«التنين الصيني»: الاستثمار في قطر.. بوابة لإحياء «الطريق والحزام»

alarab
محليات 08 مايو 2017 , 01:41ص
اسماعيل طلاي
أبدت شركات اقتصادية صينية رائدة -زارتها «العرب»- استعداداً ورغبة فورية للاستثمار في السوق القطرية، لافتةً إلى أن الطفرة الاقتصادية التي تشهدها قطر، والمشاريع الكبرى التي تطمح لتحقيقها، استعداداً لمونديال 2022، تحفّز الشركات الصينية على «استعجال» دخولها إلى السوق، ومنافسة كبرى الشركات العالمية التي تتسابق للظفر بعقود استثمارية في قطر.
وتجسيداً لتلك الرغبة الملحة، نظمت وزارة الخارجية الصينية زيارة لممثلين عن وسائل إعلام قطرية، عبر عدد من الشركات الصينية بأربع مدن صينية (بكين، شنغهاي، تشنغتشو، هانجزو)، للتعريف بأبرز الشركات الصينية التي ساهمت في نهضة «التنين الصيني»، وتضع نصب عينها دخول السوق القطرية بقوة، وتحقيق استثمارات مشتركة، تعكس العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وتوافقهما على إحياء مبادرة «الطريق والحزام».

شركة يوتونغ:باصات للعمال.. وشراكة واعدة مع «الجيده» و«مواصلات»
أكد جاكوشوي -مدير مبيعات الشرق الأوسط بشركة يوتونغ الصينية- استعدادها التام لتزويد قطر بباصات مزودة بتكنولوجيا حديثة، لتغطية الطلب المتوقع مع استعدادات قطر لاحتضان مونديال 2022، لافتاً إلى أن قطر تشهد طفرة كبيرة، وتتميز بسوق مفتوح وواعد، وبيئة مناسبة للأعمال.
وتمتلك شركة يوتونغ مصنعاً، هو الأكبر عبر العالم، لصناعة وتركيب الباصات بمدينة تشنغتشو، مقاطعة خنان، بالصين الشعبية.
وتعد شركة مساهمة محدودة «يويتونغ – تشنغتشو» للحافلات، ومؤسسة تصنيع كبيرة حديثة، تجمع بين البحث العلمي لمنتجات الحافلات، وتصنيعها وبيعها، ولديها خطوط إنتاج عالمية متقدمة خاصة بالترحيل الكهربائي لإطار الحافلة وهيكلها، والترحيل الكهربائي لجسمها، بالإضافة إلى رش الطلاء بالروبوتات، وهي أكبر القواعد حجماً، وأكثر التكنولوجيا تقدماً لإنتاج الحافلات الكبيرة والمتوسطة في العالم من حيث وحدة الورشة.
وتم تأسيس مصنع يوتونغ للباصات عام 2003، ويستحوذ على %35 من السوق المحلي في الصين، و%40 من صادرات الصين، ومنها إلى دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وبلغاريا ومقدونيا، وأميركا الجنوبية مثل فنزويلا وكوبا، وإفريقيا وآسيا الوسطى، إضافة إلى خطوط تجميع في 13 دولة حول العالم.
وعن وزن شركة يوتونغ في دعم الاقتصاد الصيني، أكد جاكوشوي أن الحكومة الصينية عقدت العزم خلال 5 سنوات على تطوير صناعة الباصات الصديقة للبيئة، وأنتجت أكبر عدد من المركبات الكهربائية يصل إلى 21 ألف باص كهربائي وهجين في السوق الصيني.
وفي الشرق الأوسط، نجحت يوتونغ في توريد 3 آلاف باص إلى المملكة العربية السعودية لاستخدامها في موسم الحج والعمرة، و800 للكويت و600 لإيران، ومن المقرر إنشاء مصنع تجميع بها.
وعن بداية الشركة في السوق القطري، قال جاكوشوي -مدير مبيعات الشرق الأوسط بشركة يوتونغ- إن العمل في السوق القطري بدأ منذ عام 2004، وكان لدينا تعاون مع شريك قطري عام 2005، في إطار استعدادات قطر للألعاب الآسيوية، كما كان لدينا شراكة ممتازة مع «الجيده»، ومباحثات دائمة مع «مواصلات» العام الماضي، وتم تزويد قطر بعدد 60 باصاً العام الماضي، وهناك شحنة جديدة تشمل 20 باصاً في الفترة القادمة.
وأكد جاكوشوي استعداد شركة يوتونغ للتعاون مع قطر، وتقديم منتجات وخدمات أفضل، خاصة مع استعداداتها لاستضافة مونديال 2022، وزيادة الطلب المحتمل على الباصات، مشيراً إلى أن يوتونغ نجحت في تصميم باصات مناسبة للعمال، مزودة بمكيفات هوائية، ومحرك أمامي وأجزاء أخرى مريحة، وبأسعار مناسبة للمستهلك، وتم عرضها بالحي الثقافي كتارا في يناير الماضي، إضافة إلى منتجات فائقة الجودة.
وختم: «نحن نولي أهمية كبيرة للسوق القطري، وقبل دخولنا تجربة الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط، قمنا بدراسة السوق واحتياجاته جيداً، ولدينا الكثير من الخيارات لمحركات السيارات، أو عصا المحرك حسب طلب الزبون».

