مطار الدوحة خلية نحل لاستقبال العائدين من الإجازات
تحقيقات
05 سبتمبر 2011 , 12:00ص
الدوحة - أيمن يوسف
للمرة الأولى تتزامن نهاية العطلة الصيفية مع انتهاء عيد الفطر السعيد. وينعكس ذلك بشكل رئيس على حركة المطار الذي يشهد ضغطا «شديدا» من قبل شركات الطيران المختلفة. فمع اقتراب بداية موسم المدارس ومع عودة الموظفين في القطاعات المختلفة إلى أعمالهم تسارعت وتيرة الحجوزات على الطائرات العائدة للدوحة.
ويعد مطار الدوحة الدولي أحد أهم وجهات المسافرين في المنطقة لما تتمتع به قطر من موقع مميز وكبلد واصل بين الخليج العربي وغرب آسيا بل وبقاع العالم شتى، ما يضيف ضغطا «إضافيا» على حركة الحجوزات إلى قطر.
3 مواسم في وقت واحد
شركات الطيران المختلفة في الدوحة تغيرت وتيرة عملها فهي لم تكد تجد عملا طوال شهر رمضان الفائت، بيد أنها الآن في أوج نشاطها كما يقول الموظف في الخطوط الجوية السعودية محمد عاطف. وتستقبل آلاف الحجوزات إلى الدوحة خاصة من قبل العائلات التي انتهت إجازاتها في الخارج. وإن مكان انطلاق هذه الرحلات إلى الدوحة اختلف هذا العام، فهي بغالبيتها تتجه من جدة ودبي ومسقط والكويت وعمان. فهذا الوقت من السنة جمع ثلاثة مواسم هي نهاية رمضان ونهاية الإجازات الصيفية وبداية المدارس، ما شكل ضغطا غير مسبوق على الحجوزات.
الدوحة مقصد سياحي شتوي جديد
يؤكد يوسف باتير الموظف المسؤول في الخطوط العمانية بأن الحجوزات بمعظمها عائلية لهذا الموسم ما يجعلها مضاعفة وهي مغرية بالنسبة للشركات العاملة بالطيران، ولكنها معقدة خصوصا «إن ترافقت مع تغيير في موعد الحجوزات من الذين يرغبون في قضاء وقت العيد مع عائلاتهم الكبيرة في بلدانهم قبل مقدمهم هنا».
القليل من الطائرات كانت تخصص قبل الخامس والعشرين من شهر رمضان للقادمين إلى الدوحة -يتابع يوسف- لكن عددها تضاعف بعد هذا التاريخ. وما سيضفي مرونة على عمل شركات الطيران هو مطار الدوحة الجديد الذي سيسهل بطبيعة الحال عمل الحجوزات. ويلاحظ يوسف أن الزائرين للدوحة أكثر من القادمين إليها بناء «على عقود العمل. ما يؤكد أنها أن أصبحت وجهة سياحية شتوية خاصة لأولئك الذين يقيم أقارب لهم هنا».
حركة نشطة ولكن متوقعة
من ناحيته يؤكد موظف حجوزات الطيران سليمان الملا أن هذا الموسم غير اعتيادي، فرغم تخصص الشركة السعودية التي يعمل بها بالرحلات الذاهبة إلى جدة بيد أنها حجزت الكثير من الرحلات القادمة إلى الدوحة لهذا الموسم. مع ازدياد ضغط الحجوزات على بقية الشركات العاملة في الدوحة. وذلك «أن هذا الأمر كان متوقعا» من قبل شركته والكثير من شركات الطيران الأخرى، ذلك أن الكثير من العوائل في قطر حجزت للعمرة في أواخر أيام رمضان وحجزت للعودة مباشرة قبل أو بعد عيد الفطر. وشكل ذلك بطبيعة الحال ضغطا «كبيرا» على الحجوزات. شاكرا «الله تعالى أنه لم يطرأ أي عطل أو تأخير في رحلات الشركة العائدة إلى الدوحة على كثرتها».
ويرى سليمان أن افتتاح مطار الدوحة الإقليمي في أواخر العام الحالي سيشكل نقلة كبيرة في عمل شركات الطيران، وسيمكنها من اتخاذ الدوحة كنقطة توقف أساسية في الرحلات بين أوروبا وإفريقيا وأميركا من ناحية وآسيا من ناحية أخرى. إضافة إلى تيسير هبوط طائرات الرحلات المباشرة إلى العاصمة القطرية.
