

الأسباب المطروحة لمقاطعة البطولة ليست منطقية
عدد قليل جداً يسوقون لانتقادات ضد قطر في 10 بلدان
استغراق إصلاحات العمل وقتاً ليس أمراً فريداً بقطر فقط
الشعب القطري مضياف.. ونطالب المشجعين باحترام قوانيننا
أكد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن الأسباب المطروحة لمقاطعة بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر ليست منطقية، معتبرا أن هناك الكثير من النفاق في الهجمات على الدولة لتجاهلها كل ما حققته.
وقال سعادته في حوار مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، إن الانتقادات العديدة التي وجهت للدولة قبل أسبوعين من انطلاق البطولة يتم تسويقها من قبل عدد قليل جداً من الناس في 10 بلدان على الأكثر، الذين لا يمثلون على الإطلاق بقية العالم، مؤكدا أنه أمر مؤسف صراحة لأن الحقيقة هي أن العالم يتطلع إلى هذا الاحتفال وأنه تم بيع أكثر من 97٪ من التذاكر والدول العشر من بين الدول التي اشترت أكبر عدد من التذاكر مثل فرنسا.
وعن تأخر إقرار بعض إصلاحات سوق العمل مثل إلغاء الكفالة، أوضح سعادته «أدركنا المشاكل في أنظمة العمالة الوافدة لذلك دعونا المنظمات غير الحكومية إلى الدولة والعمل معنا»، مبينا أن الدوحة قطعت شوطاً طويلاً في إصلاح تشريعاتها التي تستغرق وقتاً وينطبق هذا على أي بلد وليس الأمر فريداً من نوعه فقط في قطر.
وشدد على أنه «لا تزال هناك عيوب ونحن مصممون على إصلاحها. لكن لماذا نلوم حكومتنا بشكل ممنهج على هذه المشاكل، بينما في أوروبا، يتم إلقاء اللوم في أدنى حادثة على الشركة؟ لماذا هذا الكيل بمكيالين؟ أعتقد أن هناك بعض الأشخاص الذين لا يقبلون أن تقوم دولة صغيرة في الشرق الأوسط باستضافة مثل هذا الحدث العالمي».
أرقام مضللة
وردا على سؤال حول عدم وجود إحصائيات دقيقة بوفيات العمال خلال الفترة التي سبقت استضافة كأس العالم، قال سعادته إن «كل حالة وفاة هي أمر محزن، في قطر نقوم بجمع ونشر أرقام الوفيات كل عام، مقسمة حسب العمر والجنس وسبب الوفاة ونوع العمل، وبالطبع غالبية هذه الوفيات ليست مرتبطة بالعمل إنها تعكس التركيبة السكانية لدولة قطر التي تضم مجموعة سكانية متنوعة للغاية»، مشددا أن الأرقام التي نقلتها وسائل الإعلام كاذبة أو مضللة.
وأكد سعادته أن تحديد الحد الأدنى للأجور بـ 1000 ريال مبلغ يتناسب مع تكلفة المعيشة في قطر ومستوى الأسعار وحجم الاقتصاد القطري، مشددا على أن هذا الحد الأدنى للأجور كافٍ لعيش حياة كريمة.
وعن مطالب منظمة العفو الدولية من الفيفا تخصيص 400 مليون دولار من أرباح كأس العالم لإنشاء صندوق تعويضات للعمال، قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن «مثل هذا الصندوق موجود بالفعل وأثبت قيمته. في العام الماضي تم صرف 350 مليون دولار من هذا الصندوق، وذهبت هذه الأموال إلى الموظفين الذين حُرموا من رواتبهم والذين تواجه شركاتهم الآن دعاوى قضائية، أو للموظفين الذين أصيبوا في العمل أو لحالات الوفاة المرتبطة بالعمل. هذه الآلية تعمل بشكل جيد للغاية. فلماذا نكررها؟».
عنصرية
وانتقد سعادته بعض الانتقادات تجاه استضافة قطر لبطولة كأس العالم، قائلا «قرأت قبل أيام تعليقاً يقول إن قطر ليست مستعدة فكرياً وثقافياً لاستضافة كأس العالم. هل هذه العنصرية مقبولة في أوروبا في القرن الحادي والعشرين؟ كرة القدم ملك للجميع. إنها ليست حكراً لنادي النخب، فهناك 450 مليون عربي مسرورون لأن بطولة كأس العالم تقام أخيراً في منطقتهم».