فو جيهونغ: شراكة في الطاقة والبنى التحتية وإدارة الموانئ
أكد فو جيهونغ، نائب مدير مكتب الشؤون الخارجية لحكومة مدينة شنغهاي الشعبية، في لقاء بممثلي وسائل الإعلام القطرية، أن قطر والصين تربطهما علاقات جيدة، وهناك فرص للشراكة للتعاون بين قطر ومدينة شنغهاي في مجال البنية التحتية والطاقة، ومع جهاز قطر للاستثمارات، إلى جانب تبادل الخبرات في إدارة الموانئ.
وثمن المشاركة القطرية بأعمال معرض اكسبو لعام 2010، واصفاً إياها بالنشيطة والإيجابية، وحملت مفاهيم جديدة للتنمية، موازاة مع إشادته بتجربة شراكة مختلطة لشركتين قطرية وصينية، تعملان في الاستيراد والتصدير بقيمة 360 ألف دولار.
وأشار إلى أن مدينة شنغهاي التي توصف بمدينة «المال والأعمال»، هي أكبر مدينة اقتصادية في الصين، يقطنها 24 مليون نسمة على مساحة 6 آلاف كيلومتر. وتسعى المدينة لتصبح أكبر مركز اقتصادي وتجاري وملاحي ومالي في العالم. كما تطمح لبناء مركز الابتكار التكنولوجي بحلول عام 2020.
وأشار إلى أن منطقة التجارة الحرة تأسست في سبتمبر 2013 لثلاثة أهداف، لتسهيل الاستثمار في الصين حسب النظام العالمي، وتشجيع التجارة المالية، وتعزيز الإدارة الحكومية المركزية، حيث تلعب شنغهاي دوراً رئيسياً في عملية الانفتاح على العالم. كما تسعى شنغهاي إلى تنمية صديقة للبيئة قائمة على الابتكار والتكنولوجيا، ومن أهم إنجازاتها الانفتاح على الخارج، ودورها المهم في التبادلات التجارية بين البلدين، مراهناً على أن شنغهاي ستلعب هذا الدور في المستقبل أيضاً.
وتابع قائلاً: «من منطلق خبرتنا المالية والمنطقة الحرة، ستلعب شنغهاي دوراً مهماً في خطط الحزام وطريق الحرير عبر خدمات للبنية التحتية والطاقة والثقافة أيضاً. وأشار إلى أن هناك مجموعة شركات مثل شنغهاي للموانئ، شركة السكك الحديدية الصينية التي سوف تشارك في بناء أحد ملاعب مونديال 2022 بمنطقة لوسيل، بالشراكة مع شركة حمد بن خالد للمقاولات القطرية، وهي فرصة جيدة للمشاركة الصينية في المشروعات العالمية. كما أن هناك مشروع تعاون في مجال الطاقة، وتعاون بين موانئ شنغهاي وغرفة التجارة».
ونوّه إلى أن قطر تستورد الديزل للطائرات ومعدات أكثر لبناء الروافع والسيارات، فيما تستورد الصين الغاز ومنتجات البتروكيماويات.

ميناء شنغهاي رافد الاقتصاد الصيني:
تعاون مع ميناء الدوحة لشحن وتفريغ الحاويات

أكد المسؤولون عن ميناء شنغهاي استعدادهم للتعاون مع ميناء الدوحة لشحن وتفريغ الحاويات، لافتين إلى انفراد ميناء شنغهاي عالمياً بتنظيم رائع لدخول وخروج وانتظار الحاويات، حيث يسجل الميناء حركة دخول وخروج نشطة لنحو 4 آلاف حاوية يومياً.
ونجحت العبقرية الصينية في تحقيق إحدى معجزاتها الاقتصادية، حيث أتمت بناء جسر بطول 32 كيلومتراً على بحر الصين وعمق 16 متراً داخل البحر خلال 3 سنوات فقط، يربط مدينة شنغهاي بمينائها الحديث.
ويعدّ ميناء شنغهاي أحد أكبر موانئ الصين، تم إنجازه بتكلفة 3 مليارات يوان صيني، يساهم في الطفرة الاقتصادية الصينية إلى جانب 50 ميناء على امتداد حدودها الساحلية التي تستقبل 20 ألف حاوية يومياً.
ويعد ميناء شنغهاي أكبر ميناء لاستقبال الشحنات في العالم، ويعتمد %15 من اقتصاد الصين على هذا الميناء، وبه 3 محطات لاستقبال الشحنات القادمة من أوروبا وأميركا وإفريقيا وآسيا واليابان وكوريا.