القطريات يستهدفن قطاعات أعمال رائدة
اقتصاد
07 نوفمبر 2015 , 12:03ص
ماهر مضيه
أكدت نورما تاكي، شريك إقليمي في مؤسسة «PWC» العالمية - دبي، على أن %32 من إجمالي عدد النساء القطريات يعملن بوظائف حكومية خاصة أو رائدات أعمال، بالإضافة إلى وجود نسبة %0.05 يشاركن في مجالس الإدارات للشركات والمؤسسات الكبرى.
وأوضحت تاكي في حوار خاص مع «العرب» أن مجموعة كبيرة من النساء العاملات تعاني من بعض العقبات التي تواجههن على المستوى المهني والاجتماعي، والتي تتمثل بتنسيق الوقت للاهتمام بالتقدم الوظيفي إلى جانب القيام بواجبات الأسرة، كما أن الكثير من السيدات يفتقدن للثقة بأنفسهن، بالإضافة إلى عدم القدرة على تطوير المهارات الوظيفية وتنمية القدرات الإدارية بسبب الظروف والالتزامات الاجتماعية.
وأشارت تاكي إلى أهمية مشاركة السيدات القطريات القياديات في المنتديات الاقتصادية والتنموية العالمية، بغية نقل الخبرات الخارجية إلى محيطهن، كما أنهن يستطعن كسب المهارات لتطوير الأعمال الخاصة بهن.
وتوقعت أن ينمو عدد السيدات القطريات المشاركات في قطاعات الأعمال والساعيات إلى الريادة بنسب كبيرة خلال الفترات المقبلة، مؤكدة أن تلك القياديات ستمكن من تقديم قيمة مضافة إلى الاقتصاد.
وتعتبر مؤسسة «PWC» واحدة من أكبر شركات الخدمات المهنية في العالم، والتي تم تأسيسها في سنة 1998، وتعمل الشركة في عدة مجالات، حيث إن أهمها يتمثل بالتدقيق الداخلي والاستشارات المالية والوساطات التجارية.
¶ ما رأيك كخبيرة في منطقة الشرق الأوسط بالقيادات الشابة النسائية القطرية؟
- أعتقد القيادات النسائية القطرية مميزة، حيث إن %32 من النساء يعملن بوظائف حكومية خاصة أو مالكات لشركات صغيرة ومتوسطة، إذ تعتبر النسبة الأعلى في منظمة «جي سي سي» بدول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن هذه النسب ما زالت بحاجة إلى زيادة وارتقاء.
وقد لاحظت وجود مجموعة من السيدات القطريات اللواتي يعملن بمواقع متقدمة في شركات ومؤسسات كبرى، كما أنهن يعتبرن «مثلا أعلى» للكثير من الفتيات في عمر الدراسة أو المشرفات على مرحلة بدء العمل.
¶ ما أبرز المعيقات التي تواجه المرأة في عملها، أو تمنع تقدمها في المستوى الوظيفي؟
- هناك نوعان من المشكلات التي تصطدم بطموح السيدات، الأول يتمثل بالشق الاجتماعي من أمور العائلة وتدبير المنزل، والقيام بواجبات الأطفال، بالإضافة إلى الضعف في تقبل المجتمعات لثقافة المرأة العاملة.
أما الشق الثاني فيتمحور حول مشكلات القدرة والثقة والتحيز للرجل، حيث إن المرأة في بعض الأحيان ترفض الترقية لشعورها بعدم القدرة على تحمل المسؤوليات، وذلك لأسباب عدة، أهمها عدم الثقة بالنفس ونظرتها السلبية تجاه مهاراتها، بالإضافة أن الكثير من النساء ينظرن بتحيز للرجل، أي أنهن من يعتبرن أن الرجل قادر على إدارة المسؤوليات بشكل أفضل.
