مؤتمر الإنتربول يستعرض تجربة لقطر الخيرية

alarab
محليات 06 ديسمبر 2017 , 06:51م
قنا
ناقش مؤتمر الإنتربول العالمي الخامس لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين العديد من الموضوعات ذات العلاقة بالاتجاهات الناشئة لجريمة الاتجار في البشر والمشاركة القسرية في الأنشطة الإجرامية وأغراض نزع الأعضاء مع استعراض لبعض دراسات الحالة التي تتعلق بمسالك الاتجار ومواصفات المتاجرين والأساليب الإجرامية والمسائل التي ينبغي أن يأخذها واضعو السياسات في الاعتبار.
وتناولت الحلقات النقاشية التي أقيمت ضمن فعاليات المؤتمر، التعاون الدولي في مكافحة الاتجار بالبشر مستعرضة في هذا الإطار بعض التجارب الناجحة للمنظمات العالمية والإقليمية بفضل تفعيل التعاون الدولي وتبادل المعلومات عبر الحدود.
وفي هذا السياق أوضح السيد فيصل راشد الفهيدة المدير التنفيذي للعمليات بقطر الخيرية أن استفحال جريمة الاتجار بالبشر مفارقة غريبة بين المستوى المادي المتطور للحضارة الإنسانية بسبب التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع ومستواها القيمي الهش الذي يقف عاجزا أمام توحش الإنسان تجاه أخيه من أجل كسب غير مشروع جعل جرائم الاتجار بالبشر من أكثر الجرائم درا للأرباح في العالم.. معتبرا أن الاتجار بالبشر عبودية جديدة ومكافحته دفاع مباشر عن مكتسبات الحضارة الإنسانية والتهاون في هذا الشأن يعيد الإنسانية إلى القرون الغابرة.
وأوضح أن قطر الخيرية تدرك أن مكافحة الاتجار بالبشر تحتاج إلى مقاربة شاملة وإلى جهد جماعي يعتمد على ضمان حقوق الإنسان كما حددتها الشرعية الدولية المتمثلة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إضافة لضمان حقوق الشعوب في التنمية وفقا للإعلان العالمي للحق في التنمية الصادر عن الأمم المتحدة.
وأكد الفهيدة على ضرورة أن تحرص هذه المقاربة على تعزيز التعاون بين جميع الفاعلين على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية من أجل الأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الجغرافية الثلاثة لظاهرة الاتجار بالبشر "دول المصدر ودول العبور ودول المقصد".. مشددا على أن التنمية الشاملة في المجتمعات الفقيرة والمحتاجة هي وسيلة ناجعة للمساهمة في مكافحة الاتجار بالبشر.
واستعرض الفهيدة تجربة قطر الخيرية في معالجة ظاهرة "أطفال الهجن" السودانيين حيث تمكنت بالتعاون مع شركائها من تسهيل إعادة دمج أطفال الهجن في مواطنهم الأصلية من خلال الإسهام في معالجة جذور الأسباب التي أدت إلى هجرتهم وتعرضهم لهذه الممارسات حيث ركزت جهود قطر الخيرية في هذا المجال على مجموعة من التدخلات في المناطق المصدرة لأطفال الهجن في ولاية كسلا ومنها تعزيز دور المؤسسات الحكومية السودانية في حماية الأطفال من ظاهرة الاتجار بالبشر، ورفع الوعي الاجتماعي بالظاهرة وسبل الوقاية منها، ودعم جهود التمكين الاقتصادي وسبل كسب العيش، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين في مجالات التعليم والصحة والمياه، وتوفير البنية التحتية وربط المناطق بالأسواق والمدن لفك عزلتها.