نظم معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، جلسة نقاشية افتراضية سلط فيها الضوء على «التكنولوجيا والعلاقات الأسرية إبان «كوفيد-19»، بمناسبة اليوم الدولي للأسر الذي احتفى به العالم الشهر الماضي.
عُقدت هذه الجلسة النقاشية بالتزامن مع موضوع الدورة 59 للجنة التنمية الاجتماعية وهو «الانتقال العادل اجتماعيا نحو التنمية المستدامة: دور التقنيات الرقمية في التنمية الاجتماعية ورفاه الجميع»، وتأكيدا على أهمية التركيز على تأثير التقنيات الحديثة على رفاه الأسر.
وأكدت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي للمعهد في افتتاح الجلسة أن التكنولوجيا أعادت تشكيل علاقتنا مع الأسر الممتدة، ما مهّد الطريق للتواصل المستمر مع من نحب ولا نستطيع التواجد المكاني الدائم معهم. وقالت: «سمحت التكنولوجيا بقضاء المزيد من الوقت مع الأطفال واليافعين، خاصة أن جهات العمل في جميع أنحاء العالم أدخلت ترتيبات عمل مرنة وإجراءات العمل عن بُعد».
شارك في هذا النقاش الدكتورة ديسي كوشترا، رئيس منظمة الأسرة العالمية؛ والدكتور ريان علي، الأستاذ بقسم تكنولوجيا المعلومات والحوسبة، جامعة حمد بن خليفة؛ والدكتورة دينا آل ثاني، أستاذ مساعد ومدير البرامج متعددة التخصصات في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة؛ والسيدة فرانشيسكا جوتشالك، محللة في إدارة التعليم والمهارات في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية؛ والسيدة آنا نيتو، أخصائية تنمية الطفولة المبكرة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف.
أدار الجلسة السيد أحمد عارف، مدير التخطيط والمحتوى في معهد الدوحة الدولي للأسرة. وتراوحت المناقشات بين التحديات التي تواجهها الأسر والدعوة إلى التغييرات في السياسات الضرورية لتأثيرات عدم المساواة الرقمية.
وشددت الدكتورة دينا آل ثاني على أهمية التقنيات الحديثة وكيف يمكنها دعم تعليم الأطفال عبر الإنترنت أثناء الجائحة، وكيفية تقليل آثار عدم المساواة التقنية عند الوصول إلى المعلومات الصحية الحيوية.
وقالت: «كان لتطوير التكنولوجيا دائما إمكانات كبيرة في دعم ديناميكيات الأسرة. واليوم مع التحديات التي يواجهها العالم بأسره في شكل جائحة «كوفيد - 19» وما يترتب على ذلك من عزلة يواجهها أفراد الأسرة، وخاصة الأجيال الأكبر سنا ليس لدينا خيار سوى دعم استخدام التكنولوجيا في جميع الجوانب وبكل وسيلة من الحياة».
أضافت: «يعد عدم المساواة الرقمية من العوامل المؤثرة سلبياً فيما يتعلق بوصول الجميع إلى المعلومات الصحية المهمة والحفاظ على الأنشطة اليومية عبر الإنترنت، فقد أصبح الإدماج الرقمي ضرورة وليس خيارا نحتاج جميعا للعمل من أجله».
وقدمت الجلسة منصة لمجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة، بمن في ذلك الخبراء والمجتمع المدني والأكاديميون وكيانات الأمم المتحدة لتوسيع دائرة النقاش حول تأثير التكنولوجيا على العلاقات الأسرية، لا سيما مع الجائحة.
وسلطت الدكتورة ديسي كوشترا الضوء على التحديات الرئيسية التي واجهتها الأسر ولا تزال تواجهها خلال الجائحة وكيف أدّت التكنولوجيا إلى تفاقم هذه التحديات.
وناقش الدكتور ريان علي إشكالية الإدمان التكنولوجي وحدد الاستجابات الضرورية للسياسات في هذا المجال.
وركّزت السيدة فرانشيسكا جوتشالك على تأثيرات استخدام التكنولوجيا بين الأطفال من خلال نموهم العقلي والمعرفي والاجتماعي والعاطفي والجسدي.
وأوضحت السيدة آنا نيتو دور اليونيسف في معالجة تحديات التكنولوجيا على العلاقات الأسرية إبان الجائحة.
كجزء من الاحتفال باليوم الدولي للأسر، شارك معهد الدوحة الدولي للأسرة أيضاً في فعالية نظمتها مجموعة الدول الصديقة للأسرة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بعنوان «حماية الأسرة والسياسات الأسرة إبان جائحة كورونا».
وقد قدمت الدكتورة شريفة العمادي عرضا بعنوان «أثر كوفيد - 19 على رفاه اليافعين: استكشاف المحددات الأسرية»، حيث استعرضت أدلة تأثير الجائحة على رفاه اليافعين بالتركيز على العوامل الأسرية وما يتعلق بمحددات الحماية من مخاطر الانحرافات السلوكية.