¶ هل تملكين أي اقتراحات لتجاوز تلك العوائق؟
- أعتقد أن هناك حلولا لكل ما سبق، فالشق الاجتماعي عادة ما تعاني فيه المرأة من ساعات العمل لتصطدم بسببها مع المنزل والمجتمع، فالحل هنا يكون بوظيفة «مرونة في وقت الدوام المكتبي» أي أن وقت التواجد في المؤسسة حتى الساعة 2 ظهرا مثلاً، ومن بعدها تستطيع السيدة إنجاز مهامها المناطة بها من المنزل، هذا أحد الطرق التي يمكن إذا ما تم تنفيذه أن يؤثر إيجابيا في المجتمع.
وبالنسبة للعوائق الخاصة بجزئية العمل، فلا بد من دفع المرأة وتشجيعها للقيام بدورات، والمشاركة في ورش العمل لرفع مستوى الثقة بالنفس، بالإضافة إلى أنه يجب على كل فتاة تحديد مثل أعلى لها، لكي تأخذ من التجارب الناجحة والخبرات المميزة في الشق المهني، وذلك لتفادي الوقوع بأخطاء قد تؤثر على المستقبل الوظيفي أو الإداري.
¶ لماذا لا يوجد أعداد كبيرة من السيدات في الإدارات العليا للمؤسسات بالرغم من دعم جهات حكومية خاصة لهن في قطر؟
بشكل خاص، في قطر لا تتجاوز نسبة النساء المشاركات في مجلس إدارة أي من المؤسسات %0.05، وبشكل عام، منذ 10 سنوات وبالرغم من كل الدعم المقدم من الجهات الحكومة والخاصة، في كافة أرجاء الدول العربية، بدت النسبة تنمو ببطء شديد، وذلك بسبب مجموعة من العوائق التي تتمثل بالمجتمع والعائلة بالإضافة إلى الأجواء العامة في المؤسسات، كل ذلك صب في تخفيض أعداد الفتيات في مجال الأعمال.
¶ ما أهمية مشاركة المرأة القطرية في منتديات المنتديات العالمية الخاصة بقطاع الأعمال؟
- برأيي الشخصي أن مشاركة المرأة القطرية في المنتديات العالمية تحمل أهمية قصوى، حيث إنها تستطيع نقل الخبرات والتجارب الاقتصادية الناجحة من المجتمع العالمي إلى محيط عملها في الدوحة، بالإضافة إلى إلمام بأوضاع الأسواق العالمية واضطلاع بشكل مباشر على حجم استيعاب تلك الأسواق لعملها أو لمنتجات شركتها أو الخدمات التي تقدمها.
¶ كيف تقيمين الدعم المالي للسيدات القياديات اللواتي دخلن إلى قطاع الأعمال عبر شركات متوسطة وصغيرة؟
- أعتقد أن الحكومة القطرية تقوم بواجبها على أكمل وجه في دعم ريادة الأعمال عبر مجموعة من
السبل والوسائل، كما أن الدعم المالي «الشراكة أو القروض» يشكل الخطوة الأهم في انطلاق المرأة لإنشاء شركة.
ومع مرور الوقت سنجد ارتفاعا في عدد السيدات المشاركات في مجال الأعمال وإطلاقهن مجموعة من المشاريع التي تقدم قيمة مضافة للاقتصاد.
¶ كخبيرة في مجال الوساطة التجارية، ما النصيحة التي تقدمينها للفتيات المقبلات على العمل؟
- في البداية يجب على الفتاة أن تضع خطة أو توجها عاما لها، كما أنها يجب أن توجد ثقتها بنفسها لإنجاز ما ترغب به، والتركيز على وضع مثال أعلى ناجح ومن ثم التواصل من نساء قد نجحن في ذات المجال للأخذ من خبراتهن، ومن ثم التدريب والتطوير من الذات، بالإضافة إلى المشاركة في المنتديات وورش العمل لكسب خبرة إضافية.
س.ص