مرفأ جوي إقليمي لاستيعاب الضغط المتزايد
وفي وقت سابق أعلن السيد عبدالعزيز النعيمي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني في لقاء مع «العرب» أن شهر ديسمبر من العام الحالي سيشهد الافتتاح الرسمي لمطار الدوحة الجديد الذي يعد عند تدشينه أحد أكبر المرافئ الجوية الإقليمية حيث يترافق مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني في 18 ديسمبر 2011.
من جهته قال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لمطار الدوحة الدولي إن إجراءات كثيرة وضعت منذ بداية الصيف الحالي لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة، مؤكدا أنه ومع نهاية موسم الصيف من الضروري أن يكون المسافرون مسؤولين ومتفهمين للإجراءات، وأنها وضعت لجعل تجربة سفرهم أكثر أمنا وراحة قدر الإمكان ومنذ لحظة وصولهم إلى المطار.
وتهيب هذه التعليمات بالمسافرين من أو إلى مطار الدوحة الدولي الالتزام بالتعليمات الصارمة لتفادي الازدحام والتأخير، وتجنب حمل الحقائب الزائدة عن الوزن المحدد لما ينجم عن ذلك من مخاطر صحية لموظفي حمل الأمتعة.
وليد الحسني المشرف في المطار يرى بأن هذه الإجراءات تأتي لتتحول تجربة السفر المتعبة إلى أخرى سهلة وسلسة قدر الإمكان لجميع المسافرين على أي شركة طيران عبر مطار الدوحة الدولي.
ومن النصائح التي تؤديها إدارة المطار للمسافرين:
ضرورة الوصول إلى المطار قبل موعد رحلتهم بمدة طويلة، علما «أن مكاتب تسجيل الدخول إلى الرحلات ستغلق قبل موعد الرحلة بـ60 دقيقة، إضافة إلى حمل الوثائق اللازمة للسفر وهي تذكرة السفر وجواز السفر وتأشيرة الدخول إلى وجهتهم النهائية (عند الضرورة) وذلك لتجنب أي تأخير، ويرى الحسني أن الالتزام بلائحة التعليمات تشكل أولا وأخيرا مسؤولية المسافر.
ويسافر أكثر من 14 مليون مسافر سنويا عبر مطار الدوحة الدولي وتسير أكثر من 30 شركة طيران رحلاتها من المطار وإليه.
ويتسابق المواطنون والمقيمون في الأثناء على إنهاء إجازاتهم في الخارج والعودة للالتحاق بأعمالهم. ما يجعل موظفي مطار الدوحة الدولي في حالة استعداد قصوى لاستقبال عائدين من جنسيات شتى ربما كانوا وحدهم أو اصطحبوا عائلاتهم.
وتؤكد شاميلا الموظفة من شركة المها لخدمات المسافرين المرتبطة بالشركة القطرية للطيران أن الخدمات لهذا الوقت منوطة بتوفير سهولة الحجز في شركات الطيران وبسرعة الإجراءات المتخذة داخل المطار لتفادي تأخر الركاب في طوابير الوقوف. ففي هذه التوقيت تكون المؤسسة معنية بتولي الحجز عن الركاب وإعلام الإدارة في المطار بضرورة تيسير معاملات القادمين خصوصا العائلات. فالأمر يستغرق وقتا للحجز وتأكيد الحجز خصوصا على الطائرات التي تحوي أماكن محدودة أو حددت حجوزاتها منذ وقت مبكر وهنا تأتي أهمية عمل الشركات المساندة لتوفير خدمة مريحة وغير مكلفة خصوصا في وقت الذروة.
سهولة الإجراءات ضرورة ملحة
أحد المشرفين في مطار الدوحة الدولي -فضل عدم ذكر اسمه- أكد لـ «العرب» أن تسهيلات كبيرة تتخذها إدارة المطار لصالح القادمين، وهو قام شخصيا «بإرشاد موظفي الأختام والتحقق إلى إيجاد منافذ سريعة للعائلات وإلى تيسير معاملاتهم نظرا لما لاقوه من جهد بالسفر ساعات طويلة».
سعيد خير بيك الموظف في بنك الدوحة يؤكد أن الإجراءات لهذا العام أكثر مرونة، فالمشرفون يقومون بتوجيه موظفي المطار لتيسير الأختام والموافقات بالسرعة المطلوبة، خصوصا «أنه يصطحب زوجته وأطفاله الثلاث ظانا» أنه من القلة الذين يصطحبون عائلاتهم في المطار، لكنه فوجئ بأن معظم من في المطار بصحبة عائلاتهم.