وبشأن عمل نظام التبريد في استادات كأس العالم، قال سعادته « إن درجات الحرارة في قطر في الفترة من نوفمبر إلى ديسمبر أقل تقريباً من درجات الحرارة في أوروبا خلال الصيف، لذلك لن يتم استخدام تكييف الهواء، ولكن فكّر في حقيقة أن بعض الملاعب الأوروبية يتم تدفئتها خلال فصل الشتاء. هذا لا يسبب مشكلة. فلماذا يُثار تكييف الهواء في ملاعبنا على أنه مشكلة على الرغم من أن التكنولوجيا المستخدمة أكثر حداثة وذات ضرر بيئي أقل؟».
ردا على سؤال بشأن آلية عمل قوات الشرطة البريطانية، أوضح أن «كأس العالم في قطر مثل أي حدث رياضي آخر في العالم، وتتمتع قطر بعلاقة ودية مع هذه الدول، في أوروبا وأمريكا الجنوبية، ونحن نعمل معهم في مجال الأمن، وستعمل قوات الأمن من فرنسا وإنجلترا ودول أوروبية أخرى جنباً إلى جنب مع شرطتنا، ولن يتصرفوا بمفردهم بل سوف ننسق كل شيء، لأننا مسؤولون عن أمن الجميع، سواء جاؤوا من إنجلترا أو فرنسا أو إفريقيا. نحن من أكثر البلدان أماناً في العالم، وستكون كأس العالم هذه واحدة من أكثر الكؤوس أماناً في التاريخ».
صدام ثقافات
وعن التوقعات بحدوث «صدام ثقافات» خلال بطولة كأس العالم، أكد سعادته أن «الشعب القطري شعب مضياف، والعالم بأسره مرحَّب به في بلدنا. كل ما نطلبه هو أن يحترم المشجعون قوانيننا، تماماً كما يُتوقع منا أن نحترم قوانينك عندما نزورك في بلدك. وستضمن قواتنا الأمنية كأس عالم آمن، ولن يكون هناك تدخل أمني ما لم تعرض تصرفات معينة الناس للخطر. هذا هو الوضع الوحيد الذي سيتدخلون فيه».
بشأن إمكانية قيام بعض اللاعبين بطرح قضايا غير رياضية خلال كأس العالم، رأى محمد بن عبدالرحمن، أنه «في الوقت الحالي، العالم منقسم للغاية، لقد خرجنا للتو من كوفيد 19» متمنيا أن «تكون هذه البطولة احتفالية يكتشف فيها الجميع بلادنا وثقافتنا وشعبنا مضياف جداً ومتسامح. وإذا أراد اللاعبون التعبير عن رأيهم، فسيكونون أحراراً في القيام بذلك، ولن نمنع أي شخص أبداً من التعبير عن نفسه».
حول خطة الدولة لتجنب تكرار تجربة التخلي عن الملاعب التي تم إنشاؤها لأحداث رياضية كبرى بمجرد انتهاء البطولة، بين سعادته أن «الفرق هو أن هناك توافقاً مثالياً بين البنية التحتية التي أنشأناها لكأس العالم والبنية التحتية التي تحتاجها البلاد»، موضحا أنه «ستفكك بعض الملاعب بما في ذلك الملاعب التي سيتم تفكيكها بالكامل وإعادة استخدامها في دولة أخرى. والتبرع ببعض المدرجات لدول أخرى. وسيتم استخدام جميع الملاعب الأخرى بعد كأس العالم. كذلك يتم التخطيط للعديد من الأحداث الرياضية الكبرى الأخرى في بلدنا بعد كأس العالم، مثل دورة الألعاب الآسيوية لعام 2030».
واختتم سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالقول «إن قطر بدأت سياسة القوة الرياضية الناعمة قبل فترة طويلة من حصولها على استضافة كأس العالم وأنها ستستمر لما بعد البطولة، مؤكدا أن طموح الدولة أن نقوم بأشياء تجمع بين الناس وتوحدهم والرياضة أداة مهمة لتحقيق هذا الهدف وقطر على استعداد لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى مثل كأس العالم.