أكد خبراء ورواد أعمال أن جائزة قطر للتوطين في القطاع الخاص تمثل محطة مفصلية في مسيرة تعزيز مشاركة الكوادر القطرية في القطاع الخاص، وترسيخ ثقافة المنافسة الإيجابية بين المنشآت. وقالوا لـ «العرب» إن إطلاق هذه الجائزة يشكل أداة عملية لدفع المؤسسات نحو تبني سياسات أكثر فاعلية في التدريب والتوظيف، بما يعزز من جاذبية بيئة العمل ويواكب طموحات الشباب القطري. وأوضحوا أن الجائزة تمثل محطة استراتيجية محورية تنسجم مع ركيزة التنمية البشرية في رؤية قطر الوطنية 2030، إضافة إلى أثرها المتوقع في رفد قطاع السياحة بالكوادر الوطنية المؤهلة. كما أشادوا بالمبادرة، مشيرين إلى أنها تتميز عن الجهود السابقة في مجال التوطين بأن لها طابعها المؤسسي والاستراتيجي، فهي تأتي برعاية حكومية وبشراكة مع القطاع الخاص، مما يعزز جدّيتها واستمراريتها.
حمد الهاجري: تمكين الكفاءات الوطنية يدعم بناء اقتصاد قوي
أكد السيد حمد مبارك الهاجري- المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سنونو أن جائزة قطر للتوطين في القطاع الخاص تمثل رافعة أساسية لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، خاصة في محور التنمية البشرية. فهي لا تقتصر على تكريم الجهود فحسب، بل تسلط الضوء على أهمية الاستثمار في المواطن القطري، باعتباره المحرك الحقيقي لمسيرة التنمية. ومن خلال هذه الجائزة، تتجسد القناعة بأن بناء اقتصاد قوي ومستدام يبدأ من تمكين الكفاءات الوطنية.
وقال إن ما يميز هذه المبادرة عن الجهود السابقة في مجال التوطين هو طابعها المؤسسي والاستراتيجي، فهي تأتي برعاية حكومية وبشراكة مع القطاع الخاص، مما يعزز جدّيتها واستمراريتها. بخلاف الجهود السابقة التي ركزت غالباً على المبادرات الفردية أو قصيرة المدى، فإن هذه الجائزة تضع إطاراً واضحاً للمنافسة الإيجابية، وتشكل منصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال التوطين.
وأوضح الهاجري أن الجائزة تضع المسؤولية المجتمعية في قلب الممارسات المؤسسية، حيث لم تعد مسؤولية الشركات تقتصر على تحقيق الأرباح، بل بات مطلوباً منها الإسهام الفعلي في بناء كوادر وطنية قادرة على قيادة المستقبل. وهذا يرسّخ فكرة أن النجاح المستدام للشركات مرتبط بمدى إسهامها في خدمة المجتمع وتنمية موارده البشرية.
كما توقع الهاجري أن تشكل هذه الجائزة دافعاً حقيقياً للشركات لتبني برامج تدريب وتأهيل متطورة، ليس بدافع الالتزام فقط، وإنما بدافع المنافسة على التميز والاعتراف الرسمي. فوجود جائزة بهذا الحجم يفتح الباب أمام الشركات لإعادة النظر في سياساتها تجاه الكفاءات الوطنية، والانتقال من التوظيف الشكلي إلى الاستثمار النوعي في التطوير والتمكين.
وقال أيضا: «عندما تتسابق الشركات لتوفير بيئة عمل أكثر جاذبية، فإنها لا تجذب الكوادر القطرية فحسب، بل تحفّزها على البقاء والنمو داخل منظومة القطاع الخاص. وهذه المنافسة تخلق معايير جديدة للجودة والإبداع في بيئة العمل، مما يرفع مستوى الأداء والإنتاجية على حد سواء».
