فرنسا تقرر تدخلاً عسكرياً جوياً ضد تنظيم الدولة في سوريا

alarab
حول العالم 07 سبتمبر 2015 , 03:23م
أ.ف.ب
أعلنت فرنسا اليوم الاثنين أنها ستقوم بطلعات استطلاع فوق سوريا من أجل شن "ضربات" ضد تنظيم الدولة ، في تطور بإستراتيجيتها التي لا تزال تستبعد أي تدخل بري لقواتها في هذا البلد.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مؤتمر صحافي "طلبت من وزير الدفاع العمل على إجراء طلعات استطلاع اعتبارا من الغد فوق سوريا".

وأوضح أن الطلعات هذه "ستجيز لنا التخطيط لضربات ضد تنظيم الدولة مع الاحتفاظ باستقلالية تحركنا وقرارنا"، في تلميح إلى أن فرنسا لا تنضم عبر ذلك إلى الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن الذي يستهدف الجهاديين في سوريا.

وتابع هولاند إن تنظيم الدولة  "متواجد في العراق وسوريا. وتنظيم الدولة هو من يدفع من خلال المجازر التي يرتكبها بآلاف العائلات إلى الفرار"، فيما تواجه أوروبا توافدا تاريخيا للاجئين، حيث أعلن هولاند عن استقبال بلاده 24 ألف لاجئ على سنتين والدعوة إلى مؤتمر لبحث هذا الملف.

وأضاف أن "ما نريده اليوم في سوريا هو معرفة ما يحضر ضدنا وما يجري ضد الشعب السوري".

وأضاف "أنه الشرط لنتمكن من امتلاك القدرة على التدخل في هذا الشكل، ثم بعد ذلك وحسب المعلومات التي نكون قد جمعناها والمعلومات الاستخبارية والاستطلاع الذي قمنا به، سنكون جاهزين لتوجيه ضربات".

وتشارك فرنسا في إطار التحالف الدولي في شن ضربات على مواقع تنظيم الدولة في العراق. وقد رفضت من قبل أي مشاركة في المناطق التي سيطر عليها التنظيم في سوريا.

وأكد الرئيس الفرنسي أن بلاده لن ترسل قوات برية إلى سوريا. وقال إن "إرسال قوات فرنسية برية إلى سوريا سيكون غير منطقي وغير واقعي".

وأوضح "غير واقعي لأننا سنكون الوحيدين وغير منطقي لأنه سيعني تحويل عملية إلى قوة احتلال وبالتالي لن نفعل ذلك تماما مثلما أننا لا نفعل ذلك في العراق".

ولا شك أن عدة عوامل دفعت بفرنسا إلى تبديل موقفها.

فعند بدء التدخل الفرنسي الجوي في العراق قبل عام أوضح الرئيس الفرنسي أنه يضع التنظيم الجهادي والرئيس السوري بشار الأسد في نفس الكفة، وهما متهمان بالتسبب بمقتل مئات الآلاف منذ انطلاق النزاع السوري في مارس 2011. واعتبرت فرنسا آنذاك أن قصف التنظيم في سوريا لا يمكن إلا أن يخدم مصالح النظام السوري.

لكن هولاند برر اليوم الاثنين هذا التغيير وقال إن "تنظيم الدولة وسع نفوذه بشكل كبير منذ عامين".

كما يمكن لعامل آخر أن يفسر تطور الموقف الفرنسي وهو مشاركة دول عربية في القصف في سوريا. فالائتلاف الدولي يشمل السعودية والأردن وقطر والبحرين والإمارات.

وفي 2015 تقربت فرنسا بشكل كبير من عدة دول عربية سواء من خلال صفقات أسلحة أو سياسيا، لا سيما دول الخليج. بالتالي بات صعبا على باريس غض النظر عن مشاركة تلك الدول في الائتلاف.

لكن بالنسبة إلى فرنسا أولا، يكمن الهدف في محاولة تقليص خطر هجمات إضافية على أراضيها. فالهجمات الدامية في باريس في يناير والهجوم في قطار ثاليس في أغسطس وخطط الهجمات المحبطة كواحد استهدف كنيسة في ضاحية باريس، مرتبطة كافة بالجهاديين وتبنى التنظيم بعضها.

وأكد هولاند اليوم الاثنين أن بلاده "لطالما تحملت مسؤولياتها في مواجهة الإرهاب". وتابع "ولدينا إثبات أن هجمات ضد عدة دول وخصوصا بلدنا، يجري التخطيط لها من سوريا".

ومن أجل إنهاء الفوضى السائدة في سوريا أكد هولاند أن "فرنسا تعمل من أجل إيجاد حلول سياسية لأن المخرج في سوريا سياسي".

وتابع "لذلك نعتبر أنه علينا التحدث مع كل البلدان التي تريد تشجيع هذا المخرج وهذا الانتقال". وأضاف "أعني دول الخليج وأعني روسيا وإيران والدول الأعضاء في التحالف أصلا".

لكن الحل الدبلوماسي والسياسي هذا برأيه ينبغي أن يستبعد الرئيس السوري.

وأكد أنه "في سوريا يجب عدم فعل أي شيء يعزز بشار الأسد أو يبقيه في السلطة. رحيل الأسد مطروح في وقت ما في الانتقال".

م.ط/م.ب