قطاع البحث العلمي بأمريكا يترنح مع وصول ترامب للبيت الأبيض
منوعات
05 فبراير 2017 , 08:17م
د.ب.أ
في هذه الأوقات يسارع كثير من العلماء الأمريكان لعمل نسخ آمنة لأبحاثهم، حيث يخشون اختفائها من خوادم الحواسيب العامة.
فقد وصف دونالد ترامب في النهاية التغير المناخي بأنه "أسطورة صينية"، وبالنسبة للاهتمام بالبحث العلمي، لم يظهر حتى الآن سوى الرفض والإنكار.
تجدر الإشارة إلى أن القرارات الأولى التي اتخذها الرئيس الذي تم تنصيبه في العشرين من شهر يناير، لم تسبب فقط الرعب للعلماء والباحثين بخصوص حريتهم واستقلالية عملهم، بل القلق الرهيب بشأن مستقبلهم، وهذا لا يأتي من فراغ، حيث من المتوقع أن تجري تعديلات جوهرية على المناصب القيادية في كبرى المؤسسات العلمية والبحثية خصوصا العاملة في مجال البيئة، فيما يلي تصور بانورامي للقطاعات والمؤسسات الأكثر تأثرا بهذه القرارات.
وكالة ناسا:
لم يعد واضحا الآن أيا من المهام الكبرى التي تنفذها وكالة الفضاء الأمريكية سوف يكتب له الاستمرار في الفترة المقبلة.
يذكر أن أحد الأهداف التي كان الرئيس السابق باراك أوباما قد حددها هو التوجه نحو القمر أكثر من محاولة بلوغ المريخ، أما الآن فلم يعرف بعد توجه الإدارة الجديدة، لكن من المؤكد أن رحلات الفضاء التجارية، سوف تكتسب أهمية أكبر.
أما تليسكوب الفضاء العملاق (جيمس ويب) الذي أوشك على الانتهاء فيجب أن يدخل مجال العمل، لكن المشكوك فيه حاليا سيكون استمرارية مهام مشروع إعادة توجيه المذنبات (ARM) وغيرها من المشروعات التي محورها كوكب الأرض.
الأقمار الصناعية الخاصة بالطقس:
ينتمي جزء من أسطول الأقمار الصناعية الأمريكية إلى وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وهناك جزء آخر يتبع وكالة الأرصاد الجوية (NOAA)، وتقوم بجمع البيانات التي تستخدم في أبحاث تجرى على المناخ في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى النقل البحري والزراعة وتوقعات الأرصاد والتحذير من الكوارث الطبيعية.
فيما يختص بأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا، أعلنت إدارة ترامب أنها بصدد تقليص ميزانياتها، بهدف " الرصد البيئي الصحيح سياسيا"، في هذا السياق تشير عبارة "صحيح سياسيا" إلى مغزى سلبي.
أبحاث المناخ:
يرحب المشككون في قضية التغير المناخي بمجيئ ترامب، حتى مع قيام إدارة الرئيس الجمهوري بالدعوة للحوار مع نشطاء بيئين أمثال نائب الرئيس الديمقراطي الأسبق، آل جور، ولكن تشير التوقعات إلى أن وكالة الأرصاد الجوية ستتولى مسؤولية الأبحاث التي ظلت ناسا تقوم بها على مدار ثمان سنوات في هذا المجال.
ويبدو أن هذا ليس كل شئ، حيث لا يتوقع أن يتم تحويل إجمالي ميزانية 2017 التي كانت مخصصة لهذه المشروعات البحثية والبالغة قيمتها مليار و900 مليون دولار لوكالة الأرصاد بالكامل، فضلا عن أنه بات في حكم المؤكد أن يقوم وزير الطاقة الجديد، ريك بيري باستقطاعات ضخمة من الموازنة السنوية المخصصة لأبحاث المناخ والبيئة.
وكالة حماية البيئة (EPA):
هي الوكالة المعنية بالتدقيق الصارم في أمور تتعلق بحماية البيئة وضبط معايير انبعاثات الغزات الضارة المتسببة في ظاهرة تأثير الصوبة أو "الاحتباس الحراري"، وكانت المسؤولة عن كشف تلاعب فولكس فاجن في الانبعاثات الصادرة من إحدى فئات سياراتها. يتولى أمر هذه الوكالة الآن سكوت برويت، والذي سعى خلال فترة توليه لمنصب ناب عام ولاية أوكلاهوما للقضاء عليها. برويت يعتقد أن التغير المناخي لا علاقة له بقطاعي الغاز والبترول. وبطبيعة الحال من المتوقع تطبيق استقطاعات هائلة على ميزانية الوكالة خلال عهد ترامب.
أبحاث الخلايا الجذعية:
في ظل وجود كونجرس يسيطر عليه الجمهوريون، من المتوقع أن تتعثر أبحاث مهمة مثل الأجنة والخلايا الجذعية، حيث يسعى الكثير من النواب المسيحيين الإنجليين في مجلسي الشيوخ والنواب للسيطرة على هذه الأبحاث والحد منها، لرفضهم إجراء أبحاث تستخدم فيها أنسجة أجنة حية.
أبحاث السرطان:
المعهد الوطني للصحة (NIH) يجري أبحاث من أجل مقاومة عدة أمراض خطيرة من بينها السرطان. مع إدارة ترامب، من المرجح أن تفقد مبادرة مصل مضاد للسرطان قائم على تقوية جهاز المناعة عند مرضى السرطان أو (Cancer Moonshot 2020)، التي تم الإعلان عنها عام 2015، الدعم الحكومي. ولكن بدوره، نائب الرئيس السابق، جو بايدن سيحاول مواصلة تمويل المشروع من خلال مؤسسته الخاصة.
فيروس زيكا:
هناك أصوات تنتقد إجراء أبحاث حول التهديدات الشاملة التي تمثلها الكائنات الحية الدقيقة، مثل فيروس زيكا. وعلى الرغم من أن الخبراء يعتقدون أن مثل هذه الفيروسات تتسبب ضمن أضرار أخرى في تشوه نمو وصغر حجم رأس أجنة الأمهات المصابات بالفيروس، إلا أن مايك ملفاني، أحد المسؤولين عن ملف الموازنة في البيت الأبيض في إدارة ترامب، أعلن عن شكوكه في الأمر، متسائلا "هل نحتاج بالفعل أن تدعم الحكومة أبحاث في هذا المجال؟"
وسائل الإعلام:
من المتوقع أن ترحب وسائل إعلامية بهذا المناخ المعادي للعلم والعلماء، من بينها الموقع اليميني " Breitbart News"، المملوك لستيفن بانون، وهو واحد من أهم المساعدين الاستراتيجيين لترامب.
يذكر أن الموقع نشر مطلع موسم الشتاء الجاري، ومع ميل درجات الحرارة للانخفاض: "صمت ثلجي بين المحذرين من التغير المناخي".
من جانبهم يرى خبراء أن التراجع الكبير في درجات الحرارة خلال شهر نوفمبر بعد الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة على مدار أشهر الصيف المنصرم، ترجع أسبابه بالأساس إلى تأثير ظاهرة "لا نينيا" أو "الطفلة" المناخية، إلا أن إدارة ترامب لها رأي آخر.
كان الجانب الغربي من الكرة الأرضية قد عاني من تأثير ظاهرة مناخية أخرى نهاية عقد التسعينيات سميت بـ"النينيو"، والتي صاحبتها موجات جفاف من ناحية وارتفاع حاد في درجات الحرارة، مقابل موجات صقيع وسيول وأمطار وأعاصير وثلوج من ناحية أخرى.
//إ.م