وأشار الهاجري إلى أن الجائزة تفتح آفاقاً جديدة أمام الشباب القطري، فهي لا تقتصر على فرص التوظيف فحسب، بل تزرع لديهم الثقة بقدرتهم على قيادة مشاريع مبتكرة وريادية، ويشجعهم على خوض غمار ريادة الأعمال، بما يعزز مكانة قطر كوجهة للابتكار والريادة في المنطقة».
أحمد بن علي الكواري: تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في إعداد الكوادر الوطنية
أكد رجل الأعمال المهندس أحمد بن علي البنغيث الكواري أن جائزة قطر للتوطين في القطاع الخاص تمثل أداة عملية لتجسيد ركيزة التنمية البشرية في رؤية قطر الوطنية 2030، لأنها تشجع الشركات الخاصة على الاستثمار في العنصر البشري الوطني، عبر التوظيف والتدريب والتطوير، وبذلك يتحول القطاع الخاص إلى شريك فاعل في إعداد الكفاءات القطرية، مما يخفف الاعتماد على القطاع الحكومي ويخلق سوق عمل متوازن ومستدام.
وأشار الكواري إلى أنه من خلال التكريم الإعلامي والرسمي الذي ستمنحه الجائزة، ستُبرز قصص نجاح القطاع الخاص والمواطنين المتميزين في القطاع الخاص، ما يعزز بدوره من صورتهم كنماذج يُحتذى بها. كما سيزيد ثقة الشباب في قدراتهم، ويعطي صورة عملية عن إمكانية التفوق والابتكار في بيئة القطاع الخاص مع رفع قدرة هذه المؤسسات والشركات على تطوير كوادر وطنية رائده تنافس القطاعات الأخرى.
وحول دور الجائزة في تحفيز الشباب القطري للاتجاه نحو القطاع الخاص بدلاً من الاعتماد على الوظائف الحكومية قال: «بالتأكيد، فالجائزة تُرسل رسالة واضحة أن الدولة تقدر وتدعم من يختار القطاع الخاص طريقًا للعمل والابتكار. ووجود فرص للتقدير والاعتراف الرسمي بجهود الشباب في الشركات الخاصة سيخلق دافعًا أكبر للتوجه نحوها، خاصة إذا ارتبط ذلك ببيئة عمل تنافسية وحوافز مادية ومعنوية».
كما أوضح الكواري أن وجود منافسة بين الشركات للفوز بالجائزة سيساهم في رفع مستوى جاذبية بيئة العمل للكوادر القطرية، حيث ستدفع المنافسة الإيجابية الشركات إلى تحسين بيئة العمل، وتقديم برامج تدريب وتأهيل أفضل، وزيادة المزايا الممنوحة للكوادر القطرية، وذلك من أجل الفوز بالجائزة. هذا بدوره سيجعل القطاع الخاص أكثر جاذبية للكفاءات القطرية، ويخلق دورة مستمرة من التحسين والتطوير.
نايف الإبراهيم: تفتح مسارات مهنية حقيقية وفرص نمو أوسع
قال المهندس نايف الإبراهيم الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «ابتكار» إن جائزة قطر للتوطين في القطاع الخاص تمثل محطة استراتيجية محورية تنسجم تماما مع ركيزة التنمية البشرية في رؤية قطر الوطنية 2030. فهي لا تكتفي بتشجيع القطاع الخاص على استقطاب الكفاءات الوطنية، بل تدفع نحو بناء قوة عمل قطرية قادرة على قيادة مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وبذلك تفتح أمام المواطنين مسارات مهنية حقيقية وفرص نمو أوسع. بعيدا عن الاعتماد على الوظائف الحكومية.
وأضاف أن هذه الجائزة ستبرز قصص نجاح ملهمة لشباب وكفاءات قطرية أثبتت جدارتها في أصعب ميادين العمل، وستحوّل تكريمهم إلى شهادة حية تلهم الآخرين وتفتح أمامهم آفاقا جديدة. فهي ترسخ قناعة بأن القطاع الخاص ليس مجرد بديل، بل ميدان واسع للنمو وفرصة حقيقية لبناء مسيرة مهنية قائمة على التميز والابتكار.
