جامعة قطر تكرِّم "العطية" بجائزة شخصية العام

alarab
محليات 04 مارس 2015 , 02:58م
الدوحة - قنا

أطلقت شبكة قطر للمسؤولية الاجتماعية اليوم الإصدار الثالث من تقرير المسؤولية الاجتماعية – قطر 2014 بالشراكة مع جامعة قطر تحت عنوان "التقدم المحرز".

وجاء إطلاق التقرير خلال حفل استضافته جامعة قطر، وكرّمت خلاله سعادة الدكتورة شيخة المسند رئيس جامعة قطر، وسعادة السيد عبد الله بن حمد العطية رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية بصفته "شخصية العام للمسؤولية الاجتماعية لسنة 2014"، ليكون أول شخصية يمنحها التقرير هذه الجائزة، في خطوة تعد الأولى لتقليد سنوي يحتفي بأبرز الشخصيات المُسْهِمة في هذا المجال.

وحضر الحفل نخبة من رؤساء الهيئات الحكومية وغير الحكومية وعدد من السفراء، كذلك حضر المسهمون - خاصةً - في التقرير، إلى جانب الشركاء والرعاة والكتّاب المشاركين في التقرير الذين تم تكريمهم في هذه المناسبة.

وألقى سعادة السيد عبد الله بن حمد العطية - رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية - كلمة قال فيها: "تغمرني مشاعر السعادة والفخر وأنا أقف اليوم في حرم جامعة قطر، هذه المؤسسة التي نعتز بدورها الكبير في بناء المجتمع القطري والارتقاء بالمواطن والوطن إلى أعلى المراتب، واللقاء بهذه الكوكبة من الأكاديميين والباحثين والطلاب".

وأضاف: "إن اختياري (شخصية العام في مجال المسؤولية الاجتماعية) مصدر اعتزاز كبير بالنسبة لي، وذلك لأسباب عدَّة؛ لعل أبرزها أنه نابع من تقرير تُشرف على إصداره حاضنة التعليم الوطنية الأولى في قطر، وأنه يمثل محطة تاريخية مهمة لتقييم مسيرة سنوات حرصْتُ خلالها أن أبذل جهد الـمُقل في تكريس قيم دولتنا الفتيَّة، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظهما الله".

وتابع سعادته: "لقد تشرفت بالعمل مع الكثير من الإخوة والأخوات من أبناء مجتمعنا القطري؛ الذين تميزوا بحسٍّ عالٍ من المسؤولية الاجتماعية، وكانت نسبة كبيرة منهم من خريجي جامعة قطر التي أنجبت طلبة أكفاء أسهموا في قيادة مسيرة نجاحات مؤسسات وطنية أخرى، انطلاقا من وعيهم المسؤول تجاه مجتمعهم. ولطالما حرصت قيادتنا الحكيمة على جعل المسؤولية الاجتماعية من أهم الركائز التي تقوم عليها أعمالها، فكانت عنواناً لبداية طريق تحقيق الرؤية الوطنية 2030، وتكرست تلك الثقافة مجتمعيا لتغدو ضمانا للتنمية المستدامة".

وأكد سعادته أن الرؤى التي وردت في هذا التقرير لقادة المسؤولية الاجتماعية تعكس مزيجا استثنائيا لخبرات عريقة مع طاقات واعدة، لرسم مستقبل حافل بالإنجازات.

ووجَّه سعادة رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية الشكر الجزيل لجامعة قطر، ممثلة برئيستها الدكتورة شيخة المسند، والكادر التدريسي والطلبة على استضافة هذا الحفل المتميز والحضور الكريم، وتقدم بالتهنئة للجميع على صدور النسخة الثالثة من تقرير المسؤولية الاجتماعية – قطر 2014، مشيدا بجهود فريق العمل وحرصهم على توثيق هذه المبادرات المميزة.

وحث سعادته طلاب جامعة قطر على بذل الجهود للارتقاء باسم الجامعة عاليا، وإعلاء شأنها على خارطة المسؤولية الاجتماعية للجامعات العالمية.

