مانع العتيبي: هدفنا الوصول لأفضل السبل للارتقاء بمعدلات الأداء الفردي والمؤسسي

د. هيا المعضادي: مطلوب منح المدربين القطريين أولوية في كل الجهات الحكومية

 د. سلطان الهاجري: يجب وضع سياسة جودة بشعار «التدريب مدى الحياة»
 

تحت شعار «إحداث ثورة فكرية ذاتية ومؤسسية في إدارة رأس المال البشري»، نظم مركز اتزان للتدريب الإداري والاستشارات أمس، مؤتمر الموارد البشرية في دورته الأولى، بمشاركة نخبة من الخبراء في مختلف مجالات التنمية البشرية.
وحَفَل جدول أعمال اليوم الأول من المؤتمر -الذي ترعاه مؤسسة دار الشرق- بموضوعات مختلفة طرحت ضمن عدة ورش تفاعلية وجلسات متخصصة قدمها نخبة من المتحدثين والخبراء المحترفين من قطر والعالم.

وفي هذا السياق أعرب السيد مانع العتيبي، مدير إدارة التدريب بوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، عن سعادته بالمشاركة في فعاليات المؤتمر الذي يعكس أهمية تنمية الموارد البشرية. وأكد العتيبي أن وزارة التنمية الإدارية لا تدخر جهداً في تقديم كل جديد للمؤسسات الحكومية والخاصة، دعماً منها للوصول لأفضل السبل للارتقاء بمعدلات الأداء الفردي والمؤسسي.
وفي هذا المؤتمر المهم -أضاف العتيبي- سوف يناقش نخبة من المحاضرين من عدة جهات حكومية، وخاصة من دولة قطر محاور المؤتمر المتعلقة بشكل رئيسي بالموارد البشرية وإدارة رأس المال البشري، ومن أهمها مستجدات التدريب والتطوير، وإدارة الأداء، ورؤية قطر الوطنية 2030، والاستدامة برأس المال البشري، ودور الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد البشرية، والكوتش ودوره في تطوير الكوادر البشرية، ومستقبل فرص العمل في سوق العمل القطري. وتابع: وللتأكيد على أهمية الموارد البشرية في دولة قطر، فقد أطلقت الدولة الرؤية الوطنية 2030 ركيزة خاصة بتنمية الموارد البشرية، وجعلتها غاية في التعليم والتدريب والصحة وتوفير قوة عمل تتميز بالكفاءة ملتزمة بأخلاقيات العمل، وحرصت القيادة على تطوير الموارد البشرية وأهميتها في الارتقاء بالمجتمع القطري إلى المكانة الرائدة التي نصبو إليها.
وأعرب العتيبي عن شكره لمركز اتزان للتدريب الإداري على تنظيم المؤتمر ودعوته الكريمة لحضوره، متمنياً للمشاركين في فعاليات المؤتمر بالتوفيق والنجاح.

أساليب حديثة
من جانبها، أكدت الأستاذة تماضر عبدالله المطوع، مدير مركز اتزان للتدريب الإداري أن من أهداف الاستراتيجية التي يعمل من أجل تحقيقها مركز اتزان، هو دعم دولة قطر بالكوادر المؤهلة علماً وعملاً؛ لأن دولة قطر تستحق الأفضل منا جميعاً أفراداً وجماعات.
وأضافت أن دولة قطر تتجه في الآونة الأخيرة لدعم الموارد البشرية بأحدث الأساليب التدريبية والتقنية، ومن هنا جاء تعزيز ودعم الدولة للذكاء الاصطناعي وإدخاله كداعم رئيسي في إدارة الموارد البشرية في كافة المؤسسات القطرية، ونحن اليوم في هذا المؤتمر نصنع تاريخاً جديداً للموارد البشرية مع مجموعة من الخبراء في دولة قطر.

مستجدات التدريب
وضمت أجندة المؤتمر مواضيع مختلفة وأوراقاً بحثية تشمل «مستجدات التدريب والتطوير ونُظم التقييم وإدارة الأداء الحديثة عالمياً»، والتي قدمها الدكتور سلطان الهاجري، المستشار المالي بالأمانة العامة لمجلس الوزراء والمدرب المعتمد في التنمية البشرية، وأعرب فيها عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي يأتي استجابة للاهتمام المتزايد من دولة قطر بتنمية قدرات الموارد البشرية، تحقيقاً لرؤيتها الوطنية 2030، والتي جعلت التنمية البشرية إحدى ركائز التنمية الوطنية الشاملة، وأشار الدكتور الهاجري إلى توجه دولة قطر للاستثمار الحقيقي في العنصر البشري، والذي يعتبر الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية، مشيراً إلى أن مقياس تقدم الدول وتطورها يعتمد على ما تمتلكه من عنصر بشري مؤهل ومدرب إلى جانب الثروات الطبيعية.

