أكد لؤي شحادة، وكيل شؤون التخطيط والتطوير والعلاقات الدولية في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في حديث خاص لـ "العرب"، أن استمرار العدوان والحصار على قطاع غزة، وانتهاك حقوق الإنسان بما في ذلك حق الصحة، والسعي المستمر لتدمير الحياة في المنطقة، ينذر بأوضاع كارثية غير مسبوقة.
وكشف شحادة أنه بحسب بيان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وثقت منظمة الصحة العالمية  أكثر من 600 اعتداء على المرافق الصحية في الضفة الغربية وقطاع غزة، الأمر الذي تسبب في توقف العديد من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل.
كما توقفت 76٪ من مراكز الرعاية الصحية الأولية، وفي الضفة الغربية، أدى الهجوم الإسرائيلي إلى منع تقديم الرعاية الصحية الأساسية، بما في ذلك توفير الأدوية والمعدات الضرورية وإغلاق المستشفيات ومنع وصول سيارات الإسعاف، وفقا لما ذكره شحادة.
وتعمل المستشفيات في قطاع غزة بطاقة استيعابية تفوق طاقتها الفعلية بكثير، حيث تعمل المستشفيات المتبقية بنسبة 359٪ من طاقتها الأساسية.
وارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 75,000 جريح حتى تاريخ 27 مارس/ آذار، مما يزيد الضغط على المنظومة الصحية، ويوجد حوالي 350,000 مريض يعانون من أمراض مزمنة عند توقف الاستجابة.
ويعطي وكيل شؤون التخطيط والتطوير والعلاقات الدولية في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، لمحات سريعة عن الوضع الصحي في القطاع بشكل عام، مشيرا إلى أن المرضى يعانون من صعوبة في الوصول إلى العلاج والرعاية الصحية اللازمة، مما يزيد من خطر تفاقم حالتهم الصحية وارتفاع معدل الوفيات.
31 وفاة على الأقل بسبب سوء التغذية والجفاف بينهم 28 طفلا
وفي الوضع الحالي، يشهد قطاع غزة تفاقمًا مدمرًا في سوء التغذية والجفاف، وقد أدى ذلك إلى وفاة ما لا يقل عن 31 شخصًا، بينهم 28 طفلاً، والحديث لازال على لسان شحادة.
وبحسب بيان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تشير التقديرات إلى أن حوالي 1.1 مليون شخص في قطاع غزة، أي نصف سكان القطاع تقريبًا، سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الكارثي، ومن المتوقع أن ينشب الجوع في شمال قطاع غزة والمحافظات المجاورة في الفترة بين الوقت الحالي وشهر مايو ، وأكثر من 90% من الأطفال دون الخامسة أصيبوا بمرض معدي واحد على الأقل.
وبالإضافة إلى ذلك، تم رصد مؤشرات إضافية لانتشار الأوبئة مثل اليرقان وجدري الماء والأمراض الجلدية.
ووفقًا لتقرير وزارة الصحة في قطاع غزة الصادر في وقت سابق، تم تسجيل أكثر من 31,348 حالة عدوى التهاب الكبد الوبائي "A".
وتشير تقارير وزارة الصحة في قطاع غزة أيضًا إلى تسجيل مئات حالات الإجهاض والولادة المبكرة نتيجة للظروف الصعبة والهروب القسري التي يعيشها السكان.