بدورها ألقت سعادة الدكتورة شيخة المسند - رئيسة جامعة قطر - كلمة الراعي الأكاديمي، قالت فيها: "إن المسؤولية الاجتماعية تمثل جزءا لا يتجزأ من نظام عملنا اليومي والهادف إلى بناء إرث وطني يضع إطارا شاملا متسقا مع ركائز رؤية قطر الوطنية 2030. وبناء عليه فإننا سنواصل تأكيد قناعتنا الراسخة بأن ذلك المفهوم يشكل منارة لنا في إلهام الأجيال من الطلبة. بالتالي فإن عدم الجدية في التعاطي مع مبادئ المسؤولية الاجتماعية يشكل تحديا للجامعة نفسها ولكادرها الأكاديمي والطلاب معا".

وأضافت: "ينبغي علينا أن نفكر جدياً في المسائل والأفكار التي يمكن أن تنبثق عن هذا التقرير. إن حماس الجامعة - بما في ذلك الكادر الأكاديمي والطلاب معا - للإفادة من نجاح هذا التقرير. فثَمَّة عزيمةٌ مترابطة على إسقاط مخرجاته على قطاعات مختلفة تشمل قضايا تحظى بأولوية لدى العالم أجمع، بما في ذلك التعليم والبيئة والرياضة وحقوق الإنسان".

وأكدت سعادتها عزم الجامعة على التحلي بالتخطيط المسبق والمحكم للمضي قدما - معا - في جعْل التقرير أكثر تأثيرا في المستقبل، "فالعمل المعنيّ بالرصد البناء لأنشطة محددة يحتاج إلى تخطيط دقيق وتركيز طويل الأجل، كما يتطلب التزاما ومثابرة. وفي هذا الصدد نود التوضيح بأننا وضعنا خطط عمل أكاديمية، انطلاقا من كونها أداة مهمة في تطوير مخرجات التقرير في إصداراته المقبلة".

وختمت سعادتها بالقول: "إننا إذ نتطلع إلى المستقبل فإن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به للمضي قدما نحو إرساء ثقافة مسؤولة. كما نحث الجميع على حشد الجهود وتعبئة الموارد للتقدم بخطًى حثيثة نحو تكريس تلك الثقافة ذات الأهمية المحورية في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها قطر. إذ إننا - حتى الآن - لم نضطلع سوى بالقليل من العمل، ولا بد من تحسين أدائنا، فالأجيال تطالب بهذه الثقافة، وتتطلع إلى رؤيتها بصفتها أمراً واقعاً". وأعربت عن شكرها الجزيل لجميع شركاء التقرير وللكتّاب المشاركين فيه، على أمل زيادة العزم في تنوير أبنائنا وتربيتهم وفق مبادئ المسؤولية الاجتماعية.

من جانبه قال الدكتور بدر عبد الله الإسماعيل - رئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية بجامعة قطر - إنه قبل نحو عقدَيْن من الزمن لم يكن لمفهوم رمزي نبيل أن يرى النور لو لم يجتمع ممثلو أكبر منظمة دولية (الجمعية العامة للأمم المتحدة) في عام 1999 للإعلان عن مبادرة المسؤولية الاجتماعية التي أنشئت على عشرة مبادئ تولِّي ركائز التنمية المستدامة أهمية قصوى.

وأضاف: "فيما يتزايد اهتمام الجامعات العالمية بذلك المفهوم تولت لجنة المسؤولية الاجتماعية بجامعة قطر مهام الإشراف الأكاديمي على المبادرات ذات الصلة، بما في ذلك هذا التقرير الذي يمثل فرصة للهيئات والمؤسسات المؤمنة بالمسؤولية الاجتماعية، لتجديد التزامها في مرجع علمي أكاديمي يستعرض مواطن ازدهار المسؤولية الاجتماعية والأنشطة المتسقة مع الجهود المبذولة لتحقيق رؤية قطر 2030".

وهذا هو التقرير السنوي الثالث الذي تصدره شبكة قطر للمسؤولية الاجتماعية بالشراكة الأكاديمية مع جامعة قطر، ويرصد توجهات المسؤولية الاجتماعية للشركات في قطر.

وتم خلال الحفل تكريم الشركاء والمسهِمين في التقرير من الهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة والشركات متعددة الجنسيات وسفراء دول فرنسا وبريطانيا وجنوب إفريقيا وتركيا، إلى جانب عدد من المؤسسات التابعة لمؤسسة قطر، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الأكاديمية المشاركة في التقرير.