العنصر البشري
وأكد الدكتور الهاجري أنه رغم التحديات والظروف المتسارعة، لا بد أن نركز على العنصر البشري لأهميته في نجاح المؤسسات واستدامتها، وبناء الكفايات المهنية لكل موظف، والتركيز على مجموعة من التخصصات لمواكبة التطور المتسارع. وأشار إلى أن التدريب المستمر والمتواصل للكوادر البشرية عبر المنصات الإلكترونية أصبح ضرورة قصوى، لضمان تطوير المؤسسات وعدم انهيارها إذا اعتمدت على تراكم خبرات قديمة دون التجديد.. منوهاً بضرورة تركيز جهود الأفراد والمؤسسات لوضع سياسة لجودة عملية التدريب، وذلك تحت شعار «التدريب مدى الحياة».
ونوه بأن الاستثمار في العنصر البشري أصبح أحد أهم متطلبات التقدم والرخاء الذي تسعى إليه الدول، حيث إن التقدم العلمي يتطلب تأهيل وتدريب العاملين وهذا هو الاستثمار الحقيقي.. منوهاً بأهمية ربط التأهيل والتدريب لرفع الإنتاجية والعطاء والكفاءة في سوق العمل ومعترك الحياة بإعداد مناهج دراسية متطورة تحاكي سوق العمل، وتخرج أجيالاً مؤهلة ومدربة قادرة على العطاء والبذل.

الاستدامة في رأس المال البشري
وضمت فعاليات اليوم الأول مواضيع مختلفة ومحاور أساسية شملت «رؤية قطر 2030 والاستدامة في رأس المال البشري بدولة قطر»، قدمتها الدكتورة هيا المعضادي، مستشار وزارة الثقافة والرياضة ومستشار تنمية مهارات بشرية، وأوصت بمنح المدربين القطريين أولوية في كل الجهات الحكومية من خلال مخاطبة إدارة التدريب والموارد البشرية في مؤسسات الدولة بمنح نسبة من أنشطتها التدريبية للمدربين الجدد، أسوة بدعم الدولة المشاريع الصغيرة بإدخالها في برامج المناقصات الحكومية. ونوهت د. هيا بضرورة توجيه المشاريع والمبادرات الشبابية للعمل على تحقيق الاستدامة في العنصر البشري، والذي يقود جميع العناصر البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وهي ركائز رؤية قطر الوطنية 2030.  كما تضمن المؤتمر ورشة تفاعلية لمناقشة دور الذكاء الاصطناعي في إدارة رأس المال البشري، قدمها الدكتور تامر ناشف مستشار وكوتش معتمد ICF، ومؤسس شركة Eryx Consulting..

متطلبات الوظائف

ويناقش مؤتمر الموارد البشرية في دورته الأولى تمكين الموارد البشرية في مواجهة متطلبات الوظائف مستقبلاً، وتوظيف استراتيجيات علم النفس الإيجابي في قيادة وإدارة الموارد البشرية، والكوتشنج المهني وأثره المباشر في تطوير الكوادر بالشركات والمؤسسات القطرية، ورؤية قطر بمجال الموارد البشرية وأثره المباشر، والممارسات الحديثة في إدارة الموارد البشرية بعد جائحة كورونا، وخيارات العمل غير التقليدية في ظل الثورة الصناعية الرابعة، والاستدامة برأس المال البشري بدولة قطر، ومستقبل فرص العمل في سوق العمل القطري.
ويهدف المؤتمر إلى توفير منصة للمناقشة والتعرّف على أفضل الممارسات العالمية في إدارة رأس المال البشري، والبحث عن أفضل الوسائل لإحداث ثورة فكرية ذاتية ومؤسسية في الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا، والتعرّف على أحدث الاستراتيجيات والاتجاهات بمجال الموارد البشرية، وطرح الأفكار الملهمة التي تساعد على تصميم وبناء قدرات ومواهب الشريك الاستراتيجي الحقيقي، وتمكين المتخصصين في المارد البشرية على كافة المستويات الإدارية.