خبراء تربويون: الإسراف يقتل مهارات الأطفال
محليات
04 ديسمبر 2015 , 07:32ص
رانيا غانم
قال خبراء تربويون لـ«العرب» إن العادات التي ينشأ عليها الطفل هي التي تحدد سلوكياته فيما بعد. وطالبوا الوالدَيْنِ بأن «ينتبها إلى هذا، وألا يعتقدا أنه ما دام الأبناء صغاراً فلنتركهم دون توجيه أو تعليم، ويؤجلان هذا لمرحلة لاحقة، بعد أن تكون السلوكيات غير السليمة ترسخت فيهم ويصعب تغييرها، فيجب علينا أن نربي أبناءنا على الإنفاق العاقل».
وأكدوا أنه إذا اعتاد الطفل منذ الصغر على حصوله على كل ما يريد في الوقت الذي يريد، فسيجد صعوبة في تقدير ما يملك والاستمتاع به، وسيكبر ليتوقع الأمر ذاته في حياته، وبالطبع سيجد صعوبة في التعامل مع ظروفه الصعبة مستقبلاً، وعلى التأقلم معها، كما سيحرمه هذا من تكوين المهارات اللازمة للتوفيق بين الحاجات والرغبات، وتنظيم أموره المادية والتوفير للأزمات.
وعن تصرف بعض الآباء الذين يقولون "إن الله أعطاني سَعَة من المال فلِمَ أقتر على أولادي؟" قال الخبراء: ليس هناك ما يمنع أن ننفق على أبنائنا ونلبي مطالبهم وأن نوسع عليهم، لكن ينبغي أن يكون هذا في المعقول وفي حدود، وبما لا يسمح بإفساد الولد، فكما يقولون: "بين العبقرية والجنون شَعْرة"، والأمر نفسه بين التبذير والإنفاق الصحيح شيء بسيط.
"الإنفاق الرشيد" مسؤولية الوالدين:
تربية النشء على الترشيد في الإنفاق وعدم الإسراف والتبذير ليست مسألة اجتماعية فحسب؛ بل واجب ديني، وثمة آيات بينات تنهانا عن التبذير والإسراف، {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين}،
لكن التطور التكنولوجي فتح شهية الأطفال على طلب المزيد من أجهزة "الأيباد" و"الأي فون"، وفي ذلك يقول أولياء أمور لـ"العرب" إنه لم تعد أحدث الألعاب وآخر إصدارات الأجهزة التكنولوجية وآخر موديلات الجوالات ترضي أطفالنا أو تسعدهم!
وأوضحوا أن إلحاح الأبناء السبب في سرعة تلبية الطلبات، للتخلص من "الصداع"، حتى وإن كان الوالدان غير راغبَيْنِ في شراء الغرض المطلوب.
بدوره يرى المستشار الأسري الدكتور عيسى الحر، أن تعويد الطفل على عدم الإسراف والتبذير هو من أصول التربية، وعلى الوالدين أن يعلما أبناءهما عدم الإسراف، ليس فقط في المال، لكن في كل ما حولهم حتى ولو كان بالمجان.
ويؤكد الخبير التربوي صلاح اليافعي أن تعويد الطفل على الإنفاق الرشيد يبدأ من الصغر، فالعادات والسلوكيات التي ينشأ عليها هي التي تحدد سلوكياته فيما بعد، وعلى الوالدين أن ينتبها إلى ذلك.
/أ.ع