أكد كتاب ونقاد أن التراث القطري معين لا ينضب، وسوف يظل ملهما للمسرحيين في أعمالهم. وأشار الكتاب والنقاد، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا» على هامش مهرجان الدوحة المسرحي السادس والثلاثين الذي تنظمه وزارة الثقافة، إلى أن التراث القطري ما زال مليئا بالكنوز واللآلئ المكنونة التي يمكن استلهامها في الأعمال المسرحية، حتى أن المهرجان في نسخته الحالية يحتفي بأكثر من عمل مستلهم من التراث، ومنها مسرحيات مثل سكة بن عاصي تأليف وإخراج سعد بورشيد، ومزيون وظبية إعداد علي حسن عن نص لحمد الرميحي وإخراج علي حسن، وغيرهما.
وأكد الناقد الدكتور مرزوق بشير بن مرزوق، أستاذ نظريات الدراما في كلية المجتمع، أن هناك استلهاما للتراث في العمل المسرحي وليس توظيفا أو نقلا للتراث، موضحا أن الاستلهام هو الذهاب إليه واستحضاره لمقاربته بالواقع، فالكاتب الدرامي ينتقي من التراث والتاريخ الأحداث فيما يراه مناسبا لواقعه وما يمكن إسقاطه على هذا الواقع، فهو لا ينقل التاريخ أو التراث، فالكاتب الدرامي ليس مؤرخا وليس موثقا، وإنما هو (دراما تورج) أو صانع للدراما.
وأضاف أن استلهام التراث والتاريخ والأساطير والملاحم كانت البداية الأولى في الكتابة المسرحية، عندما ذهب كتاب الدراما التراجيديون في العصر الإغريقي القديم إلى استلهام التراث والملاحم.
وقال: بالنسبة لاستلهام التراث في المسرح القطري فيأتي من تأثر الثقافة القطرية، سلبا وإيجابا، ببيئتي البحر والبر، وهما وإن بدتا متباينتين، فهما بيئة واحدة عند القطريين.
من جانبه، قال الكاتب والمخرج حمد الرميحي، في تصريح مماثل لـ «قنا»، إن أغلب بدايات الحركة المسرحية في الخليج والوطن العربي اهتمت بالتراث واستلهمت منه موضوعات مهمة، إلى جانب أعمال من التاريخ، وذلك لأن الكتاب والمخرجين يحاولون إسقاط ما يتعلق بهذا التراث على الواقع الاجتماعي والسياسي والفكري، مشيرا إلى أنه بعد تطور الحركة المسرحية العربية والخليجية تم استلهام الكثير من الأعمال التراثية.
بدوره، أكد الكاتب والمخرج سعد بورشيد، عضو هيئة التدريس في برنامج الفنون المسرحية بكلية المجتمع، أن التراث القطري من أهم عناصر الاستلهام بالنسبة للمبدعين، وهو ما نراه في المسرحيات التي تم عرضها منذ انطلاق المسرح القطري في ستينيات القرن الماضي وحتى الوقت الراهن، حيث يحتوي مهرجان الدوحة المسرحي السادس والثلاثون على بعض المسرحيات المستلهمة من التراث.