أكد سعادة السيد عبدالله بن حسين الجابر، سفير دولة قطر لدى جمهورية كازاخستان، أن دولة قطر تعمل على تعزيز علاقاتها مع العمق الآسيوي، لا سيما من خلال تعزيز التعاون الناجح مع المنظمات المؤثرة في آسيا، مشيرا إلى أن قطر كانت من أوائل الدول العربية التي حصلت على صفة «شريك حوار» بمنظمة شنغهاي للتعاون.
وأضاف سعادة السفير، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية «قنا»، أن قطر أيضا عززت مكانتها في هذه المنطقة من خلال التعاون الناجح مع مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (السيكا)، والجمعية البرلمانية الآسيوية، ودول الحوار الآسيوي.
وأوضح سعادته، أنه في سبتمبر من عام 2022 وقعت دولة قطر مذكرة تفاهم بشأن انضمامها لمنظمة «شنغهاي للتعاون» كشريك حوار على هامش قمة المنظمة التي عقدت في أوزبكستان، مشيرا إلى أن صفة «شريك الحوار» هي خطوة أولى قبل منح قطر العضوية الكاملة، لافتا إلى أنه وفقا للائحة المنظمة بشأن صفة «شريك حوار» فإنه ينبغي للدولة أو المنظمة التي ترغب في الحصول على صفة «شريك حوار» احترام سيادة الدول الأعضاء وسلامتها الإقليمية والاعتراف بالأهداف والمبادئ والإجراءات الرئيسية للمنظمة.
وأشار إلى أنه يحق للدولة أو المنظمة التي حصلت على صفة «شريك حوار» حضور الاجتماعات المفتوحة لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة «شنغهاي للتعاون» واجتماعات رؤساء الوزراء في الدول الأعضاء بالمنظمة، في إطار تعاونها مع المنظمة ولا يمنح لها الحق في المشاركة في إعداد وتوقيع وثائق المنظمة المعتمدة.
وقال سعادة سفير دولة قطر لدى جمهورية كازاخستان: «نحن في بداية الطريق إلى عضوية كاملة الحقوق في المنظمة التي تشترك دولة قطر مع الدول الأعضاء بها، في قيمها المتمثلة في الحفاظ على السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، حيث إن من أهم أهداف المنظمة تعزيز الثقة المتبادلة والصداقة وحسن الجوار وتعزيز التعاون المتعدد الأوجه في صون وتعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة ومواجهة مشتركة للتحديات والتهديدات المستجدة، وتشجيع التعاون الفعال والمفيد للأطراف في مختلف المجالات وتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والثقافية».
وردا على سؤال حول الدور الإقليمي والدولي الذي تقوم به دولة قطر، وخصوصا وساطتها الناجحة لحل الخلافات في مناطق مختلفة من العالم، أكد سعادته أن دولة قطر تعد واحدة من أهم الدول الفاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي في القيام بالوساطة، وبذل المساعي الحميدة في حل النزاعات.
وأضاف أن قطر حققت نجاحات كبيرة في إيجاد حلول للعديد من الصراعات المستمرة التي لم تقتصر فقط على المنطقة العربية فحسب، بل امتدت إلى إفريقيا وقارة آسيا وحتى إلى أمريكا اللاتينية، حيث نجحت في توصل الولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا إلى اتفاق تبادل السجناء، مؤكدا أن الإيمان القاطع بالقوة الناعمة وقوة القانون الدولي والسياسة المحايدة، دون النظر إلى المصالح الشخصية خلق لدولة قطر سمعة دولية مرموقة أكسبتها مصداقية.

زيادة التعاون
وعن مستوى العلاقات بين دولة قطر وجمهورية كازاخستان، أكد سعادة السيد عبدالله بن حسين الجابر، أن العلاقات بين قطر وكازاخستان، انطلقت رسميا في عام 1993 مع التوقيع على اتفاقية إقامة العلاقات الدبلوماسية، ووصلت إلى أعلى مستوياتها وهي علاقات «الشراكة الاستراتيجية»، مشيرا إلى أن ذلك جاء نتيجة حرص قيادتي البلدين الصديقين على تعزيز علاقات الصداقة الودية التي تجمع بين البلدين.
وأضاف سعادته أنه يوجد عدة مؤشرات تدل على زيادة مستوى التعاون القائم بين الدوحة وأستانا، أبرزها الاتفاقيات الموقعة بين حكومتي البلدين التي شملت كافة مجالات التعاون، وهي السياسة والتجارة والاستثمارات والأمن والرعاية الصحية والطاقة والأغذية، كما أنه يوجد العديد من المشاريع الاستثمارية المشتركة ومعظمها مشاريع كبرى تقام في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وأوضح أن هناك اتفاقات عدة توصلت إليها قطر وكازاخستان حيال تعزيز التعاون في كافة المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والصحية والرياضية والعسكرية والثقافية والإنسانية، والتي ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بفضل الجهود المتميزة التي بذلتها قيادتا البلدين.
وأشار إلى أن هناك آفاقا واعدة لتنفيذ مجموعة من المشاريع الاستثمارية المشتركة بين قطر وكازاخستان خاصة في مجال الغاز، حيث يتوقع أن تستثمر قطر في بناء محطة معالجة الغاز في كازاخستان وتشييد خط أنابيب نقل الغاز، كما توجد فرص واعدة لتعزيز التعاون المشترك في مجال الخدمات المالية والمصرفية، بالإضافة إلى فرص هائلة في سوق الاتصالات في كازاخستان، حيث ترغب قطر في الاستثمار بقطاع الاتصال والإنترنت بكازاخستان، لافتا إلى أن الزراعة مجال آخر يمكن للبلدين الاستفادة منه، خاصة وأن كازاخستان تتمتع بأراض زراعية خصبة وشاسعة، ويوجد هناك خطط لإقامة مشروع مصنع لمعالجة القمح في الأراضي الكازاخية مما يعزز الأمن الغذائي لكلا البلدين.

شراكة استراتيجية
وحول حجم التبادل التجاري بين البلدين، أكد سعادة السفير أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين قطر وكازاخستان، تشهد تقدما كبيرا في السنوات الخمس الأخيرة، حيث تمثل هذا التقدم في تعزيز التجارة البينية، فبموجب التقرير السنوي الصادر عن جهاز التخطيط والإحصاء في الدولة، استوردت قطر في العام الماضي لحوم ضأن، وأليافا بصرية مصنوعة من ألياف مكسوة.. مشيرا كذلك إلى أن مكتب الإحصائيات الوطني لكازاخستان، أفاد بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين ازداد بـ5 أضعاف خلال الفترة من عام 2019 إلى عام 2023.
وأكد سعادة السيد عبدالله بن حسين الجابر، سفير دولة قطر لدى جمهورية كازاخستان، أن مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وصل إلى حد الشراكة الاستراتيجية، معربا عن أمله في زيادة التبادل التجاري بين البلدين في المستقبل القريب.