مختصون لـ العرب: مراقبة الأسرة تُبعد الطالب عن «فخ» المواد المُنشطة

alarab
تحقيقات 03 يونيو 2024 , 01:11ص
علي العفيفي

تزامناً مع انطلاق اختبارات الشهادة الثانوية العام اليوم الإثنين، حذر مختصون نفسيون واجتماعيون، من خطورة تعاطي الطلاب للمواد المنشطة أو المخدرة بهدف زيادة التركيز خلال فترة الاختبارات الفصلية وآثارها السلبية نفسيا وصحيا وأكاديميا وأخطرها قد يؤدي إلى الإدمان، مؤكدين أن البديل الأمثل لتحقيق أفضل النتائج في الاختبارات المدرسية تبدأ بالاستعداد الجيد من بداية الدراسة وتوفير الوقت للمذاكرة والراحة والنوم الكافي والتغذية الصحية وتهيئة البيئة المناسبة للطالب خلال فترة الاختبارات بالأخص وتكثيف التشجيع من قبل الأسرة لأبنائهم وعدم وضعهم في ضغوط.
وأكد المختصون في تصريحات لـ»العرب»، أن مراقبة أولياء الأمور والتقارب من أبنائهم والتواصل باستمرار معهم يبعدهم عن خطر أو فخ المواد المخدرة والمنبهة التي يروج لها البعض على أنها تزيد الانتباه والاستيقاظ، مؤكدين أن المدرسة لها دور أيضا في رصد أية سلوكيات غير مضبطة لدى الطالب وإبلاغ أسرته للتعاون في حماية الطالب وعدم تطور الأمر إلى أمراض نفسية أو نوبات هلع وقلق خاصة لدى الشباب في سن المراهقة.

د. عبير عيسى: مضرة بخلايا المخ ونتائجها عكسية

أكدت الدكتورة عبير عيسى استشارية الطب النفسي، أن إعطاء الوالدين لأبنائهم منشطات أو منبهات خلال فترة الاختبارات مضرة جدا بخلايا المخ وترهقها وقد تؤدي إلى نتيجة عكسية غير مرغوب فيها، خاصة عندما تكون بدون استشارة الطبيب، معتبرة أن البيئة الصحية الهادئة هي السبيل الأمثل لنجاح الطالب وتفوقه.
وأضاف أن بعض الطلبة يلجؤون لتناول القهوة أو المواد التي تحتوي على الكافيين مثل مشروبات الطاقة بهدف زيادة الاستيقاظ تضر بشكل كبير بالساعة البيولوجية للطالب وعدم قدرته على النوم، مما يدفعه أيضا لتناول مواد تساعده على النوم، موضحا أن بعض الحالات قد تتطور إلى أمراض نفسية أو نوبات هلع وقلق خاصة لدى الشباب في سن المراهقة.
ودعت الطلبة إلى ضرورة استشارة الوالدين في حالة الشعور بالأرق أو الصعوبة في النوم أو عدم القدرة على التركيز بهدف تقديم الدعم النفسي أو استشارة الطبيب النفسي للتعامل مع هذه الحالات، موضحة أن الأسرة أيضا لها دور في ملاحظة أبنائهم أولا بأول والتقارب والتواصل معهم.
ورأت أن الوقاية من تعاطي الطالب أية مواد مخدرة أو منشطة تبدأ بوضع قواعد قائمة على الدين الإسلامي التي تؤكد تحريمها، ووضع نظام الثواب والعقاب للتعامل مع مثل هذه الحالات، وإشغال الطالب بأمور إيجابية بوضع جدول للدراسة والمذاكرة وتنمية هوايات يحبونها أو العمل على أشياء هادفة.
ونصحت استشارية الطب النفسي، بتهيئة الأجواء الدراسية للطالب تبدأ من بداية العام الدراسي بالتركيز على الإيجابيات لديه وزيادة الثقة وتشجيع بشكل مستمر على المجهود الذي يبذله، موضحة أن هذا الأمور تكثف خلال فترة ما قبل الاختبارات وتهيئة البيئة المحيطة به في المنزل، منها النوم الكافي وعدم السهر والإرهاق وتكليفه بمسؤوليات أخرى غير الدراسة والأكل الصحي الذي تكسب الطالب الطاقة بالأخص في وجبة الإفطار.
وحذرت من زيادة التوتر على الطالب بالضغط عليهم لتحصيل أعلى الدرجات خاصة في فترة الاختبارات.

