ابتكر مهندس سعودي ساعة جديدة من نوعها تتطابق مع حركة الطواف حول الكعبة، بحيثُ تتحرك عكس الساعات الأخرى المصنوعة حول العالم، ليُسجل بذلك اختراعًا هو الأول من نوعه في عالم الساعات بمنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.
وأوضح المهندس السعودي "فايز الشهري"، أن ساعة طواف مكة تختلف عن باقي الساعات المعتادة بالعالم؛ حيث تسير عقاربها مع طواف المسلمين حول الكعبة، وهو الاتجاه الذي تدور فيه الأرض حول محورها وحول الشمس، وكذلك تجري طبقًا له جميع الحركات الدورانية بالوجود، وفقًا لما ذكرته صحيفة "الحياة" اللندنية.
وبيّن "الشهري" أن فكرته كانت مجموعة رسومات صممها منذ عشر سنوات، لكنه لم يستسلم لصعوبات المشروع، وقدم فكرته لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مصحوبة بنماذج وتصاميم لها، مشيرًا إلى أنه نجح بمساعدة المدينة في إنشاء أول مصنع للساعات بالمملكة عام 2015 في مكة المكرمة.
ولفت المبتكر السعودي إلى أن المنتج الأول من الساعة التي حملت اسم "سلمان" وعبارة "صُنع في مكة المكرمة"، أهديت لخادم الحرمين الشريفين الملك "سلمان بن عبد العزيز"، كما قدمت الساعة الثانية لأمير منطقة مكة المكرمة، موضحًا أن الهدف من تصنيعها هو تحولها إلى علامة مميزة داخل الحرم المكي وتداولها بين الزوار.
اكتسب الشهري خبرته الأولى في مجال تصنيع الساعات من دراسته الأكاديمية في قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونيات بجامعة الملك سعود، الأمر الذي أكسبه الفهم المسبق في ميكانيكية عمل الساعات من الداخل وطريقة التصنيع، وتنامت خبرته في هذا المجال بدورة تخصصية في أحد معاهد تعليم صناعة الساعات في جنيف في سويسرا ليتعرف على أسرار هذه الصناعة الدقيقة.
وبعد أن اكتسب الخبرة اللازمة للبدء بمشروعه، قدم الشهري ببعض التصاميم التراثية لساعات مستوحاه من الثقافة السعودية إلى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية كنماذج صناعية وبراءة اختراع، ثم وقع اتفاقية مع إحدى الشركات الاستشارية السويسرية المتخصصة في تصنيع الساعات لتطبيق معايير الجودة السويسرية والاستفادة من الخبرة السويسرية العريقة في مجال الساعات ونقلها إلى الصناعة المحلية في المملكة العربية السعودية على عدة مراحل وتوطينها.
ويهدف الشهري من وراء صناعة الساعات المحلية إلى تعزيز موقع المملكة العربية السعودية عالميا وتنويع مصادر الدخل والمشاركة الفاعلة في زيادة الإنتاجية المحلية للمملكة وخلق فرص عمل للشباب السعودي.
م.ن