"بحيرات من الدماء" أمام مقر صحيفة شارلي إيبدو بعد الهجوم

alarab
حول العالم 07 يناير 2015 , 06:46م
أ.ف.ب
تحول الشارع الذي تقع فيه مكاتب أسبوعية "شارلي ايبدو" إلى بحيرات من الدماء بعد الاعتداء الإرهابي الذي استهدف هذه الصحيفة الساخرة مسفرًا عن 12 قتيلاً، ومعيداً باريس إلى الأجواء الحالكة لاعتداءات ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

في هذا الحي الواقع شرق باريس والذي تحاصره قوات الأمن تغص الشوارع بسيارات الإسعاف والإطفاء والشرطة، فيما يقوم رجال الإطفاء بمساعدة الكثير من الأشخاص الذين أصيبوا بالهلع والصدمة.

صحافي يعمل في مكتب مواجه لمبنى "شارلي إيبدو" يقول: "تتناثر الجثث على الأرض وسط بحيرات من الدماء، كما يوجد مصابون بجروح خطيرة.

في حوالي الساعة 11.30 "10.30 ت غ" دخل رجلان يحملان رشاش كلاشينكوف وقاذفة صواريخ مكاتب "شارلي إيبدو" الواقعة في مبنى يضم شركات أخرى في شارع نيكولا- إبير الصغير في الدائرة الحادية عشرة للعاصمة الفرنسية.

تروي موظفة بريد لـ"فرانس برس" قائلة: "كنت في المبنى في طرف الممر المؤدي إلى مكاتب الأسبوعية عندما دخل عدد من الأشخاص يبحثون عنه قبل أن يطلقوا النار لإرهابنا.

داخل مكاتب الصحيفة تظهر أثار هذه المجزرة الأكثر دموية التي لم تشهدها فرنسا منذ عقود.

"ريجينا" التي كانت تنتظر دورها في قاعة انتظار بمركز لطب العيون على مسافة نحو مائة متر من المكان تقول: "سمعت دوي إطلاق نار ورأيت رجال شرطة يركضون، أدركت على الفور أنه اعتداء"، مضيفة: "كان الأمر أشبه بمسلسل بوليسي".

رجل يقيم بالقرب من المكان يروي بهدوء طالبا عدم ذكر اسمه قائلاً: "رأيت رجلين يخرجان من المبنى وهما يطلقان النار قبل أن يستقلا سيارة سيتروين صغيرة سوداء انطلقا بها نحو جادة ريشار لونوار.

وفي شريط فيديو تم تصويره في الجارة التي تبعد عشرات الأمتار عن مكاتب «شارلي إيبدو" يظهر رجلان مسلحان ببنادق آلية يخرجان من سيارة ويرديان شرطياً عن قرب برصاصة في الرأس قبل أن يلوذا بالفرار.

ويوضح الجار أنهما "كانا ملثمين ويحملان رشاشات كلاشينكوف أو بنادق إم16". مضيفا "كان مظهرهما شديد الجدية حتى اعتقدت أنهما من القوات الخاصة ويطاردان مهربي مخدرات، بدا الأمر وكأننا في موقع تصوير فيلم سينمائي.

ليليا مهدب - وهي طالبة في الرابعة والعشرين – تقول: "كنت متوجهة إلى دروسي، وعندما خرجت من المترو سمعت طلقات نارية، ربما ثلاث" مضيفة "قيل لي أنهم يطلقون النار .. اخفضي رأسك، لم أفكر لحظة بل عدت فوراً إلى محطة المترو". موضحة أنها من شدة خوفها لم تخرج من هناك إلى الشارع إلا بعد مرور أكثر من ساعة.

عشرات الأشخاص يمرون بالقرب من المربع الأمني الذي فرضته الشرطة على الموقع وهم يتحدثون من خلال هواتفهم النقالة، يقول أحدهم: "إنها حالة جنون في قلب باريس.