وعن أهمية الجائزة ودورها في تحفيز الشباب القطري للاتجاه نحو القطاع الخاص قال: «بكل تأكيد ستعزز الجائزة ذلك فحين يلمس الشباب أن إنجازاتهم في القطاع الخاص تحظى بالتقدير والتكريم، وأن مسارهم المهني يتحول إلى مصدر فخر واعتراف وطني، فإن ذلك سيحدث تحولا حقيقيا في توجهاتهم. هذه الجائزة سترسخ القناعة بأن القطاع الخاص ليس خيارا ثانويا، بل مسارا استراتيجيا وواعدا لبلوغ الطموحات الشخصية وخدمة الأهداف الوطنية في آن واحد.
كما أكد الإبراهيم أن تكريم الرواد وأصحاب الأفكار المبتكرة من خلال هذه الجائزة سيكون له أثر كبير في تشجيع الشباب على خوض تجربة ريادة الأعمال.
وتوقع الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «ابتكار» أن تحدث هذه الجائزة خلال السنوات القادمة نقلة نوعية في سوق العمل عبر رفع نسب التوطين في القطاع الخاص ودفع الشركات إلى بناء بيئات عمل أكثر جاذبية للمواطنين.
أيمن القدوة: تطوير قوى عاملة مؤهلة بقطاع الضيافة والسياحة
قال الخبير السياحي السيد أيمن القدوة إن جائزة قطر للتوطين في القطاع الخاص ستعزز قطاع السياحة والضيافة بدولة قطر من خلال تشجيع المنشآت على توظيف الكوادر الوطنية، مما يرفع كفاءة الخدمات السياحية ويعزز تجربة الزوار. كما ستحفز الجائزة المنافسة الإيجابية، مما يدعم تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 بتطوير قوى عاملة وطنية مؤهلة، وتعزيز الابتكار والتميز في القطاع، مما يساهم في نمو السياحة المستدام.
وأشار القدوة إلى أن جائزة قطر للتوطين ستشجع الفنادق والشركات السياحية على توظيف وتأهيل الكوادر القطرية بشكل أكبر. كما أن هذه الحوافز تعزز المنافسة الإيجابية، وتدفع المنشآت لتبني إستراتيجيات توطين فعّالة، مما يسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030. كذلك يعزز التكريم الحافز لتطوير برامج تدريبية وفرص عمل مستدامة للمواطنين، مما يرفع نسبة التوطين ويعزز الكفاءات الوطنية في القطاع السياحي.
وقال: «جائزة قطر للتوطين سوف تعزز المنافسة بين المنشآت السياحية لتوظيف المواطنين، وتكرم المتميزين، مما يرفع الوعي ويحفز الشباب القطري على الانخراط والعمل في منظومة السفر والسياحة والضيافة والترفيه. توطين الوظائف في قطاع السياحة يعزز صورة قطر عالميا كوجهة سياحية أصيلة، حيث يبرز الطابع المحلي من خلال توظيف الكفاءات القطرية، ويظهر التزام قطر بالتنمية المستدامة، مما يرفع مكانتها كوجهة سياحية متميزة تجمع بين الأصالة والحداثة».
وأوضح القدوة أن إبراز قصص نجاح شباب قطريين في السياحة والضيافة يعزز جاذبية القطاع للكفاءات الوطنية من خلال إلهام الشباب وتحفيزهم للانخراط فيه، وتسليط الضوء على هذه القصص يعكس فرص التطور المهني والإبداع، ويعزز الثقة بإمكانيات النجاح.
وأكد أن جائزة قطر للتوطين، بتكريمها المتميزين، تشجع المنافسة الإيجابية وتدعم رؤية قطر 2030، مما يحفز الشباب على الانضمام لهذا القطاع الحيوي وتطويره.