ويلاحظ موظف الأمن بمطار الدوحة حسن العناني أن عدد القادمين بعد انتهاء العيد أكبر بكثير من عددهم قبله. ويرجع ذلك برأيه إلى انخفاض سعر الحجوزات قبل العيد عنه بعد العيد.
سهيل شكور القادم من لبنان يؤكد أن لما يدفعه هو وكثير من المقيمين للعودة بهذا الوقت سببين رئيسيين هما انخفاض سعر الحجوزات على الطائرة لما بعد العيد وللإلحاق الأطفال بمدارسهم التي تبدأ منتصف الشهر التاسع.
بعض الوافدين تتأخر إجراءاتهم وتعطل سواهم
وبرغم الإجراءات الاحترازية التي تتخذها إدارة المطار لتلافي التأخير في الإجراءات، فإن التأخر ربما يحصل بنتيجة وجود بعض الحالات غير القانونية كما يقول منير ولد لقية الذي صادف وجوده خلف أحد الذين يحملون عقد عمل مع تأشيرة دخول منتهية الصلاحية. ما جعل الجدل يطول بينه وبين موظف المطار ورغم وجود عدد يربو عن عشرة من موظفي الاستقبال بيد أن حالات كهذه يجب أن يخصص لها برأيه من يتعامل معها تلافيا للتأخير.
من جهة أخرى ترى مها دسوقي القادمة من مصر أن هذه السنة مختلفة في سهولة التعامل خصوصا مع العائلات حيث استغرقها الأمر لتختيم جوازات عائلتها المكونة من خمسة أفراد نصف ساعة في العام الفائت، أما الآن فلم يتجاوز الأمر بضع دقائق مع تقديرها لما أنجزته إدارة المطار بتخصيص منفذ خاص للعائلات للحصول على التأشيرة.
السماع عن المطار يختلف عن تجربة الهبوط فيه
علي كنعان من باكستان يقول إنه يجرب القدوم إلى مطار الدوحة لأول مرة وإن تجربته هذه فاقت توقعاته. فالمطار غاية في الاتساع والإجراءات سهلة للغاية حتى بالنسبة لمطارات خليجية هامة أخرى، وإنه كمهندس مدني سبق أن شاهد صورا بانورامية لمطار الدوحة في قطر. وأنه سمع من قبل بأنه جهز ليكون واحد من أجمل المطارات في العالم. وأنه يتمتع بإمكانيات رفاهية وتكنولوجية هائلة.
بطرس ميخائيل الذي يعمل مراقبا عاما لإحدى الشركات، والذي يستقبل أفراد عائلته بُعيد وصوله للدوحة قبل عدة أيام، يقول إن الازدحام لا يكاد يذكر بالنسبة للواصلين ليلا «فهو شخصيا» لم يجده أمامه في صف التأشيرات إلا بضعة أشخاص. أما عندما أجرينا الحديث معه كان بانتظار عائلته التي مضى على وصول طائرتهم أكثر من نصف ساعة ولم يظهروا. مبررا «ذلك بأنه وقت ازدحام مع كثرة الطائرات الواصلة في وقت الظهيرة».
مطار الدوحة الإقليمي
العمل انتهى كما كان مقررا بالنسبة المرحلتين الأولى والثانية، وستكون تكلفة ذلك عند الافتتاح 11 بليون دولار. وذكرت مصادر قريبة من المشروع أن استكمال مرحلتي المشروع يتعين إعلانه من قبل صاحب المشروع، أي لجنة تسيير مطار الدوحة العالمي الجديد ومقاول الهندسة والتوريد والتشييد شركة «بيكتل» (Bechtel) الأميركية.
وكان من المقرر استكمال المرحلة الأولى من المشروع، بتكلفة 3 بليون دولار، في نهاية عام 2009 بينما كان من المقرر استكمال المرحلة الثانية في العام التالي من انتهاء المرحلة الأولى.
وحسب مخطط المطار الجديد، تشمل المرحلة الأولى بناء مدرجين للطائرات وصالات بمساحة 140 ألف مربع و24 بوابة بحيث تكون قادرة على استيعاب 12 مليون مسافر في العام على أن يتضاعف عدد المسافرين إلى 24 مليون مسافر في المرحلة الثانية من خلال إضافة 16 بوابة وإضافة 80 ألف متر مربع في مساحة الصالات.
من جانب آخر، تشمل المرحلة النهائية للمشروع توسعة المساحة الكلية للصالات وصولا بها إلى 80 بوابة وبسعة استيعابية تصل إلى 80 مليون مسافر في العام.