي المتصاعد.
وأضافت إنغرام أن كثيرا من فلسطينيي مدينة غزة يفكرون في النزوح جنوبا، رغم أنهم يدركون أن الأوضاع هناك مشابهة، مع شح المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب واستمرار القصف، مؤكدة أنه لا يوجد مكان آمن في غزة.
ولفتت المتحدثة باسم المنظمة، إلى أن العاملين في القطاع الصحي والإنساني والصحفيين ظلوا منذ أشهر يحذرون من المجاعة في غزة، «لكن شيئا لم يتغير»، منوهة إلى أن العيادات التي تدعمها اليونيسف تشهد ازدحاما من الأهالي الذين ينتظرون إجراء فحوصات لأطفالهم بسبب معاناتهم من سوء التغذية.