عادل مبروك: الاستخدام المتكرر قد يؤدي للإدمان

قال عادل مبروك الأخصائي النفسي في مدرسة مصعب بن عمير الثانوية للبنين، إن تعاطي الطلبة المواد المنشطة أو المخدرة بهدف زيادة التركيز خلال فترة الاختبارات أو أي وقت آخر دون استشارة طبية يحمل مخاطر كبيرة وهي اضطرابات في النوم، زيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى خطر الإدمان بسبب الاستخدام المتكرر.
وأضاف أنها أيضا تؤدي إلى تأثيرات نفسية مثل القلق، والاكتئاب، وتغيرات في المزاج، الأمر الذي يمكن أن يؤثر الاستخدام طويل المدى سلباً على التركيز والذاكرة، مما يعكس نتائجه على الأداء الأكاديمي.
وأكد مبروك أن حماية الطلبة من تناول هذه المواد يتطلب تعاوناً وثيقاً بين المدرسة والأسرة تبدأ بالتوعية المستمرة من خلال تقديم برامج توعية وثانيا متابعة سلوك الطلاب وملاحظة أي تغييرات قد تدل على استخدامهم لهذه المواد، ثالثا توفير خدمات الاستشارة النفسية للطلاب الذين يعانون من ضغوط نفسية، رابعا تقديم نصائح حول تقنيات الدراسة الفعالة والبدائل الصحية لتعزيز الانتباه والتركيز.
وعن أبرز النصائح التي يمكن تحسين أداء الطالب خلال فترة الاختبارات بعيدا عن تلك المواد، نصح الطلبة بوضع جدول دراسي مناسب يتضمن فترات راحة، والحصول على 7- 8 ساعات من النوم يومياً، تناول وجبات متوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية، وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل، وممارسة الرياضة بانتظام لتخفيف التوتر، والتواصل مع الأسرة والأصدقاء للحصول على الدعم النفسي.
ودعا مبروك أولياء الأمور للتأكد من 3 أمور لدى أبنائهم، أولا الجانب العقلي الذي يأتي من خلال الاستذكار والاجتهاد، والجانب الروحي بجعل النية في المذاكرة إرضاء لله ثم الوالدين والتوكل على الله والثقة بقدر الله، والجانب البدني بممارسة الرياضة كل يوم نصف ساعة والراحة البدنية والنوم الكافي.

إسماعيل نبيل: 6 خطوات بديلة للمنشطات

أكد إسماعيل نبيل الأخصائي النفسي في مدرسة عمر بن عبدالعزيز الثانوية للبنين، أن المواد المنبهة أو المخدرة بهدف زيادة التركيز لها أضرار عكسية والبديل الصحي لها يتمثل في 6 خطوات يقوم بها الطالب وأسرته.
وأوضح نبيل أن أولها التخطيط المسبق وتنظيم الوقت من خلال وضع جدول زمني يتضمن فترات للراحة والنوم، وتحديد أهداف صغيرة من خلال تقسيم المواد الدراسية إلى أجزاء صغيرة يسهل تحقيقها، ثانيا توفير بيئة هادئة ومريحة من خلال مكان مخصص للدراسة والتأكد من راحة المكان بالتهوية والإضاءة المناسبتين، ثالثا الدعم النفسي والعاطفي عبر التواصل الإيجابي بين الأسرة والطالب والتشجيع والتحفيز وتعزيز الثقة بالنفس.
وأضاف أن رابعها تشجيع العادات الصحية مثل نظام غذائي متوازن خالٍ من الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية، والنوم الجيد وتشجيع الطالب على ممارسة الرياضة الخفيفة لتحسين المزاج وتقليل التوتر، خامسا التعامل مع التوتر عبر توفير وقت للراحة وممارسة الهوايات والأنشطة المفضلة، سادسا التحفيز الإيجابي من خلال مكافأة الطالب عند تحقيق أهداف معينة لتحفيزه على الاستمرار، والاحتفال بالإنجازات الصغيرة، والتقليل من التوقعات الضاغطة.

محمد الملاح: تقوده إلى أمراض نفسية

اعتبر محمد الملاح الأخصائي الاجتماعي في مدرسة عمر بن عبدالعزيز الثانوية للبنين، أن وجود من يتعاطى المواد المخدرة أو المنشطة بين طلاب المدارس يعود إلى أسباب عدة مثل سوء الصحبة وغياب القيم وضعف الإيمان والثوابت الأخلاقية وغياب الرقابة داخل الأسرة، مؤكدا أن الأخطر بأن يكون الوالدان مشاركين في هذا الأمر أو الصمت عنه.
وأضاف الملاح أن بعض الطلبة يضعون لأنفسهم أسبابا وهمية لتناول المواد المنشطة أو المخدرة مثل الاستذكار والنشاط والطاقة، الأمر الذي قد يؤدي بكثير من الطلبة إلى الإدمان وأمراض نفسية مثل الشعور بالإحباط والاكتئاب والمشكلات الأسرية، موضحا أن لها آثارا عكسية مثل الصداع المستمر، وعدم القدرة على النوم وإضرار الخلايا الدماغية وتدهور المستوى الأكاديمي.
واعتبر أن الأسرة لها دور كبير في تفادي مثل هذه المشاكل لدى أبنائهم من خلال المراقبة المستمرة والتقارب من أبنائهم لمعرفة المشاكل لديهم في المدرسة أو المذاكرة، موضحا أن الأسرة عليها دور في التهيئة النفسية للطالب قبل الاختبارات، من خلال توفير بيئة داعمة للتركيز والمذاكرة.